كلمة سمو ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة كانت لها صداها الإيجابي والسلبي لدى المواطن البحريني، ونتمنى أن يكون الصدى الإيجابي غالباً على الطابع العام من أجل رجوع الأمن في مملكتنا الغالية البحرين.

لقد فقدت البحرين بعض من أبنائها الغالين، أحدهم كان صديقاً لنا على صفحات الشبكة الاجتماعية، وكانت كلماته الأخيرة، بأن جسده ودمه سيكون فداءً لوطنه، ومهما تغيّر الحال، فإنّ البحرين لن تنسى ذلك المشهد المؤلم من سقوط أبناء الوطن.

ما يريده المواطن ليس صعباً، وما تستطيع الحكومة تحقيقه سهلٌ، ولذلك فإننا نشيد بمنطق الحوار، ونتمنى من الأمير سلمان فتح يده إلى عقلاء البحرين، حتى يخرج معهم بحلول للأزمة التي تعيشها البحرين.

كنا ومازلنا أهل البحرين، جميعنا نحب وطننا، ولا يستطيع أي كائن كان تشكيك الآخر في حب أبناء الوطن له، وإن كانت هناك مسيرات أو مظاهرات، فإنّ هذه حقوق، وستصل في النهاية إلى حلول وإلى تحقيق للمطالب.

عندما ذكر الأمير سلمان بأنّ هذا الوضع يجب أن يتوقّف، نعم نحن معه يجب أن يتوقف، ولكن ليس من السهل توقيفه اليوم بعد سقوط الضحايا، وعليه بجب الإسراع في فتح باب الحوار مع المتظاهرين، حتى نقلل من الخسائر التي يتكبّدها الشعب أوّلاً والحكومة ثانياً.

لا نعتقد بأنّ المطالبة بالحقوق خطأ، ولا نسعى إلى إثارة الفتنة، ولكننا على يقين بأنّ هناك من يصطاد هذه الأيام للبحرين والبحرينيين في الماء العكر، ولكنه لن يستطيع الوصول إلى مآربه، فأهل البحرين وحدة وليسوا متفرّقين.

أمرٌ آخر ذكره الأمير سلمان بن حمد، وهو بأنّ قوات الأمن ستبقى حتى يستتب الأمن، ولن يكون هناك أي إطلاق للرصاص، ونحن إذ تعتصر قلوبنا لما شاهدنا، نتمنى عدم حدوث مآسٍ أخرى لأي بحريني سواء متظاهر أو من المشاهدين للمظاهرة وغيره.

على رغم من تفاجُؤ مقدّمة البرنامج بدخول سمو ولي العهد عليها، إلا أنّ الشعب لم يتفاجأ، وقد كان ينتظر أحد من القيادة الرشيدة يتكلّم بمنطق وبوضوح عما يحصل حالياً في البحرين، حتى يضع الناس النقاط على الحروف.

وأنا أقدّم محاضراتي هذه الأيام في جامعة منسوتا عن البحرين، لأنّ الجامعة بصدد جلب مجموعة من طلبتها لزيارة بلادي، سألني أحد آباء الطلبة المسجّلين في هذا البرنامج، من هم الشيعة ومن هم السنة في البحرين، فقلت بأنّنا كلنا أبناء البحرين، لا تفرّقنا طائفة ولا لون ولا مذهب، نحن جميعاً ننصهر في كلمة «بحريني».

أرجو أن تكون الرسالة وصلت، لأن البعض يحاول التفريق هذه الأيام بين الشيعي والسني حتى لا يتحدّ الاثنان، وهما واحد رغماًَ عن الجميع، كلّهم أبناء الوطن الأصليون.

إليكم يا أهل البحرين تعازيّ الحارة وتعازي الجميع فيمن فقدناهم، ونتمنى من الله العلي القدير أن يدخلهم فسيح جنّاته، كما نتمنى أن تزول هذه الغيمة السوداء والثقيلة عن البحرين، وأن تتحقق المطالب، حتى ترجع البحرين الى سابق عهدها.

اللهم آمين