قالت منظمة أوبك أمس الأربعاء (23 فبراير/ شباط 2011) إن سعر سلة خامات نفط المنظمة ارتفع إلى 104.01 دولارات للبرميل أمس الأول من 100.59 دولار يوم الاثنين الماضي.
من جانب آخر ارتفعت العقود الآجلة للخام الأميركي إلى أعلى مستوى في عامين ونصف العام أمس بفعل مخاوف من امتداد الاضطرابات التي اجتاحت ليبيا إلى دول أخرى من كبار منتجي النفط في المنطقة ما سيؤدي لخفض الإنتاج بصورة أكبر.
ودفعت أحداث العنف في ليبيا 3 شركات نفطية على الأقل لوقف الإنتاج في ثالث أكبر دولة منتجة في إفريقيا والتي تضخ 1.6 مليون برميل يوميا أو نحو 2 في المئة من الإمدادات العالمية.
ويمثل هذا التعثر في الإنتاج أول انخفاض في إمدادات النفط نتيجة موجة الاحتجاجات التي اجتاحت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا المنتجة للنفط. ويخشى مستثمرون من التداعيات المحتملة على تدفق النفط من السعودية أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم إذا واجهت اضطرابات مماثلة.
وصعد الخام الأميركي الخفيف إلى 96.08 دولاراً للبرميل مسجلا أعلى مستوى منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2008. وكانت العقود تسليم أبريل/ نيسان قد تخلت عن بعض مكاسبها ليجري تداولها بسعر 95.48 دولاراً للبرميل بارتفاع 6 سنتات خلال أمس.
وقال العضو المنتدب لشركة خدمات الوساطة في السلع في سيدني، جوناثان بارات: «حتى إذا توقف الإنتاج في ليبيا تماما فلن يؤدي ذلك لمشكلة في الإمدادات. لكن (الخام الأميركي) قد يرتفع إلى 100 دولار في ضوء احتمال امتداد الاضطرابات إلى السعودية».
إلى ذلك ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت دولارا واحدا لتبلغ 106.78 دولارات للبرميل أمس بفعل مخاوف متنامية من امتداد الاضطرابات.
وبلغ سعر مزيج برنت خام القياس الأوروبي في العقود تسليم أبريل 106.72 دولارات للبرميل مرتفعا 94 سنتاً. وسجل برنت يوم الاثنين الماضي أعلى مستوى في عامين ونصف العام لعقد اقرب استحقاق عند 108.70 دولارات للبرميل.
وقال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، نوبو تاناكا، أمس إن الوكالة ستعقد اجتماعا عاديا هذا الأسبوع لبحث تداعيات توقف الإمدادات من ليبيا لكن السحب من مخزونات الطوارئ سيكون ملاذا أخيرا لها.
وقال تاناكا لـ «رويترز» إن منظمة أوبك ستتدخل أولا لسد أي نقص في إمدادات ليبيا البلد العضو في المنظمة عن طريق هامش الطاقة الإنتاجية الفائضة لدى المنظمة.
وأضاف أن الوكالة ستساهم حينئذ فقط إذا اقتضى الأمر.
وقال «مخزونات الوكالة تمكننا من إنتاج مليوني برميل يوميا لمدة سنتين لكنها مخزونات وحالما نستخدمها ستنفد بينما الطاقة الفائضة ليست كذلك. لذلك فالمخزونات مخصصة لحالات الطوارئ القصوى».
وأردف «لذلك إذا تعثر الإنتاج في ليبيا وتدخلت أوبك بمليون برميل إضافي فإن ذلك سيسد النقص».
وتمتلك أوبك نحو 5 ملايين برميل يوميا من الطاقة الفائضة وأغلبها في يد السعودية بينما يبلغ إنتاج ليبيا نحو 1.5 مليون برميل يوميا.
والتقى تاناكا بوزير البترول السعودي علي النعيمي ووزراء نفط آخرين في أوبك خلال منتدى الطاقة الدولي في الرياض أمس الأول.
وأكد النعيمي لتاناكا أن السعودية وأوبك ستضخان مزيدا من النفط إذا حدث نقص. لكنه قال إن السوق بها ما يكفي من النفط في الوقت الراهن.
وقال تاناكا إن الوكالة ستعيد تقييم حالة سوق النفط في اجتماع لمجلس محافظي الوكالة يومي الخميس والجمعة المقبلين.
إلى ذلك قال مسئول كبير في قطاع الطاقة بالحكومة الأميركية أمس الأول إن السعودية يمكن أن تزيد سريعا إنتاجها من النفط وتعوض في غضون شهر واحد كل صادرات ليبيا من الخام إذا تسببت الاحتجاجات هناك في تعطيل شحنات النفط.
وقال مدير الإحصاءات البترولية والخاصة بالوقود الحيوي بإدارة معلومات الطاقة الأميركية، دوغ ماكنتاير، إن السعوديين يمكنهم التدخل بالطاقة الإنتاجية الفائضة التي يمتلكونها لتعويض المفقود من صادرات ليبيا البالغة 1.3 مليون برميل يوميا.
العدد 3093 - الأربعاء 23 فبراير 2011م الموافق 20 ربيع الاول 1432هـ