العدد 3095 - الجمعة 25 فبراير 2011م الموافق 22 ربيع الاول 1432هـ

مصابيح الشوارع العاملة بالطاقة الشمسية تنفح الحياة في كابول

كارين رايفز comments [at] alwasatnews.com

كارين رايفز

تمثل إضاءة الشوارع بواسطة الطاقة الشمسية في كابل بالنسبة لأجمل خان زادران دلالة على التقدم وصورة لمستقبل أفضل لنجله الصغير.

حتى هذا التاريخ، أنفق سلاح الهندسة التابع للجيش الأميركي مبلغ 160 ألف دولار لتركيب 28 مصباح إضاءة على طول شارع تجاري مزدحم في العاصمة الأفغانية، كابل. كما أن 170 مصباحا تعمل بالطاقة الشمسية ستركب خلال الأشهر القادمة.

ويمول المشروع قائد برنامج النجدة الطارئة التابع لسلاح الهندسة والذي يستهدف مشاريع تعود بالنفع المباشر على السكان المحليين. وقد بدأ تشغيل أول 28 عمود إضاءة في نهاية العام الماضي فيما ستركب الأعمدة الباقية في وقت لاحق من العام الحالي على أن يصل إجمالي كلفة المشروع إلى حوالي 1.6 مليون دولار.

وزادران متيقن من المزايا لمنطقة سكنه إذ قال لموقع أميركا دوت غوف «إن إضاءة الشوارع ستعمل على الحد من جرائم الشوارع بحيث سيكون بمقدور الناس أن يتجولوا خارج دورهم حتى ساعة متأخرة من الليل. وبهذا ستبدو كابل كمدينة طليقة الحركة وعصرية».

وقد ساعدت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية ووزارة الخارجية الأميركية في تحقيق هذا المشروع وكذلك عمدة كابل محمد يونس نوانديش الذي يسعى لاستنهاض التطور الاقتصادي لوسط مدينته.

ويذكر أن نسبة 20 في المئة فقط من شوارع كابل التي تضم 4.5 ملايين نسمة كانت مضاءة حينما بوشر بتنفيذ مشروع الإضاءة بالطاقة الشمسية. وكانت الإضاءة الرديئة والخافتة قد أعاقت النشاط في الأحياء التجارية لأن السكان كانوا يخشون الخروج بعد مغيب الشمس وفي الظلمة.

أما شبكة المدينة الكهربائية فهي توفر خدمة إنارة متقطعة. إذ إن الحرب وانعدام الاستثمارات على مدى عقود من الزمن خلفت كابل بدون وسائل راحة تنعم بها عواصم كثيرة في العالم وتعتبرها تحصيل حاصل.

وتبين أن الإضاءة بالطاقة الشمسية كانت مناسبة للمدينة، حسبما أفاد ستيف دانر الضابط المكلف في سلاح الهندسة لمنطقة مدينة كابل الذي قال: «يتمتع سكان كابل بـ 300 يوم مشمس في العام ولهذا كان من المنطقي أن نختار مصدر الطاقة الشمسية. وكنا نعمل مع رئيس البلدية في مجموعة عمل مدينة كابل فقلنا: «لماذا لا نختار الطاقة الشمسية؛ فهو أول مشروع من هذا القبيل في البلاد حيث نستخدم الطاقة الشمسية لإضاءة الشوارع».

وكل عمود إضاءة مجهز بلوحة شمسية وبطارية ليثيوم مستترة داخل صندوق موصد خوفا من السرقة. كما أن المقاول الذي رسا عليه العقد لإنشاء المرحلة الأولى من المشروع، وهو شركة نيوزيلندية تدعى خدمات الطاقة المستدامة- أفغانستان، قام بتدريب موظفي بلدية كابل للمساعدة في صيانة المصابيح.

ويتمثل جزء من مهمتهم في تسلق أعمدة الإضاءة لإزالة الغبار عن اللوحات ومن غير الواضح مدى تواتر هذا العمل. ويقول دانر: «إنها المرة الأولى التي تم فيها تركيب لوحات شمسية بهذه المواقع المغبرة وهو شيء سيتعين علينا رصده».

أما دانو سميم أحد سكان كابل فقد ذكر أنه أوقف سيارته للتأمل منبهرا في إحدى ليالي ديسمبر/ كانون الأول 2010، لدى عودته من العمل إلى المنزل. فقد لاحظ أن مسافة كيلومتر من طريق الجمهورية المظلمة أصبحت ساطعة فجأة بحيث أمكن للمشاة التنزه براحة.

«فقلت لنفسي» - والكلام لسميم على إحدى صفحات موقع فيسبوك الخاص بالسفارة الأميركية بكابول - «إن أفغانستان يعاد بناؤها وآمل أن يتواصل هذا المشروع ليمتد لأحياء أخرى من كابل. فهذا مشروع بيئي جيد ونظيف».

العدد 3095 - الجمعة 25 فبراير 2011م الموافق 22 ربيع الاول 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً