إن ما مرت به البحرين في الأيام الماضية لهو محزن ومدمي للقلوب، فلا أحد يتمنى أن تسقط الضحايا أو تسال الدماء جراء الأحداث الأخيرة.
نعم إننا بحاجة للحوار وأن نضع أيدينا على الأخطاء ونبادر في التصحيح والتعديل من أجل بحرين أفضل، لذلك كان هذا التجمع «لقاء الوحدة الوطنية» تجمع وطني بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، كما هي الشعارات التي رفعت والمطالب التي طلبت والرسائل التي بعثت.
فمن منا لا يريد بحرين أفضل على مستوى مخرجات ميثاق العمل الوطني والدستور، من منا لا يريد حياة كريمة أو تحسين وضع الفرد ومن منا لا يريد حماية المال العام والعدل وتكافؤ الفرص.
اليوم نحن بحاجة لهذا الحوار أكثر من ذي قبل، فلنعمل جاهدين للوصول لذلك بعيداً عن حسابات الربح والخسارة. وهذا ما تضمنته رسائل التجمع، إذ كانت واضحة لا لبس بها، حيث اتفق الجميع على العمل تحت أسم الوطن والبناء، والتأكيد على نظام الحكم القائم، والتأكيد على أمن البلد والأعراب عن الأسف للضحايا والمصابين وإطلاق سراح سجناء الرأي، والتأكيد على أن المشروع الإصلاحي ما هو إلا بداية يجب أن يفعل، ودعوة الشباب من الجنسين للحوار الوطني والتأكيد على أن أي مطلب وطني لا يمكن إقراره إلا بموافقة الجميع والتأكيد على التسامح والابتعاد عن قنوات الفتنة، وعدم التخلف عن العمل والاستمرار في الدراسة لعدم ضياع فرص التعليم، ورفض تسييس النقابات العمالية وغيرها أو الزج بها بالصراعات السياسية، والدعوة للمعتصمين بدوار اللؤلؤة بأننا شعب واحد والتعايش السلمي والحفاظ على الأعراض والمكتسبات الوطنية، أما الرسالة الموجهة للقيادة فتمثلت بمحاربة الفساد الإداري والمالي وحل المشاكل المعيشية للمواطن والإسكان والرواتب في الوقت القريب وأن يكون الحوار جامع ليس لطرف علي حساب آخر. لذلك نقول إن هذه الرسائل واضحة للأعين لا لبس فيها فلينطلق الجميع من خلالها من أجل الهدوء والحوار المنشود، ولتبدأ مرحلة جديدة من العمل الوطني يشارك بها الجميع بمن فيهم الشباب نعم الشباب أو من يمثلهم سنة وشيعة ومن جميع أطياف المجتمع، فهم يمثلون نسبة 65 في المئة من تركيبة السكان المحليين، لتعزيز ما تم البدء به بعد ميثاق العمل الوطني الذي يعكس حكمة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى.
اليوم نحن الآباء وفي ظل الظروف التي يشهدها وطننا نتطلع بأن يكون هناك عمل جماعي في البحرين يسهم فيه الشباب مع جميع فئات وطبقات المجتمع في كافة أنحاء الوطن من أجل تفعيل ما جاء به ميثاق العمل الوطني، ويشارك فيه كافة المفكرين البحرينيين لصالح هذا الوطن وكرامته وتعزيز الشرعية والدستور وتفعيل وإرساء مبادئ الحكم الرشيد وإطلاق الحريات العامة لإعادة الثقة إلى المواطن، والدعوه للمشاركة الإيجابية بالوسائل السلمية والدستورية، وتعزيز الحوار والتسامح والتعايش بين الجميع ونبذ الطائفية والتعصب والتفرقة والتمييز. وبما أننا في عصر العولمة، حيث أصبح العالم قرية صغيرة بسبب سهولة انتقال المعلومة سواء كانت صائبة أو كاذبة، وجب علينا الانفتاح عليهم من باب الإنترنت الذي يعد وسيلتهم، مع التشدد على الاحتفاظ باستقلاليتنا والحفاظ على الوطنية وعدم فرض أي أجندات أو أفكار علينا من أي طرف أياً كان.
كما أننا لا نريد أن تكون هناك أزمة هوية بين شبابنا بحيث تكون الانتماءات القبلية والطائفية والمناطقية على حساب الانتماء للمجتمع الجامع أو الدولة، ولا نريد أن تكون هناك فجوة بين الحاكم والمحكوم، أو صراع مفتوح بين الثقافة الوطنية والثقافة الطائفية. فاليوم نريد ان نتدارس سبب عنف بعض شبابنا، هل سببه عدم أحساسة بخيرات وانجازات الديمقراطية أو انعدام فرص المشاركة في صنع القرار خاصة بعد مصادرتها من قبل التيارات السياسية التي وصلت إلى حد التفكير عنه لتحديد طموحه وتطلعاته وآماله.
لهذا نطالب جميع العقلاء بالتعامل مع هذا المنعطف بحكمة الكبار وفن الحوار، وهذا ما أجمع عليه لقاء التجمع الوطني كي نعرج من هذا المنعطف الذي يمر به الوطن.
نحن كآباء نشد على يد جلالة الملك وسمو ولي العهد حين قدموا التعازي لكل الشعب البحريني، فمن سقطوا هم مواطنون ليسوا محسوبين لطرف على حساب آخر، كما من ينام الآن على سرير التطبيب من شباب ورجال أمن هم في الأصل الركيزة والعمود الفقري للوطن فلا ناقة ولا جمل لهم في هذه الأحداث.
كما نشد على يد القائمين على هذا التجمع المبارك بإذن الله «لقاء الوحدة الوطني» لإتاحتهم فرصة للعمل من منطلق العقل والحس الوطني وتحمل المسئولية، كي يعود معنى المواطنة الكاملة للجميع لأن هذا الوطن ليس لفئة دون أخرى ولا لطائفة على حساب سواها.
كما إننا سنقف وبقوة أمام من يريد سرقة تطلعات شبابنا أو من يقوم على تسييسها، فالمتحاورون ما هم إلا مؤتمنين على تحقيق تطلعات الشباب كي يسهموا في بناء مستقبل أفضل ويساهموا في الحفاظ على مكتسبات الوطن ومنجزاته، فالمسئولية تقع على الحكومة والمجتمع بكامله، إذ إن الشباب هم عدة الحاضر وأمل المستقبل.
عظم الله أجر من سقطوا في هذه الأحداث وعجل الله شفاء منهم على سرير التطبيب بمن فيهم رجال الأمن. وحفظ الله البحرين في ظل مليكها.
إقرأ أيضا لـ "سلمان ناصر"العدد 3092 - الثلثاء 22 فبراير 2011م الموافق 19 ربيع الاول 1432هـ
شكرًا
شكرًا على المقال الرائع شكرًا على العقل المتفتح الذي يستفيد من الأزمات للخروج بالايجابيات لما فيه صالح البحرين.
الوطن يجمعنا اذا لا تفرقنا الأديان
انت تعرد
تغريد خارج الساحه فالبلد على شفا حفره