هل الموت جميل يا صغيري؟ خذني إذن معك، حيث لا جوع ولا ظمأ، لا طفولتنا منتهكة الخباء، ولا حارس يحصي علينا أنفاسنا...
لم يبقَ يا ملاكي من قطرة على وجة البسيطة لتطهِّر هذا الدم المتخثر في الكائنات الهلامية، لم يبقَ إلا انحباس الطهر من سماوات بعيدة، استسقيها علها بالجود تهتز وتربت من جديد، لتهمس من ألم البنفسج أن النخل لا يموت إلا واقفاً...
هنا نمضي معاً، لسماوات أرحب، لأفق يحتضن براءتنا ودفاترنا المدرسية، لجديلة شقراء تتأرجح في زرقة السماء، لفطائر الزعتر مكتملة الاستدارة، لعيني ريتا وليس بيني وبينها بندقية...
الآن هنا، سنمضي متخففين من رائحة الفسفور الأبيض، ومن ثقل الجسد، خفيفاً كالهواء...
لكم عيناي لإسدال ستارة المسرح الحمراء للمشهد الأخير، ولي ابتسامة المطر عندما يهمي خفيفاً...
المطر جدير بي، يتوّجني ملكاً لألوان الطفولة، يزرعني من جديد ياسمينة...
العدد 3093 - الأربعاء 23 فبراير 2011م الموافق 20 ربيع الاول 1432هـ