الرئيس التونسي المخلوع، زين العابدين بن علي والرئيس المصري المخلوع، حسني مبارك والرئيس اليمني وآخرون جميعهم لجأوا إلى قمع الشرطة إلى جانب إجراء محادثات مع المعارضة عندما اندلعت انتفاضات شعبية في بلدانهم.
وعلى الرغم من ذلك، لم تكن هذه الاستراتيجية ذات الشقين هي أسلوب الزعيم الليبي، معمر القذافي إذ سرعان ما أرسل العقيد المولود في مدينة «سرت» قوات مدججة بأسلحة ثقيلة لمواجهة المتمردين.
ولا يزال القذافي يحمل لقب «قائد الثورة» بعد 42 عاماً من الانقلاب الذي منحه مقاليد السلطة في البلاد، ويصر على أنه هو الثورة.
وعلى الرغم من القذافي لا يتولى أي منصب حكومي رسمي، إلا أنه يمسك وعائلته بمقاليد الأمور في ليبيا. ويتولى أولاده، السعدي ومعتصم وخميس، والذي يعتمد عليهم حالياً في محنته، مناصب رفيعة في الأجهزة الأمنية.
وفي بداية الانتفاضة، بعث القذافي ابنه الساعدي، وهو لاعب كرة قدم سابق، إلى مدينة «بنغازي» شرقي البلاد. وذكرت المعارضة الليبية آنذاك أن الساعدي محاصر في فندق هناك، لكن بعد يوم، ظهر ابن القذافي في مسيرة مؤيدة لأبيه وهو يهتف بحماس ويلوح بعلم أخضر.
وذكرت صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية في عددها الصادر السبت الماضي أن أحد أفراد عائلة القذافي قال للصحيفة خلال اتصال هاتفي إن القذافي أمر جميع أقاربه المقيمين في أوروبا بالعودة إلى ليبيا، قائلاً «نحن عازمون على الموت في ليبيا».
في الوقت نفسه، وفي هذا المنعطف الحاسم بالنسبة للقذافي لم يسمع الكثير عن نجله سيف الإسلام الذي يسعى لعمل اسم لنفسه كإصلاحي سياسي في السنوات الأخيرة. وقيل إن القذافي يثق في أولاده الآخرين بدرجة أكبر من ثقته في سيف الإسلام المغرم بإجراء مقابلات مع الصحافيين الأوروبيين ويعمد علناً إلى توبيخ الحرس القديم لوالده.
وفي حين أن سخط الليبيين على النظام يتزايد بشكل عام، فإن معظمهم ألتزم الصمت حتى الآن وغالباً ما ينتقدونه فقط بعد تركهم البلاد. فهم يعرفون أن أي إنتقاد «للأخ القائد» وآيديولوجية حكمه عن طريق اللجنة الشعبية العامة سوف توصلهم مباشرة إلى السجن.
ونظراً للإحتياطات الضخمة من النفط والغاز في ليبيا، فإن الوضع الإقتصادي لليبيين أفضل كثيراً من جيرانهم الثوار في تونس ومصر.
إلا أن الكثيرين يدركون أن الفساد وسوء الإدارة تستنزف قدراً كبيراً من عائدات الدولة. والأكثر من ذلك أن ليبيا من ضمن الدول العربية الأقل تمتعاً بحرية التعبير مقارنة بسورية أو العراق في ظل حكم الرئيس المخلوع، صدام حسين. كما أن المسلمين الملتزمين غير راضين عن تفسير القذافي غير التقليدي للإسلام.
ويعتبر الخبراء أن الإسلاميين هم أفضل جماعة معارضة منظمة في ليبيا. فخلال مظاهرات في مدينتي بنغازي ومصراتة، هتفوا مثلما هتف المصريون من قبلهم «الشعب يريد إسقاط النظام». وخلافاً للمظاهرات في مصر وتونس ، يمكن سماع الكثير من الشعارات الدينية في ليبيا ومن بينها «الله أكبر» و»معمر عدو الله».
العدد 3091 - الإثنين 21 فبراير 2011م الموافق 18 ربيع الاول 1432هـ
بحريني
حسني مبارك يبعث رسالة الى نضيره معمر القذاقي اغنية بستناك انا بستناك