قال ولي العهد نائب القائد الأعلى سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة إنه بقيادة عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة قررنا أن افضل طريقة لمعالجة الوضع من دون مزيد من سقوط الضحايا والمصابين هو فتح باب الحوار.

وفي لقاء مع شبكة «سي إن إن» الاخبارية الأميركية قال إن الحوار سيجري مع كل الأطراف السياسية في البلاد التي ستجلس على طاولة الحوار، مشيراً الى أن جلالة الملك أمر بتكليف سموه قيادة هذا الحوار الوطني، موضحاً أن دوره يتمثل في نزع فتيل التوتر السياسي والدخول في حوار مع الجمعيات السياسية والعمل على بناء الثقة بين كل الأطراف.

وأضاف أن ما حدث اليوم (أمس) يمثل الخطوة الأولى على طريق بناء هذه الثقة، معرباً عن خالص التعازي لجميع العائلات البحرينية التي فقدت أعزاء عليها ولجميع العائلات التي جرح أبناؤها.

وتحدث ولي العهد نائب القائد الأعلى في هذا اللقاء عن الأحداث التي شهدتها البحرين يوم أمس الأول وقال انه لم يمت أي متظاهر جراء ما حدث، لكن أحد المصابين في حالة خطيرة جدّاً، لافتاً إلى أنه عندما سمع بهذا الخبر المحزن، دعا الشعب البحريني إلى التهدئة، مضيفا أنه سيناقش الأمر وسيدرسه مليّاً وأنه يجب علينا أن نمد أيدينا لكل الأطراف والفئات والأيديولوجيات السياسية التي تريد أن ترتقي فوق هذه المشاكل وتتواصل مع بعضها.

وأكد ولي العهد أن المتظاهرين يمثلون شريحة مهمة من مجتمعنا البحريني وقناعاته السياسية وسنحرص على سلامتهم، لكن هناك قوى أخرى تعمل ودخلت على الخط، مشيراً إلى أن هذه الأحداث انطلقت منذ البداية وكانت هناك نوايا جيدة تحركها لكن أكبر خوفنا أنه يكفي أن تكون هناك مجموعة صغيرة راديكالية تخشى فقدان مصالحها وتعمد إلى التصرف خارج إطار القانون.

وشدد على أن مهمتنا تتمثل أساساً في بناء ما يكفي من الثقة مع الأطراف المعتدلة في البلاد حتى نتمكن من تجاوز هذه المشكلة.

وقال في رده على سؤال عن مطالب المتظاهرين بالإصلاحات التي تحقق المساواة وتوفر السكن والوظائف، إننا سنكون جميعاً نعمل يداً واحدة ونسعى كي تتحقق كل هذه الأهداف من دون أن نقصي أي طرف من مسار إعادة بناء هويتنا الوطنية، مؤكداً أن المجتمع البحريني عاش في تعايش سلمي على مدى العصور، منوهاً بما يتصف به مجتمعنا بالطيبة والمحبة وحسن الضيافة والتسامح والتعاطف والانفتاح.

وأكد على الإنجازات الكثيرة التي تحققت، مشيراً في هذا الصدد إلى وجود الجمعيات السياسية، التي لم تكن موجودة قبل عشر سنوات وكذلك التأمين الاجتماعي، إضافة الى الصحافة الحرة، إلا أنه قال إنه مازال يتعين إنجاز المزيد، وتعهد بالعمل على تحقيق ذلك بكل ما أمكنه من جهد.

وأعرب ولي العهد عن ثقته بالقدرة على الخروج من هذا المسار، معرباً عن ثقته الكبيرة في البحرين وشعبها من كل الطوائف والأطراف والمكونات.

وفيما يأتي النص الكامل لهذا اللقاء:

لقد شاهدنا انسحاب قوات الجيش ووحدات الأمن البحرينية من الشوارع بينما عاد المتظاهرون الى دوار اللؤلؤة... يبدو أن هناك انعكاساً للوضعية. فما الذي حدث؟

- لقد قررنا بقيادة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة أن أفضل طريقة لمعالجة الوضع من دون مزيد من سقوط الضحايا والمصابين أن نفتح باب الحوار.

مع من ستجرون هذا الحوار الوطني؟

- مع كل الأطراف السياسية في البلاد التي ستجلس إلى طاولة الحوار، الليلة الماضية أصدر جلالة الملك أمراً يقضي بتكليفي بقيادة هذا الحوار الوطني، علماً بأن دوري يتمثل في حل الوضع والدخول في حوار مع الجمعيات السياسية والعمل على بناء الثقة بين كل الأطراف، إن ما حدث اليوم يمثل الخطوة الأولى على طريق بناء هذه الثقة، أعتقد أن هناك الكثير من الغضب والكثير من الحزن، وأود في هذه المناسبة أن أعبر عن خالص التعازي لجميع العائلات البحرينية التي فقدت أعزاء عليها ولجميع العائلات التي جرح أبناؤها، نحن آسفون جدّاً، إنها مأساة فظيعة للشعب البحريني.

يوم أمس (أمس الأول) شاهدنا صوراً لمجموعة من المتظاهرين وهم يتجهون صوب دوار اللؤلؤة رافعين أيديهم وهم يرددون سلمية سلمية وتم إطلاق الرصاص عليهم ما أدى إلى سقوط بعض الجرحى وربما قتلى. ما الذي حدث؟ ومن يتحمل المسئولية عما حدث؟

- لم يمت أي متظاهر جراء ما حدث، لكن أحد المصابين في حالة خطيرة جدا، لقد كانت مأساة وعندما سمعت بالخبر المحزن ركبت سيارتي على الفور وذهبت مباشرة الى التلفزيون البحريني وخاطبت الشعب البحريني ودعوت الى التهدئة، كيف حدث ذلك، سنناقش الأمر وندرسه مليّاً ونفهمه بعمق، هناك الكثير من التوتر في الشارع البحريني، إن سير الأحداث قد جعل مهمتنا أكثر صعوبة، لكن ما يجب علينا فعله الآن هو أن نمد أيدينا لكل الأطراف والفئات والأيديولوجيات السياسية التي تريد أن ترتقي فوق هذه المشاكل وتتواصل مع بعضها وتعلن معا (كفى)، هذه ليست البحرين التي أعرفها، لم أكن أتصور أنني أعيش مثل هذا اليوم وأن مثل هذا الأمور ستحدث في البحرين.

هل سبق لمملكة البحرين أن عرفت مثل هذه الفترة العصيبة في تاريخها؟

- لست أدري أي شعور انتاب الجنود في ايرلندا الشمالية أو في ولاية اوهايو، لكن هذه مأساتنا بكل تأكيد، وسيكون علينا أن نتذكرها.

لقد عاد المتظاهرون الى دوار اللؤلؤة... ما الذي سيحدث الآن... هل سيسمح لهم بالبقاء هناك؟

- بكل تأكيد، ان المتظاهرين في دوار اللؤلؤة يمثلون شريحة مهمة من مجتمعنا البحريني وقناعاته السياسية وسنحرص على سلامتهم، لكن هناك قوى أخرى تعمل ودخلت على الخط. وهذه ليست مصر أو تونس، ما لا نريد أن نفعله هو ألا نصل الى ما وصلت اليه الأمور في إيرلندا الشمالية وننزلق في حرب ميليشيات أو صراعات طائفية، لقد انطلقت هذه الأحداث منذ البداية وكانت هناك نوايا جيدة تحركها لكن أكبر خوفنا أنه يكفي أن تكون هناك مجموعة صغيرة راديكالية تخشى فقدان مصالحها وتعمد الى التصرف خارج إطار القانون.

من تعني على وجه التحديد؟

- قد يكون اي طرف، لست أسوق أي مزاعم، كل الأطراف قد تكون مذنبة، إن مهمتنا تتمثل أساساً في بناء ما يكفي من الثقة مع الأطراف المعتدلة في البلاد حتى نتمكن من تجاوز هذه المشكلة.

يطالب المتظاهرون بالإصلاحات التي تحقق المساواة وتوفر السكن والوظائف، هل تضمن تحقيق مثل هذه المطالب للمتظاهرين المطالبين بالإصلاح؟

- بكل تأكيد، لأننا سنكون جميعاً نعمل يداً واحدة ونسعى كي تتحقق كل هذه الأهداف من دون أن نقصي أي طرف من مسار إعادة بناء هويتنا الوطنية، لقد كدنا نخسر أنفسنا وروحنا جراء ما حدث بالأمس لقد كان يوماً عصيباً.

عندما تقول يجب إعادة بناء هويتنا الوطنية.. ما الذي تعنيه بهذا الكلام؟

- أقصد كل ما يعنيه أن تكون بحرينيّاً، لقد عاش المجتمع البحريني في تعايش سلمي على مدى العصور، نحن نتعرض بطبيعة الحال لهزات التاريخ وعواصفه وتقلباته، لدينا خصوصيتنا فنحن نمتاز بالطيبة والمحبة وحسن الضيافة والتسامح والتعاطف والانفتاح، إن كل من له صديق من البحرين يعرف هذه السمات عن المجتمع البحريني ويجب أن نبذل كل ما في وسعنا كي نعيد بناء هذه الثقة فيما بيننا نحن البحرينيين وفي علاقتنا مع العالم الخارجي أيضاً.

لكن ماذا عن أولئك الناس الذين يقولون إن مسيرة الاصلاحات قد بدأت قبل عشر سنوات من دون أن نلمس أي شيء منها على أرض الواقع؟ فكيف نثق بالحكومة بعد ذلك؟

- لقد تحققت الكثير من الإنجازات ولم يكن بإمكان الناس أن يتحدثوا اليوم عن الإصلاحات السياسية لو لم تتوافر لهم الحرية السياسية، قبل عشر سنوات من الآن لم تكن هناك أي جمعيات سياسية، لم يكن هناك تأمين اجتماعي، لم تكن هناك صحافة حقيقية أو حرية انترنت، لكن على رغم ذلك أعتبر أنه مازال يتعين إنجاز المزيد، الشيء الأكيد هو أن ما تحقق حتى الآن لم يكن كافياً وانه لابد من إنجاز المزيد، وأنا أتعهد بالعمل على تحقيق ذلك بكل ما أمكنني من جهد