العدد 3091 - الإثنين 21 فبراير 2011م الموافق 18 ربيع الاول 1432هـ

سيف الإسلام: ليبيا أمام خيارين... حرب أهلية أو حوار وطني

السلطة تحذر من مخطط يستهدف تحويل الجماهيرية إلى مجموعة إمارات ودويلات

القاهرة، طرابلس - أ ف ب، رويترز 

21 فبراير 2011

حذر سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي، معمر القذافي فجر أمس الاثنين من أن ليبيا أمام خيارين ما بين اندلاع حرب أهلية وتقسيم البلاد أو بدء حوار وطني لقيام «ليبيا جديدة».

وقال سيف الإسلام في كلمة تلفزيونية بثت بعد الساعة الثانية فجر الاثنين «نحن الآن أمام خيارين: غداً نقف مع بعضنا من أجل ليبيا وهناك فرصة نادرة وتاريخية لعمل إصلاح غير عادي في ليبيا بدون تدمير بلادنا وإلا سندخل في دوامة من العنف».

وقال «قبل أن نحكم ونحتكم للسلاح، وقبل أن ندخل في حرب أهلية مثلما يريدون لليبيا الآن، وقبل أن يضطر كل ليبي إلى حمل السلاح للدفاع عن نفسه، غداً نقوم بمبادرة تاريخية ووطنية».

وأعلن عن انعقاد المؤتمر الوطني الشعبي العام (البرلمان) قريباً لإجراء إصلاحات داعياً إلى «نقاش وطني وحوار وطني على دستور ليبيا». وتابع أن هذه المبادرة ستجرى وفق «أجندة واضحة» معدداً من بنودها «إقرار مجموعة من القوانين، قانون صحافة، مجتمع مدني، قانون عقوبات جديد، قوانين حضارية تتماشى مع العالم وتفتح آفاق الحرية».

وتابع «لا بد أن يرجع نظام الحكم المحلي، يكون هناك حكم مركزي محدود» داعياً إلى «التحول من جماهيرية أولى إلى جماهيرية ثانية، الانتقال إلى ليبيا جديدة، ليبيا الغد» عارضاً «علماً جديداً ونشيداً جديداً». وتابع «وإلا استعدوا لتقسيم ليبيا والدخول في حرب أهلية وفوضى، واستعدوا أيضاً للاستعمار» محذراً من أن «أساطيل أميركية وأوروبية ستحتلكم لأنهم لن يسمحوا بإمارات إسلامية ولا بهدر النفط ولا بقيام فوضى في ليبيا».

وقال «نحن على محك تاريخي خطير، لا نفرط في ليبيا».

وأقر بأن الجيش ارتكب «خطأ ... وللأسف حصل أن مواطنين ليبيين ماتوا» مبرراً ذلك بأن «الناس هاجموا الجيش وقوات الجيش غير مدربة على قمع الشعب». وأعلن عن سقوط 84 قتيلاً نتيجة أعمال العنف التي بدأت الأسبوع الماضي في ليبيا، متهماً وسائل الإعلام الأجنبية بـ «تضخيم» هذه الحصيلة.

وأعلن سيف الإسلام القذافي الذي يقود التيار الإصلاحي في ليبيا منذ العام 2007 وقد أعلن العام 2008 انسحابه من العمل السياسي، أن ما يجري في ليبيا «مؤامرة». وقال «هناك مخطط لليبيا، يريدون تحويل ليبيا إلى مجموعة إمارات ودويلات» متهماً «مجموعة خونة يعيشون في الخارج» بالوقوف خلف الاضطرابات.

كما أفاد عن اعتقال «عشرات العرب والأفارقة تم استخدامهم لإثارة مشاكل» بعدما كانت وكالة الأنباء الجماهيرية أفادت عن اعتقال عشرات المواطنين العرب الذين ينتمون حسب هذه الوكالة إلى «شبكة» تعمل على زعزعة الاستقرار في البلاد.

وأقر سيف الإسلام بوقوع معارك عنيفة في عدد من مدن البلاد ذاكراً منها تحديداً بنغازي والبيضاء (شرق) حيث قال إن المتظاهرين «احتلوا معسكرات وسيطروا على أسلحة».

ووصف الوضع الحالي في ليبيا بأنه «فتنة وحركة انفصالية وتهديد للوحدة الوطنية في ليبيا كأمة وكدولة».

وقال «الآن في هذه اللحظة تجوب دبابات فيها مدنيون في وسط مدينة بنغازي وفي البيضاء الرشاشات موجودة عند مدنيين وقد تم الاستيلاء على الكثير من المخازن». وأضاف «هناك مجموعات تريد تكوين دولة في شرق ليبيا هذا برنامجها بدليل هناك مجموعات تريد تشكيل حكومة في بنغازي ومجموعات شكلت إمارة إسلامية في البيضاء».

لكنه حذر من أن «الجيش قادر وسيكون له دور أساسي في فرض القانون والأمن بأي ثمن»، مضيفاً «لا بد من وقفة حازمة وجيشنا سيكون في ليبيا حتى آخر لحظة». وقال «الآن كلنا مسلحون»، مضيفاً أن «عشرات الآلاف يتقاطرون إلى طرابلس للدفاع عنها».

وأكد «معنوياتنا مرتفعة وسنقاتل حتى آخر أمراه وآخر طفل»، متوعداً «سنقضي على الفتنة».

وردد سيف الإسلام مراراً «ليبيا ليست تونس وليست مصر». وقال «معمر القذافي ليس زين العابدين بن علي وليس حسني مبارك، إنه زعيم شعب» مؤكداً أنه موجود في طرابلس.

ولم يدل معمر القذافي الذي يحكم ليبيا منذ 1969 بأي تصريح علني منذ اندلاع التظاهرات وأعمال العنف وقد وردت معلومات غير مؤكدة أفادت أنه غادر ليبيا مساء الأحد.

وقال محام في بنغازي لهيئة الإذاعة البريطانية بعد أن شاهد الخطاب «الناس هنا في بنغازي يضحكون على ما يقول إنها نفس القصة القديمة (وعود الإصلاح) ولا أحد يصدق ما يقول. «إنه كاذب كاذب سمعنا هذه الأكاذيب 42 عاماً».

العدد 3091 - الإثنين 21 فبراير 2011م الموافق 18 ربيع الاول 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً