العدد 3094 - الخميس 24 فبراير 2011م الموافق 21 ربيع الاول 1432هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

كلّ عمل لا يكون مباركاً وناجحاً إلا إذا كتب له التوفيق والإخلاص من الله تعالى، وإذا أخلص يكون فيه الأجر والثواب... فالإخلاص في العمل شرف وكرامة وأمانة للإنسان العامل بل من أعلى مكارمه الفاضلة الشريفة.

يقول أمير المؤمنين (ع): إخلاص العمل من قوة اليقين وصلاح النية... فالعمل الذي ليس فيه صلاح النية وقوة اليقين عمل غير مبارك... ومن الصدق والأمانة أن يكون العامل أولاً أميناً وصادقاً في مجال عمله لكي يحظى بالقبول والكمال لدى من يعمل معه.

هكذا يريد منا إسلامنا أن نكون بهذا المستوى من الإخلاص والصدق والشعور بالمسئولية تجاه المجتمع الذي نعيش فيه، فإذا أصبح أفراده مخلصين أصبح المجتمع مخلصاً، وإذا أصبح أفراده غير أهل للثقة سينعكس بالتالي سلباً على المجتمع. فشرف الإنسان المسلم في أمانته وصلاحه، فينبغي النظر إلى هذا المبدأ السامي الذي يؤكده الإسلام لكي يطبق في جميع أنحاء العالم في أرجاء المعمورة.

تربية السلوك الذاتي

من العوامل التي تجعل المرأة محبوبة وناجحة سيرتها الحسنة في واقعها كامرأة بين النساء، وهذا لا يتحقق إلا من خلال ذاتها وشخصيتها فإن تربية السلوك الذاتي له انعكاس مشرق على حياة المرأة ودورها في دنيا الوجود الإنساني. فكلما كانت تربية النفس على درجة من الكمال والصفاء كان العطاء متميزاً، وكثيراً، وقد كان أهل البيت (ع) يؤكدون أهمية جانب السلوك الذاتي وأنه الأساس في جوهر الإنسان وتقويمه، ويجب أن يعرف كل إنسان ما له من الحق وما عليه من حق حتى يوازن حركته في المجتمع أو في نفسه وقبل كل ذلك حركته مع ربه (عزوجل) ليعرف حق ربه عليه.

ولذا تعد رسالة الحقوق للإمام زين العابدين (ع) مهمة وتعبّر عن أن الإنسان في الحياة هو إنسان مسئول، فالمسئولية تحيط به من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وشماله ومن بينها حقوق الإنسان على نفسه.

حق اللسان: أما حق اللسان فالكرامة عن الخنا وكلمات الغش والسباب والشتائم وتعويده الخير بأن تدرب لسانك على أن يقول كلمة الخير في كل مواقعها في نفسك وفي الآخرين وحمله على الأدب أي أن تحمله على الكلمات التي تمثل أدبك مع ربك ومع الناس ومع كل من حولك بأن تتكلم الكلمات التي تفتح عقول الناس وقلوبهم عليك، ولا تثير حساسيتهم ولا تعمل على إثارة حالة الأذى في أنفسهم إلا لموضع الحاجة والمنفعة للدين والدنيا... أي أن تمسك لسانك إلا لموضع حاجة وليكن الصمت هو الطابع إلا أن تكون الكلمة محل حاجة لك وللآخرين، أما إذا كانت لا تمثل حاجة لك في امورك الخاصة والعامة ولا للآخرين فامسك لسانك عن لغو الكلام الذي لا يفيد ولا ينفع، واعفه من الفضول في الكلام الذي لا داعي له ولا معنى، أي الكلام الذي يمكن أن يؤدي إلى شر وإلى إضرار بالآخرين وما دل الدليل والعقل عليه هو أن يكون الإنسان حسن السيرة في مجتمعه ومع الآخرين وحسن السيرة في لسانه. فيا أيتها المرأة العاقلة الرشيدة الواعية، إن انطق لسانك من أجل أن تستعيني به على قضاء حاجات الآخرين، وعلى ان تستعمليه من أجل المزيد من الخير والهداية للناس وإدخال السرور عليهم ولا تستعمليه في ما يضّرهم ويؤذيهم ويظلمهم. وكذلك توجد حقوق أخرى عليك مراعاة حق رجليك، حق السمع، حق البصر وحق اليد والبطن.

منى الحايكي


حب المصطفى

حبيب الله ويا روحي

طمست الكفر بغلاظــــــك

قطعت الشرك بسلطانك

وسلطانك علي حياضــك

دككت حصونهم قهرا

علي وسيفه أقام فرضـك

بنيت الدين بنور العز

وكل مسلم يكن وعضـــك

أبا الزهراء يا لـــهفي

أهيم في حب ثرى أرضـــك

وقفت حائر أمام قبرك

ولهني الحزن على عرضـك

حسن وحسين ريحانة

علي حيدر ملاك نبضـــــك

بوحي القابض وعد بعثك

تـضامّ الجهل على حظـــك

نشرت الدين في الدنيا

رؤوس الشرك هوان فضــك

مصطفى الخوخي


قمة الثقة

الكثيرون منا يمارسون طقوساً وأعمالاً لا يثقون بنتائجها وبالتالي فإن هذه الطقوس أو الأعمال تفقد جوهرها وروحها .ولهذا أعجبتني رسالة بريدية استلمتها من احد الأصدقاء تتحدث عن قمة الثقة بما يمارسه البعض من طقوس دينية حيث تتناول القصة القصيرة الرمزية أهمية الثقة وذلك من خلال شخصية إنسان بسيط يعيش في منطقة ما من العالم الإسلامي. حيث دعيت هذه المنطقة لإقامة صلاة الاستسقاء من اجل أن ينزل الله عز وجل مطر الخير عليهم. هب رجال المنطقة الغني والفقير والمتعلم والجاهل كبارا وصغارا لأداء هذه الشعيرة ومن ضمن هذه الحشود أخونا بطل هذه القصة الرمزية وهو الإنسان البسيط الفقير غير المتعلم ولكن خرج بطريقة تختلف عن كل أهالي القرية حيث كان يحمل معه مظلة. نعم مظلة وهذا ما آثار استغراب الجميع على فعلته حيث إن البعض لم يتمالك نفسه من ضحكة خرجت غصبا عنهم. والبعض وجه وجهه للسماء لرؤية الغيوم الممطرة إن كانت توجد. وبالتالي تم توجيه السؤال له لماذا تحمل المظلة؟

حيث أجاب بكل ثقة أليس نحن ذاهبون لصلاة الاستسقاء والطلب من الله أن ينزل علينا المطر فإذاً حملت معي هذه المظلة لتحميني من قطرات المطر إن أمر بها ربي انتهى هذا المشهد دون تعليق من صاحبي.

ولكن يبقى الثقة بالله عندما نمارس العبادات أو الامتناع عن المحرمات أو الإتيان بالواجبات وبالمستحبات ومنها أداء الصدقات وإخراج الزكاة والحقوق الشرعية الأخرى فإننا يجب أن نثق بأن الله سيعوضنا خيراً.عن كل فلس أخرجناه عاجلا أو آجلا و هذه الثقة تعطي جوهر العبادة وأيضا تغلفها بغلاف الاطمئنان وبالتالي يتوجه الفرد فينا بكل طاقته ليمارسها. كذلك كما أن الثقة المطلقة مطلوبة مع الله فان الثقة الجزئية المدروسة مطلوبة أيضا مع الزوجة والأبناء والوالدين وكل فرد يعيش حولنا بأن نثق بقدراتهم بصورة تتناسب مع وضعية كل واحد فينا من اجل أن يكون المجتمع متعافياً .

مجدي النشيط


سيناريو الخروج الآمن للرئيس المصري المخلوع

نتيجة لبعض التسريبات من قبل بعض الشخصيات المصرية، حول تنحي الرئيس حسني مبارك، والإعلان عن بث خطاب له بهذه المناسبة التاريخية عبر التلفزيون المصري، والذي نقلته الكثير من الفضائيات العربية والدولية، ورضوخاً لرغبة الثوار أو المحتجين المصريين، المحتشدين في ميدان الحرية بوسط القاهرة، وهي رغبة السواد الأعظم من الشعب المصري.

ومن بين تلك الشخصيات ضابط رفيع في الجيش هو حسن الرويني التي نقلت عنه وكالة «رويترز»بأنه قال للمحتشدين في ساحة التحرير، بأن كل مطالبهم ستتحقق، وكان من ضمن هذه المطالب الرئيسية هو رحيل الرئيس، كذلك أذاعت محطة الـ «سي إن إن» بأن الرئيس سيتنحى عن الرئاسة، وسيخول صلاحياته إلى الجيش، ولم تذكر الإذاعة مصدر هذا الخبر، كما أعلن الأمين العام للحزب الحاكم حسام بدراوي، لإذاعة «بي بي سي»، أنه يتوقع أن يستجيب الرئيس لمطالب الشعب قبل يوم الجمعة.

وانتشرت تلك التسريبات والأخبار بسرعة مذهلة، واستبشر الناس في كل مكان خيراً، وانتظروا الخطاب بفارغ الصبر، وعندما أذيع الخطاب في ساعة متأخرة قبل منتصف ليلة الجمعة، تفاجأت جماهير الثوار في ميدان الحرية، والجماهير العربية وغيرهم، بأن الرئيس لم يذع أو يعلن جديداً، وأصابها التثبيط والإحباط، ورفعوا أحذيتهم احتجاجاً على خطابه، الذي لم يعلن فيه التنحي، بل نقل أغلب صلاحيته إلى نائبه غير المرغوب فيه شعبياً.

وتناول بعض المحللين السياسيين، عدم وجود الرئيس مع بقية أعضاء المجلس الأعلى للجيش في الاجتماع المذكور، وهو الرئيس العام لهذا المجلس، فسّروه بأن هناك خلافاً، قد وقع بينه وبين أعضاء هذا المجلس.

وأخيراً تسرّبت أنباء بأن هناك مفاوضات جرت بين الرئيس ونائبه مع أعضاء هذا المجلس، بأنه قد تم إجباره على التنحي، وتفويض كافة صلاحيته لهذا المجلس، الذي يمثل القيادة العامة للجيش، وفق شروط وصفقة يتم من خلالها، خروج الرئيس الأمن، ويتوجه إلى شرم الشيخ مع أسرته أولاً، ومن ثم إلى ألمانيا للعلاج، وبعدها يعود إلى الإمارات في مدينة العين، في قصر جديد ومجهز بكافة الوسائل والمعدات الحديثة.

وننقل ما جاء في شروط هذا الاتفاق بالحرف الواحد، والذي نقلته صحيفة «القبس» الإلكترونية كما يلي:-

(ولفتت المصادر إلى أن وزير الخارجية الإماراتي أبلغ مبارك بالموقف التالي:-

-«نحن معك، لكن الوضع لم يعد يحتمل المراوحة، والمهم المحافظة على مصر وإبقاء الحوادث تحت الرقابة، ونحن الآن نستطيع أن نخدم في 3 قضايا هي :-

أولاً: إجراء مفاوضات لترتيب وضعك وتأمين غطاء دولي لخروجك وحمايتك.

ثانياً: ضمان عدم ملاحقتك قانونياً أنت وعائلتك.

ثالثاً: منع مصادرة أموالك.

وقد أبلغ عبدالله بن زايد مبارك بأن الإمارات مستعدة لاستقباله في قصر جرى تجهيزه في مدينة العين.

وقد أشارت المصادر إلى أن مبارك وبعد أن يتنحى، سيتوجه إلى شرم الشيخ، ومن هناك قد يغادر إلى الإمارات مباشرة، أو إلى ألمانيا للعلاج، ومن بعدها إلى الإمارات مرة أخرى).

وما قام به الرئيس من تمثيل مسرحية لإلقاء خطابه التاريخي الذي أحبط به الجميع، وجاء على خلاف ما كان متوقعاً، وتحول ميدان التحرير إلى ساحة احتجاج غاضبة، حيث ردد الثوار المحتشدون، صيحات الرفض والاستهجان من تصرف هذا الرئيس، الذي يرفض أن يتنحى، ويحقق مطالب الشعب العادلة.

وفي يوم الجمعة الموافق للحادي عشر من فبراير/ شباط خرج نائب الرئيس، ليعلن بأن الرئيس أعلن بأنه سيتنحى عن الرئاسة، ويفوض كافة صلاحيته للجيش، أو بالأحرى للمجلس الأعلى للجيش، وهكذا انتصرت إرادة الجماهير، وهتف المحتشدون في كافة المدن والقرى المصرية، هتافات النصر والفرحة بسقوط الطاغية، وعمت الأفراح في كافة الدول العربية، ودول العالم الأخرى.

ويأتي هذا التكتيك الاحترازي حول مسرحية إلقاء الخطاب، حتى يتم تنفيذ ما اتفق عليه، وخروج الرئيس الآمن، وبكرامة تحفظ ماء وجه الرئيس، وحتى لا يتعرض لما تعرض له بعض وزرائه من منع السفر وتجميد أرصدتهم، وربما تكون هناك احتمالات أخرى غير متوقعة، ولذا جاء إعلان نائب الرئيس، بعد أن تم خروج الرئيس من القاهرة، وانتهاء كافة الإجراءات الأمنه والمضمونة.

ويقال بأن أرصدة الرئيس وعائلته قد تم تحويلها إلى البنوك في الإمارات، والتي تبلغ بين 40 و70 مليار دولار.

ويقال بأن الرئيس تعرض مرتين لنوبات إغماء أثناء محاولته إلقاء خطابه الأخير، واضطر الأطباء لزيادة جرعات العلاج الكيماوي الحيوي، الذي يتناوله لعلاج السرطان، وقام الإعلام المصري بمونتاج على خطابه، لانقطاعه لمرتين متتاليتين، واتصلت السلطات المصرية بالمستشفى الذي كان يتلقى العلاج فيه بألمانيا، للترتيب إلى نقله إلى هناك بأسرع وقت ممكن.

وهكذا هي النتيجة الحتمية لكل طاغية، ولكل جبار عنيد، وتبقى إرادة الشعوب هي النافذة، والتي تتحقق دوماً، وتنال النصر المؤزر، والمؤيد من قبل الله - سبحانه وتعالى - ولكن الطغاة والظلمة لا يتعلمون الدروس، ولا يتعظون بالعبر والمواعظ.

محمد خليل الحوري


«وقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئولُونَ»

من أين لك هذا؟ هو قانون أو مبدأ، لضمان نزاهة الأفراد أو الجماعات، وفكرته قائمة على المحاسبة والمساءلة، وخاصة لمن يطرأ على ثروته زيادة غير عادية، بالخصوص للمسئولين الذين يملكون صلاحيات ومراكز، تؤهلهم لاستغلالها لزيادة ثرواتهم بطرق غير مشروعة، لذلك تعمل بعض الدول، والشركات على تفعيل قانون المساءلة، لحماية المال العام والخاص. إذا كانت الرقابة والمحاسبة، تحتاج إلى أدوات وتشريعات، من قوانين ومحاسبين ومدققين، حتى تكون العملية متكاملة، من حيث الهيكلية التنظيمية، لتصبح الصورة مكتملة شكلاً، تبقى خطوات لابد منها، وهي مدى فاعلية تلك الرقابة بالنسبة للجدوى من القانون، وإن كانت هناك أدوات كثيرة لدى الكل، ليقف عليها إما ليحاسب بها نفسه، أو لِيُحاسِب الآخرين بها من باب (كلٌ مسئول)، ويجب أن يسأل عما فعله، أو قاله أو حتى سكت عنه، من منطق قبل أن تحاسبوا، ويجب أن يتحمل الكل مسئوليته. التناقض بين أمرين، يدعو الالتفات إلى النقيضين، القياس بين مقدارين، يكشف عن مدى الاختلاف بينهما، الإحصاء بين ما قبل وما بعد، يعطي النسبة والفرق بينهما، السؤال عن حكمة ما لا نعقله، يوجب جواب أسباب علته، وكلها أدوات ووسائل بعضها في متناولنا، والبعض الآخر يمكننا الرجوع للمختصين بها، والعبرة والغرض من كل ذلك، قدرتنا على المحاسبة، وأن نوقف كل مسئول لسؤاله عن مسئوليته، وعما فرّط في الأمانة التي أؤتمن عليها، (فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ). حينما تنفرط المبادئ والقيم، وتتحول الذمم إلى الجشع وحب الذات، ويتاح لها ذلك من خلال النظم القائمة، فمن الطبيعي أن يزداد عدد المفسدين، عن طريق استغلال الصلاحيات التي يملكونها من سلطة، مادام الضمير والوازع الداخلي في إجازة، من المراقبة والتأنيب الذاتي، وكذلك لعدم وجود حسيب ولا رقيب خارجي، يقف على المتغيرات، بمعنى أدق الرقابة والمحاسبة، كما هو معروف على سبيل المثال، ما يسمى بديوان الرقابة المالية والإدارية، والذي يهتم بالرقابة المالية للدولة، والتحقق من سلامة ومشروعية صرف الأموال وحسن إدارتها.

لو وضع أي منا في موضع المظلومية، لأدرك معاناة المظلومين، ولو جرّبنا معاني الفقر والحرمان، لأدركنا معنى حاجات الآخرين، ولو كنّا من المضطهدين، لتصوّرنا القهر والإذلال، هكذا ممكن أن نُحيّد أحكامنا للحق، بمقادير تستشف لنا الصور الحقيقية لمعاني القيم الإنسانية، بتجارب عملية من واقع الإحساس بآلام المظلومين، من دون تغليب هوى النفس، والحكم على الآخرين من خلال النظرة الدونية، التي تنظر فقط من موقع خسارتها وربحها الشخصي، وإن كانت في مضرة وظلم وحرمان الآخرين فلا يعني شيء. فكيف استفحلت الطائفية البغيضة، إلا حينما وقف المتضررون موقف الصامتين، ولم يسألوا عن الغاية ويحاسبوا مثيرها عن فتنتهم، ولماذا تملك فئة صغيرة كثيراً من خيرات بلداننا، إلا حين سكتت الكثرة عن حقها في المحاسبة، والمطالبة بحقها المنهوب، ولماذا كمّمت الأفواه وصودرت الحريات، إلا عندما تركنا كلمة حق عند سلطان جائر، ولماذا تنطلي علينا الحيل والدجل والكذب والتزوير، إلا لأننا نصدّق حتى الذي لا يُصدق، ولماذا نتأثر بالدعايات والإشاعات، لأننا لم نسأل عن التفاصيل، وننبهر بالمحتوى ونترك المضمون، لذلك فالمحاسبة هي حق شرعي وواجب وطني، لا يمكن أن ترتقي أمة لا يكون فيها شعبها يعي حقه في السؤال عما لا يدركه، متسائلة عن المتجاوزين عن الأخطاء التي يرونها ويشهدونها عياناً. أكثرنا يعرف معاني الظلم، بأدوات ومقاييس معروفة لديه، ولكن حينما يشاهدها عياناً ويتوجب عليه عمل ما، يتخاذل ويميل إلى الظالم، بشكل من الأشكال، أهونها الخوف وأشدها حرص على مكسب، وكلنا يعرف الحق من الباطل، ولكن يستأثر السلامة، لأن نار الباطل لم تمسه بعد، وكلنا يدرك الشر من الخير، ولكن حينما لم يقع الشر علينا بعد، ووقع في غيرنا ولنا مصلحة مادية من مصيبتهم، نحسبه مكسباً وليس خسارة لغيرنا، من منطق شيطاني، وعذر أقبح من ذنب، بمقولة مصائب قوم عند قوم فوائدُ. ليست صحة وسلامة مبادئ الناس، فيما يقولون ويفعلون فقط، بل بالقيمة التي يؤمنون بها، مهما علا شأنهم أو قل، فحينما نضع أمام أعيننا معايير صادقة، وقيماً راقية، ونكون لأنفسنا محترمين، وللآخرين منصفين، ونقول الحق ولو على أنفسنا، ونعطي كل ذي حقٍ حقه، فسنكون مصداقاً يمكن الوثوق به لمساءلة غيرنا، ونستطيع أن نقف في وجه كل مسئول، ونحاسبه عما أخلّ من مسئوليته، لأننا أصحاب قيم ومبادئ، لا نحتكم إلا للحق، ولا نميل للظلم، ونستطيع التمييز بين الشريف والوضيع من خلال أعمالهم وأقوالهم، ولا يهم بعد ذلك من يرضى عنا، أو يعتبرنا ممن لا يفقهون إلا ما يرون هم فقط.

طاهر عبدالكريم


استيقظت من سباتي العميق

استيقظت على لحن كماني الحزين

لأعيش سجن واقعي المرير

خطوت بضع خطوات

ونظرت الى المرآة

هذه انا...

لم اكن كذلك منذ وقت قصير

حيث كنت اغرد في حلمي الوردي

واسبح في كون دنياي الفسيح

لم أعد اتذكر من اكون

ولا حتى لما اكون

فتحت مذكرتي

علني ألقى جواباً لحيرتي

ويا ليتني لم افتحها

فلقد تذكرت حينها

آلامي التي تعبت في محاولة نسيانها

اتجهت الى النافذة

فتحتها... سكون فظيع

لا صوت ولا همسة ولا تغاريد العصافير

لا مارة ولا حركة ولا نسيم عليل

كم الساعة يا ترى؟

دققت في الساعة

وامعنت النظر فيها

لكنها كانت عاطلة عن العمل

وكأنما انتزع منها الامل

جلست على الكرسي

اتامل وضعي

ليتني لم استيقظ

ليتني بقيت في حلمي الوردي

لا... والف لا

ما هذه الا مرحلة عابرة

لانني ساعبر جسر النسيان

واخرج من دوامة الحرمان

لألقى حريتي المسلوبة منذ الأزمان

صالح ناصر طوق

العدد 3094 - الخميس 24 فبراير 2011م الموافق 21 ربيع الاول 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً