العدد 3091 - الإثنين 21 فبراير 2011م الموافق 18 ربيع الاول 1432هـ

الحكومة تنتفض قبل المعارضة في السودان!

ابراهيم خالد ibrahim.khalid [at] alwasatnews.com

في ظل حالة الغليان التي يشهدها الوطن العربي حالياً يتساءل الكل لماذا لم يتحرك الشارع السوداني المعروف بثوريته ضد الحكومات العسكرية؟

الرد على هذا التساؤل ليس بالسهل، لأن الكل كان يترقب حالة من عدم الاستقرار في السودان عقب تصويت الجنوب بالانفصال عن الشمال، لكن القوى السياسية المعارضة فاجأت الناس وانخرطت في حوار مع حكومة المؤتمر الوطني بغية التوصل لصيغة «حكومة عريضة» أو «حكومة انتقالية» وفق مفهوم كل طرف، وجاء ذلك فيما نجح بعض الشباب في استغلال المواقع الاجتماعية على الانترنت لتحريك «ثورة شباب» نجم عنها تنظيم بعض الاحتجاجات الطلابية أجهضتها الحكومة في مهدها.

وفي ظل هذه الحال الضبابية نقلت وكالة «رويترز» يوم الأحد الماضي عن مسئول في حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الخرطوم قوله إن الرئيس السوداني عمر البشير «تعهد بتشكيل لجنة لمكافحة الفساد وإنه ألمح إلى أنه قد يتقاعد».

واقترح البشير أمام أعضاء «شبان» في الحزب تقاعد السياسيين عند سن 60 عاما وقال إن ذلك سيشمله شخصيا إذا تبنت قيادة حزب المؤتمر الوطني الحاكم الفكرة!.

وقال الأمين السياسي للشباب في المؤتمر الوطني، حامد ممتاز الذي حضر الاجتماع إن الرئيس تحدث عن وضع سن لتقاعد السياسيين وهو 60 عاما. وقال ممتاز لرويترز إن البشير (67 عاماً) قال إن هذه الفكرة في حال تطبيقها سوف تتضمنه شخصياً.

وقال شهود عيان عن الاجتماع الذي عقد الأسبوع الماضي، طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، إن الشبان في الحزب «وبّخوا» الرئيس على تفشي الفساد الذي يعرقل الاقتصاد وإن المحادثات استمرت ساعات طويلة.

هذه الفكرة أو الطرح «المتقدم» إذا ورد بالفعل من «شباب» المؤتمر الحاكم والرئيس عمر البشير فإن الأولى أن يتحرك «شباب» أحزاب المعارضة السودانية التقليدية للإطاحة بقياداتهم التي شاخت وهي تمسك بمصير هذا الوطن العزيز وتأبى أن تمنح هذا الشباب الفرصة ليقود المسيرة ويجدد في طبيعة العمل السياسي الجامد.

على شباب أحزاب المعارضة أن تثور من القواعد وتعمل على أن تجد لنفسها مراكز متقدمة في قيادة تلك الأحزاب ولجانها المركزية وأن تدفع بالقيادات الحالية في الحكومة أو المعارضة التي تجاوزت عمرها الافتراضي لتصبح رموزاً تاريخية نستفيد من خبرتها ورصيدها السابق ونضخ الدماء الحارة لبعث الروح في الحراك السياسي وعندها يمكن أن نطلق ثورة شبابية على الطريقة السودانية تنبع من القاعدة إلى القمة من أجل سودان حر وديمقراطي.

إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"

العدد 3091 - الإثنين 21 فبراير 2011م الموافق 18 ربيع الاول 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً