خرج العشرات من موظفي وزارة شئون البلديات والتخطيط العمراني صباح أمس الخميس (24 فبراير/ شباط 2011) في مسيرة مؤيدة للاحتجاجات المطالبة بإصلاحات سياسية ودستورية واسعة في البلاد.

وأعلن الموظفون الذين انطلقوا في تظاهرة من مبنى الوزارة بالمنامة حتى دوار اللؤلؤة، عن أنهم يعملون حالياً على تشكيل اللبنة الأساسية لـ «نقابة عمال البلديات والتخطيط العمراني»، وذلك بعد توسع دائرة الفساد والمخالفات التي يرتكبها موظفون ومسئولون كبار في الوزارة تجاه بعض الموظفين والمال العام، وكذلك الخدمات العامة التي تقدمها الوزارة للمواطنين.

وأشار الموظفون إلى أن «الإعلان عن تأسيس النقابة خلال الاعتصام، جاء كبادرة للبدء في إصلاح الذات أولاً على صعيد كل وزارة ومؤسسة حكومية، حتى يخرج الجميع بعد هذه الاحتجاجات والاعتصامات التي تمر بها البلاد بنتائج إيجابية تؤطر وتثبت أسبابها».

وذكر الموظفون المنظمون للتظاهرة أنهم «سيخاطبون الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين ووزير شئون البلديات والتخطيط العمراني جمعة الكعبي لدعم تشكيل النقابة، مرفقاً بجميع المعلومات والتفاصيل وأسباب الحاجة لها. على أن تكون على غرار النقابات في الوزارات والمؤسسات الحكومية والخاصة الأخرى، إذ تعد وزارة البلديات من أولى الوزارات في الحكومة البحرينية، بيد أنه لا توجد نقابة فيها تتبنى متابعة مطالب وحاجيات الموظفين».

وأشاروا إلى توقع استجابة موظفي الوزارة بمقترح تشكيل النقابة، وخصوصاً أنه تم الحصول على نحو 300 توقيع حتى أمس بالموافقة.

وتطرق الموظفون إلى أنهم دعوا للمسيرة عبر بريد إلكتروني عمم على الموظفين بالوزارة يوم أمس الأول الأربعاء، ولحقه آخر من مصدر مجهول صباح أمس الخميس كان مضمونه إلغاء التظاهرة، إلا أن الموظفين تناقلوا فيما بينهم استمرار نية الاعتصام بالدوار بعد مظاهرة تنطلق من الوزارة، وذلك بعد التماس تحركات داخلية لمنع الموظفين من ذلك.

كما ذكر الموظفون المعتصمون أنهم «يقترحون تشكيل مجلس تنسيقي ليكون حلقة الوصل مع الوزارة، ويتكون من ممثلين عن كل مبنى أو قسم فيها، وتكون وظيفة هذا المجلس التنسيقي التمهيد لإنشاء مجلس تأسيسي حسب القوانين المعمول بها، ويكون حلقة وصل مع الموظفين في الفترة المقبلة». وأفادوا بأن «الباب مفتوح لكل من يرى في نفسه الرغبة والكفاءة للمشاركة في تأسيس هذا العمل، لذا تم نشر بريد إلكتروني خاص ليكون حلقة وصل ابتدائية لاستقبال الآراء والمقترحات».

هذا واستنكر موظفو الوزارة ما وصفوه بالمجزرة البشعة التي حدثت تجاه أبناء الوطن من المعتصمين والمتظاهرين سلمياً خلال الأسبوع الماضي، معزين في الوقت ذاته أسر الشهداء والمصابين الذين ضحوا في سبيل الوطن، فلا أحد يزايد على هذه التضحية باعتبارها نعم الدليل على محبة الوطن وأبنائه.

وجاء في بيان الموظفين المعتصمين: «نقف صفاً واحد منيعاً معبراً عن إرادة الشعب لتراب هذا الوطن النفيس، للمطالبة بتحقيق مملكة دستورية وحكومة منتخبة يكون للشعب اختيار من يمثله، وسنقدم ما استطعنا كل ما بوسعنا لخدمة الوطن وشعبه، وهكذا نستطيع تحقيق المطالب بأن يبذل كل منا جهده الخاص وحسب تخصصه لنقل المثل لكل العالم، مؤكدين أن أبناء الشعب قادرون على ذلك إذا ما أعطوا الفرصة المناسبة، بل هم قادرون على خلق الفرص بمبادراتهم، ولاسيما هؤلاء الشباب الذين اعتصموا ورابطوا في هذا الميدان ليقدموا أروع مثل في تاريخ البحرين».