دعا رئيس مجلس بلدي المنطقة الشمالية يوسف البوري الحكومة إلى وضع حد لمشكلة فيضان البلاعات التي تعاني منها قرى المحافظة الشمالية، وفي مقدمتها القريّة وسار وبوري والهملة وكرانة، وذلك من خلال رصد موازنة لهذا المشروع ووضع خطة زمنية للانتهاء منه سريعا، وخصوصا أن كلفة نزف البلاعات بلغت 384 ألف دينار سنويا (32 ألف دينار شهريا).

وذكر البوري أن القرية هي من أكثر المناطق تضررا من مشكلة الصرف الصحي، فبيوتها أنشئت منذ 40 عاما على أساس أن عائلة واحدة ستسكن فيها، ولكن في ظل تفاقم المشكلة الإسكانية، أصبحت هناك عوائل مركبة تعيش فيها، ما أدى إلى تزايد الاستهلاك وتعقد الوضع.

ونوّه إلى أن «مجمعات 549، 547 و551 في منطقة القريّة، لا توجد فيها شبكة صرف صحي منذ سنوات وشاحنات الشفط لا تفارقها، علما بأننا سعينا أكثر من مرة لتوصيلها بالمجاري».

وأضاف «كان من المفترض أن يتم انشاء شبكة للصرف الصحي، فهذا الأمر يمثل مشكلة في فترة الستينيات والسبعينيات في دول كثيرة، من بينها دول آسيوية وعربية تجاوزت هذا الموضوع، فيما تعالج البحرين وللأسف مشكلة الصرف الصحي بالقطارة على رغم أهميتها، فنحن الآن نعيش في الألفية الثالثة ولكننا لم نتمكن من معالجة مشكلة الصرف الصحي التي تعتبر الهم الأكبر للمواطنين، وبعض البيوت يتم نزف بلاعاتها بشكل يومي وإذا تركت يوما واحدا تغرق وسط مستنقعات المياه الآسنة».

وتابع رئيس المجلس البلدي «في بعض المناطق توجد خصومات وعداءات بسبب الصرف الصحي، وبالتالي يجب أن يكون هذا الموضوع ذا أولوية، وجمعية أصدقاء البيئة نبهت المجلس البلدي إلى خطورة فيضان البلاعات على الوضع البيئي للقرى والمناطق، ولا يمر يوم إلا وأتلقى اتصالا عن فيضان البلاعات، وسبق أن طرحنا هذا الموضوع خلال زيارة سمو رئيس الوزراء إلى المحافظة الشمالية في مايو/ أيار 2007، لذلك على الدولة أن تخصص موازنة واستراتيجية عامة للقضاء على هذه المشكلة».

وبين البوري أن «هناك قرى وضعت ضمن خطة العام 2016 لمد شبكة الصرف الصحي إليها وهذا أمر غير معقول، فهي اليوم تعاني كثيرا فكيف سيكون حالها بعد مضي كل هذه السنوات؟»، مشيرا إلى أن «وزارة الأشغال أكدت عدم وجود موازنة لديها لتوصيل القرى بشبكة المجاري، ونحن في المجلس البلدي واقعون بين هذا العذر وضغط المواطنين علينا لحلحلة هذا الملف».

وأكد البوري أن «صورة بعض القرى في الشمالية مزرية وغير حضارية بسبب تجمع مياه البلاعات الفائضة من المنازل، فقرية مثل الجنبية تعد من المناطق النموذجية والحديثة، كيف تكتمل صورتها الجميلة وهي تعاني من فيضان البلاعات في مجمعاتها (571 و575 و577)؟».

ورأى أنه «من المفترض أن يتم توفير الخدمات في المناطق قبل تعميرها ومجيء السكان للعيش فيها، فقرية سار (مجمعا 525 و527) من المفترض أن تكون مدرجة في المرحلتين الثالثة والرابعة لمد شبكة الصرف الصحي بعد مجمعي 521 و523، وهذان المجمعان تم إرسال خطابات كثيرة إلى وزارة الأشغال لوضعهما ضمن خططها لمد شبكة الصرف الصحي، ولكن ذلك لن يتحقق لغياب التنسيق مع المجلس البلدي»، مستفهما «لماذا تركت الوزارة هاذين المجمعين وذهبت للعمل في مناطق أخرى على رغم أنهما ملاصقين لمجمعي 521 و523».

ووصف البوري الدائرة الخامسة بأنها «أسوأ دائرة في شبكات الصرف الصحي، فبوري فيها مجمع واحد تم توصيل شبكة الصرف الصحي إليه وهو 754، بينما مجمعات 758 و760 و752 و756 (الذي يعتبر من أسوأ المجمعات الذي يتم نزف مياه البلاعات منها يوميا وتم تصويره أكثر من مرة، والشارع الموجود فيه لا يصلح لمرور السيارات بسبب تشبعها بمياه الصحي)، لا تزال غير موصلة بالشبكة».

وفي هذا الجانب، طالب الرئيس الشمالي بـ»استكمال مد الصرف الصحي في جميع المجمعات بالمناطق التي يتم العمل فيها، بدلا من الاقتصار على مجمع دون الآخر»، لافتا إلى أن «قرية الهملة بأكملها تعاني من مشكلة المجاري، وهي مدرجة ضمن خطة وزارة الأشغال منذ سنوات، وكذلك الحال بالنسبة لكرانة التي يعاني أحد مجمعاتها من هذا الموضوع».

وقال البوري: «المجالس البلدية مطلوب منها الارتقاء بالنظافة والبنى التحتية والإسكان وتوفير الحدائق والمنتزهات وتشجيع الاستثمار وتوفير مراكز صحية وشبابية وثقافية، وخلافا لذلك عليها أيضا أن تواجه تحدي شبكة الصرف الصحي».

وأردف «هناك رؤية تطويرية ورقي نأمله غير أننا لانزال في نقطة الصفر، والارتقاء مسألة لابد منها، وواقع القرية في الشمالية لن يتغير إذا لم نأخذ بزمام الأمور، وأصبح لزاما علينا أن نبدأ خطوة الألف ميل، وهذه الصورة لن تستكمل إلا بالتعاون الرسمي، فالارتقاء يتطلب مشاركة الوزارات والجهات المعنية الأخرى، فخطة الصرف الصحي نادينا بها منذ أول يوم وأصبح من الضروري أن تخصص موازنة عاجلة للانتهاء منها»؟