قال سكان من العاصمة الليبية (طرابلس) لوكالة «فرانس برس» عبر الهاتف أمس الاثنين (21 فبراير/ شباط 2011) إن «مجزرة» وقعت في حيي فشلوم وتاجوراء في المدينة حيث تم إطلاق النار عشوائياً على السكان ما أدى إلى وقوع قتلى من بينهم نساء.

وقال أحد سكان حي تاجوراء إن «ما حدث اليوم في تاجوراء مجرزة». وأكد أن «مسلحين يطلقون النار عشوائياً. وهناك نساء بين القتلى»، مضيفاً أن مكبرات الصوت في المساجد تطلق نداءات استغاثة.

وقال مقيم في العاصمة الليبية (طرابلس) لتلفزيون «الجزيرة» في بث مباشر إن طائرات حربية ليبية قصفت مواقع في المدينة أمس بلا تمييز. وقال عادل محمد صالح الذي يقيم في طرابلس إن ما تشهده المدينة أمر لا يمكن تخيله؛ فالطائرات الحربية وطائرات مروحية تقصف منطقة بعد أخرى بلا تمييز. وقال إن ثمة عدداً كبيراً من القتلى. وأضاف صالح الذي وصف نفسه بأنه ناشط سياسي إن القصف استهدف في بادئ الأمر جنازة.

وقال إن المواطنين يموتون واصفاً ذلك بسياسة الأرض المحروقة. ومضى يقول إن القصف يتواصل كل 20 دقيقة. وسئل إن كان القصف مازال جارياً فقال إنه مستمر وكل من يتحرك حتى ولو في سيارته يتعرض للقصف.

جاء ذلك فيما دانت قطر استخدام الطيران والأسلحة النارية لقمع المتظاهرين الليبيين ودعت إلى وقف استخدام القوة، مستنكرة «صمت المجتمع الدولي» إزاء ما يحصل في ليبيا.

كذلك ندد رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني أمس بالعنف الذي تمارسه القوات الليبية ضد المدنيين ووصفه بأنه «غير مقبول» وقال إنه يشعر «بالانزعاج» بشأن الوضع هناك. من جانبه قال بيان إن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أدان «الاستخدام غير المقبول» للقوة في ليبيا ودعا إلى إيجاد حل سياسي للاضطرابات التي تعصف بالبلاد منذ أيام.

في هذه الأثناء، أمرت الولايات المتحدة جميع دبلوماسييها غير الأساسيين بمغادرة ليبيا مع تصاعد احتجاجات مناهضة للحكومة هناك.

وفي وقت سابق قدم وزير العدل الليبي، مصطفى عبدالجليل أمس الاثنين (21 فبراير/ شباط 2011) استقالته من منصبه «احتجاجاً على الأوضاع الدامية واستعمال العنف المفرط» ضد المتظاهرين فيما أصدر ائتلاف من رجال الدين فتوى بأن خروج كل المسلمين على القيادة فرض عين.

ونقلت صحيفة «قورينا» الليبية أن عبدالجليل قدم استقالته في اتصال معها «احتجاجاً على الأوضاع الدامية واستعمال العنف المفرط ضد المحتجين العزل من قبل قوات الكتائب الأمنية».

وأضاف بيان رجال الدين أن السلطات تتمتع بالإفلات من العقاب وتواصل بل وتشدد جرائمها الدموية ضد الإنسانية مشيرة إلى أنها بذلك خرجت تماماً عن سبيل الله والنبي محمد (ص).

وقال في الإعلان الذي حصلت «رويترز» على نسخة منه أمس إن هذا يجعل هذه السلطات غير جديرة بالطاعة أو المساندة ويجعل من الخروج عليها بكل وسيلة ممكنة فرض عين.

من جهة أخرى أفاد شهود أن عدداً من المباني العامة تم إحراقها في عدد من أحياء العاصمة بينها، وخصوصاً مراكز شرطة ومقرات للجان الثورية قرب الساحة الخضراء وسط العاصمة حيث دارت مواجهات عنيفة مساء أمس الأول بين متظاهرين مناوئين للنظام وآخرين موالين له. وأطلقت قوات الأمن الليبية غازات مسيلة للدموع مساء الأحد في طرابلس لتفريق متظاهرين معارضين للنظام في أحد أحياء العاصمة، على ما أفاد أحد سكان الحي في اتصال هاتفي أجري معه.

في المقابل، نفي شهود عيان في سرت أمس لوكالة «فرانس برس» سقوط المدينة بأيدي المتظاهرين المناوئين للنظام كما أفاد في وقت سابق الاتحاد الدولي لروابط حقوق الإنسان.

وكان الاتحاد الدولي قال في وقت سابق إن مدن ليبية عدة بينها بنغازي (شرق) وسرت (وسط) سقطت بأيدي المتظاهرين إثر عمليات فرار من الجيش وأشار إلى حصيلة من 300 إلى 400 قتيل منذ بدء الانتفاضة في ليبيا.

وفي الشأن السياسي، قال مسئول حكومي رفيع أمس إنه من الخطأ أن تهدد القيادة الليبية بمزيد من العنف ضد المحتجين وإن عليها أن تبدأ حواراً مع المعارضين في مؤشر على وجود خلاف داخل الصفوة الحاكمة في ليبيا. وقال محمد بعيو الذي كان حتى شهر مضى كبير المتحدثين باسم الحكومة إن على القيادة إن تدعو إلى اجتماع للمجتمع المدني يضع أول دستور للبلاد.

وصرح السفير الليبي في الهند، علي العيساوي لإذاعة «بي بي سي» إنه استقال من منصبه احتجاجاً على القمع العنيف الذي يمارسه النظام ضد المتظاهرين.

ومن جهته، دعا الأمين العام للجامعة العربية، عمرو موسى إلى وقف أعمال العنف قائلاً إن «مطالب الشعوب العربية في الإصلاح والتطوير والتغيير أمر مشروع».

ويعتزم الاتحاد الأوروبي إجلاء رعاياه من ليبيا، وخصوصاً من بنغازي، كما أعلنت وزيرة الخارجية الإسبانية، ترينيداد خيمينيث.