لأول مرة منذ عشرات السنين أجد قلمي عاجزا عن الكتابة، والتعبير عما يجيش في عقلي وقلبي من أفكار عاصفة... ولأول مرة أجد أن هذه الأفكار التي تحاصرني ليس لها علاقة بالرياضة ولا تمس ما سخرت له القلم، أو ما يمليه علي الضمير لكي أواجه كل ما يحدث في الوسط الرياضي من تخبطات وأغلاط، يسببها أشخاص فضلوا مصالحهم الشخصية على المصلحة العامة، مستغلين طيبة وسذاجة البعض أو تخاذل البعض أمام سطوة و»فهلوة» هؤلاء الأشخاص. وهو الأمر الذي أجده جليا وواضحا اليوم في مجلس إدارة اتحاد كرة السلة الذي يحتاج لإعادة تصحيح من قبل الأندية أعضاء الجمعية العمومية.

ولكني أجد نفسي مدفوعا للتعبير عما يجول في خاطري عن صور فرضت نفسها في اليومين الماضيين، تبين المكانة الرفيعة التي يتحلى بها الإنسان البحريني أينما كان موقعه.

الصورة الأولى التي تفرض نفسها لن أتحدث عنها بلغة الرياضة ولكن من منطلق قوة الإنسان البحريني وتفانيه وإخلاصه في الذود عن وطنه والسعي لتحقيق النتائج المشرفة على رغم كل الصعاب. وهو الأمر الذي شاهدناه في تفوق فريق الأهلي في البطولة الخليجية لكرة اليد. أولها على فريق الجيش القطري الذي كان يمثل منتخبا قادما من إفريقيا وأوروبا، لا صلة له بكرة اليد القطرية. والثانية في نهائي البطولة أمام الريان القطري الذي كان يضم أفضل نجوم المنتخب التونسي والجزائري اللذين شاركا في نهائي كأس العالم الأخيرة، وهو الأمر الذي يؤكد دائما أن عنصر الإنسان البحريني فريد من نوعه.

والصورة الثانية تتمثل في اليافطة الجميلة المعبرة التي حملها لاعبو فريقي المحرق والرفاع قبل انطلاق مباراتهما التي كانت في المواسم الماضية تمثل قمة الإثارة والحماس، ولكن بسبب الظروف الصعبة التي نعيشها جعلتها وكأنها مباراة ودية من أجل حصد النقاط فقط! فاليافطة حملت 5 كلمات فقط كتب فيها «إخوان سنة وشيعة... الوطن لا نبيعه» وهي كلمات أبلغ من ألف كتاب زائف لا يعبر عن أصالة هذا المجتمع الذي يرفض التفرقة بكل فنونها، ويرفض كل ما يمس الجسد البحريني الواحد، وهو الأمر الذي عهدناه طوال عمرنا ويحاول البعض - للأسف - أن يغير تركيبته!