العدد 3095 - الجمعة 25 فبراير 2011م الموافق 22 ربيع الاول 1432هـ

مقتل 14 متظاهراً وجرح العشرات في يوم غضب بالعراق

تظاهرة  كبرى في ساحة وسط العاصمة العراقية        (رويترز)
تظاهرة كبرى في ساحة وسط العاصمة العراقية (رويترز)

أعلنت مصادر أمنية عراقية أمس الجمعة (25 فبراير/ شباط 2011) أن 14 شخصاً قتلوا على الأقل وأصيب عشرات آخرون في مسيرات احتجاجية شهدتها معظم المدن العراقية. وبينت الشرطة أن متظاهرين قتلوا وأصيب عشرة آخرون بجروح أمس في الموصل شمال العراق أثناء تفريق قوات الأمن تجمع متظاهرين، كما سقط اثنان أمس الجمعة في بلدة الحويجة شمال العراق، وخمسة في تكريت، واثنان في سامراء، وشاب في ديالى وخرج آلاف المتظاهرين صباح أمس إلى شوارع بغداد كبرى مدن البلاد في يوم غضب احتجاجاً على سوء الخدمات العامة والفساد والبطالة. وتجمع الآلاف في ساحة التحرير في قلب العاصمة بغداد منذ ساعات الصباح الأولى استجابة لدعوات أطلقها شباب عبر الفيسبوك للتظاهر في يوم غضب عراقي، بينما قطعت القوات الأمنية جسري الجمهورية والسنك في بغداد لمنع المحتجين من الوصول إلى المنطقة الخضراء، كما أعلن عن حظر لسير المركبات والدراجات النارية ووضعت قوات الجيش والقوات الأمنية الأخرى في حال تأهب قصوى منذ أمس الأول.


المرجعية الدينية تدعو إلى مظاهرات سلمية... والمتظاهرون يقولون إن هدفها الإصلاح

«يوم الغضب» يحصد 14 قتيلاً من المتظاهرين في مناطق متفرقة بالعراق

بغداد- أف ب، رويترز

تحول «يوم الغضب» الاحتجاجي على تقصير الحكومة العراقية، أمس الجمعة (25 فبراير/ شباط2011) إلى أعمال عنف حصدت أربعة عشر متظاهراً بالرصاص في كل أنحاء البلاد خلال مواجهات مع قوات الأمن. وتقول الشرطة والمستشفيات إن خمسة أشخاص قتلوا في الموصل (شمال) واثنين في الحويجة بمحافظة كركوك الغنية بالنفط وخمسة في تكريت واثنين في سامراء (وسط) وشاباً في بلدة كالار الكردية بمحافظة ديالى.

وهذا يرفع إلى 19 متظاهراً وشرطي عدد القتلى منذ بداية حركة الاحتجاج قبل ثلاثة أسابيع.

من جهة أخرى، أصيب 124 شخصاً منهم 17 شرطياً وجنود في عشر مدن، وأحرقت أربع مبان رسمية. وفي خمس مدن منها العاصمة ما زال حظر التجوال سارياً حتى اليوم (السبت).

وفي بغداد، استخدمت قوات الأمن خراطيم الماء والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين الذين كانوا يرشقونهم بالحجارة.

وأرغم سكان بغداد على السير حتى ساحة التحرير في وسط العاصمة، لأن القيادة العسكرية منعت مرور السيارات. وفرضت قيوداً أيضاً على التظاهرات في كل أنحاء البلاد.

ووسط انتشار كثيف للجنود والشرطة، احتشد حوالى خمسة آلاف متظاهر في ساحة التحرير.

وأقفلت قوات الأمن بكتل الأسمنت الكبيرة مدخل جسر الجمهورية الذي يؤدي إلى المنطقة الخضراء، المحاطة بتدابير أمنية مشددة والتي تضم مقر الحكومة وسفارة الولايات المتحدة الأميركية.

وتمكن متظاهرون من اجتياز أربع كتل وألقوا حجارة وأحذية وقناني ماء على عناصر شرطة مكافحة الشغب والجنود الذين تمكنوا من صدهم.

واستقبل المتظاهرون النائب صباح السعدي الذي جاء للقائهم بالصراخ. وسألوه «لماذا يقبض النواب ملايين الدنانير شهرياً فيما لا نملك نحن شيئاً؟».

وكانت «ثورة الغضب العراقية» التي تستلهم ثورتي تونس ومصر، دعت عبر الـ «فيسبوك» إلى التظاهر «من أجل التغيير والحرية والديمقراطية الحقيقية».

ويشدد القسم الأكبر من المنظمين على مطالبهم التي تقتصر على «الإصلاحات». وقالوا «لا يرمي هذا التحرك إلى إسقاط الحكومة».

وصرح مسئول أمني في الساحة بأن قوات الأمن تلقت تعليمات بعدم الاشتباك مع المحتجين. وقالت لينا علي وهي عراقية تبلغ من العمر 27 عاماً ومن أعضاء صفحة دعت للاحتجاج في موقع «فيسبوك» للتواصل الاجتماعي إن المحتجين نزلوا إلى الشارع من أجل التغيير لتحسين الوضع في العراق، وأضافت أن نظام التعليم سيء ونظام الصحة سيء أيضاً، كما أن تردي الخدمات يتفاقم.

وذكرت أن المياه الصالحة للشرب والكهرباء غير متوافرين وأن البطالة تزيد، وقالت إن ذلك قد يدفع الشبان تجاه الأنشطة الإرهابية.

وبعد ثماني سنوات من غزو قادته الولايات المتحدة للعراق وأطاح بالرئيس المخلوع صدام حسين مازالت التنمية في البلاد بطيئة ويوجد نقص في الغذاء والماء والكهرباء والوظائف.

وذكر مصدر في مجلس الوزراء العراقي أن محافظ مدينة البصرة بجنوب العراق، شلتاغ عبود قال إنه سيستقيل تلبية لمطالب المحتجين.

ودعا رئيس الوزراء نوري المالكي الخميس إلى عدم المشاركة في التظاهرة التي نظمتها عدة جمعيات عبر الـ «فيسبوك» احتجاجاً على عدم كفاءة الحكومة متهماً منظميها بأنهم من أنصار صدام حسين وبأنهم «إرهابيون».

على صعيد متصل، دعت المرجعية الدينية في العراق بزعامة السيد علي السيستاني أمس جميع المتظاهرين في العراق إلى أن تكون تظاهراتهم سلمية من أجل تثبيت المطالب والمحافظة على قداستها وقوتها.

وقال معتمد المرجعية الشيعية في مدينة كربلاء، أحمد الصافي، أمام آلاف من المصلين في صحن الإمام الحسين في كربلاء خلال خطبة صلاة الجمعة، إن «المظاهرات هي حديث الشارع العراقي وأن التظاهر يأتي لسبب لأن الناس عندما تتجمع وتعلن أنها تريد أن تتظاهر تريد أن تسمع صوتها والدستور كفل حق المتظاهرين ومن حق أي إنسان أن يتظاهر بطريقة سلمية وعصرية ولابد أن يتثقف الناس دائماً على التظاهر السلمي لأنه نوع من إيصال المظلومية».

وأضاف: «التظاهرات لابد أن تبقى محافظة على قداستها وقوتها وتثبيت المطالب». وتابع: «لابد أن يسمع صوت الناس وأن عدم الإصغاء إلى المتظاهرين عمل غير شرعي وعلى المسئولين التفاعل مع مطالب المتظاهرين السلميين لأن التظاهرات هي ليست إزهاق روح».

العدد 3095 - الجمعة 25 فبراير 2011م الموافق 22 ربيع الاول 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 5:10 ص

      الحكام العرب

      كل الحكام العرب مجرمين لا يوجد فيهم رجل شريف وعادل الله ينتقم منهم قلوبنا معكم يا اهل العراق ولانستطيع غير الدعاااء والفرج لنا ولكم ولكل المظلومين بحق محمد وال محمد نحن شيعة علي لابد ان تراق دماؤنا حتى تقشع الظالمين من جذورهم فصبرا فصبرا

اقرأ ايضاً