العدد 3089 - السبت 19 فبراير 2011م الموافق 16 ربيع الاول 1432هـ

الفلسطينيون مصممون على إدانة دولية للاستيطان رغم الفيتو الأميركي

أعربت القيادة الفلسطينية أمس السبت (19 فبراير/ شباط 2011) أنها مصممة على الحصول من الأمم المتحدة على إدانة الاستيطان الإسرائيلي على الرغم من الفيتو الأميركي في مجلس الأمن الدولي الجمعة بشأن مشروع قرار عربي بهذا الشأن.

واعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس إن تصويت 14 دولة لصالح مشروع القرار «انتصار حقيقي للدبلوماسية الفلسطينية رغم الفيتو الأميركي»، مؤكدا على «عدم العودة إلى طاولة المفاوضات إلا بوقف الاستيطان».

وقال عباس خلال لقائه مع أكاديميين فلسطينيين بمقر الرئاسة في مدينة رام الله «لا نسعى إلى مقاطعة الإدارة الأميركية (...) بل نريد المحافظة على مصالحنا وحقوقنا المشروعة بموجب القانون الدولي»، مشيراً إلى تعرض السلطة الفلسطينية للضغوط لسحب مشروع القرار.

وشدد «على الموقف الفلسطيني القاضي بعدم العودة إلى طاولة المفاوضات إلا بوقف الاستيطان، وتحديد مرجعيات عملية السلام (...) بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود العام 1967».

وقال أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه لوكالة فرانس برس «إن قرارنا الآن التوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لاستصدار قرار أممي ضد الاستيطان وإدانته والتأكيد على عدم شرعيته وسنعيد بعدها طرح مشروع لإدانة الاستيطان عبر مجلس الأمن الدولي».

وأضاف «ان الفيتو الأميركي لن يوقف تحركنا باتجاه المؤسسات الدولية ولن يوقف إرادتنا نحو الحرية والاستقلال».

وأكد عبد ربه «ستكون لدينا إجراءات سياسية أخرى» بدون أن يفصح عنها.واعتبر مسئول في حركة فتح برئاسة محمود عباس من جانبها ان الفيتو الأميركي «يشكل خطرا استراتيجيا على مصالح الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط».

وقال نائب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب لوكالة فرانس برس إن «الفيتو يتعارض مع قيم الحرية التي تنادي بها الإدارة الأميركية في منطقتنا ومع قيم الشعب الأميركي تجاه احترام حقوق الإنسان ونعتبره أعلى إشكال السلوك الديكتاتوري (..) وضربا لقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي والإنساني».وقال إن «الإدارة الأميركية اختارت العدوان الأحادي الجانب على حقوق الإنسان».

من جهته، اعتبر رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل السبت إن «الانحياز الأميركي والعجز الدولي» يفرضان «أجراء مراجعة جذرية وشاملة» للوضع الفلسطيني.

وقال مشعل بمناسبة افتتاح مركز حول التراث الفلسطيني في مخيم اليرموك في دمشق إن «الانحياز الأميركي والعجز الدولي خذلا المفاوض الفلسطيني مرات ومرات (...) كل هذا يفرض علينا مراجعة جذرية شاملة بكل العناوين والتفاصيل للواقع الفلسطيني».

وأضاف «إن المستجدات والمتغيرات المباركة من حولنا (في إشارة إلى ثورتي مصر وتونس) مع ما ذقناه من عنت الفشل والمراوحة في المكان وانسداد الأفق السياسي في الداخل الفلسطيني (...) يفرض علينا مراجعة شاملة للوضع الفلسطيني تتجاوز العناوين الجزئية التي يحاول البعض أن يغرقنا أو أن يحصرنا فيها».

من جهتها، نددت «حماس» التي تسيطر على قطاع غزة باستخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الجمعة ضد مشروع قرار يدين الاستيطان الإسرائيلي، معتبرة انه «مشين»، داعية السلطة الفلسطينية لإنهاء المفاوضات مع إسرائيل.وقال المتحدث باسم «حماس» فوزي برهوم لوكالة فرانس برس «هذا قرار تعسفي ومشين بحق الشعب الفلسطيني ومكافأة للكيان الصهيوني على انتهاكاته وجرائمه».

وشدد برهوم على أن الموقف الأميركي ينبغي أن «يدفع السلطة الفلسطينية لاعتماد إستراتيجية وحدة الصف وتقوية الجبهة الداخلية واتخاذ قرار وطني لإنهاء كافة أشكال التفاوض مع الاحتلال».

واعتبر المتحدث باسم «حماس» أن القرار «يكشف أن الإدارة الأميركية لم تكن نزيهة بالمطلق في دورها برعاية مشاريع التسوية والسلام بل منحازة بالكامل للاحتلال وهذا يؤكد فشل الرهان على التسوية».

إلا أن إسرائيل عبرت من جهتها عن شكرها للرئيس الأميركي باراك اوباما في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو. وقال نتانياهو «إن القرار الذي اتخذته الولايات المتحدة اليوم يثبت أن الطريق الوحيد إلى السلام يمر عبر المفاوضات المباشرة وليس عبر قرارات منظمات دولية».

وأكدت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة سوزان رايس إن اعتماد القرار الذي صوت عليه 14 عضوا من أصل 15 في مجلس الأمن الدولي، كان يمكن ان «يشجع الأطراف على البقاء خارج المفاوضات»، معترفة في الوقت نفسه بان الاستيطان الإسرائيلي يدمر «الثقة بين الأطراف» ويهدد «آفاق السلام».

ومشروع القرار الذي تبنته حوالي 130 دولة يؤكد مجددا أن «المستوطنات الإسرائيلية المبنية في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ 1967، بما فيها القدس الشرقية، غير شرعية وتشكل عقبة رئيسية أمام نجاح سلام عادل ودائم وشامل».

ويقيم نحو 300 ألف مستوطن إسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة وأكثر من 200 ألف في القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل وضمتها.

وأعربت منظمة «هيومن رايتس ووتش» عن أسفها للموقف الأميركي.

وقالت مديرة المنظمة للشرق الأوسط وشمال إفريقيا ساره لي ويتسون بحسب ما جاء في بيان «إن الرئيس اوباما يريد أن يقول للعالم العربي في خطاباته انه يعارض الاستيطان لكنه يرفض ترك مجلس الأمن الدولي يقول لإسرائيل بطريقة ملزمة أن توقفها».

وأضافت منظمة «هيومن رايتس ووتش» التي تتخذ من نيويورك مقرا لها «إن إدارة اوباما ينبغي أن تكون لديها رسالة واضحة ومنطقية تقول أن المستوطنات على الأراضي المحتلة غير شرعية ويجب تفكيكها»، مذكرة بان اتفاقيات جنيف تحظر على قوة احتلال السماح لسكانها بالإقامة في أراض محتلة.

ومحادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية استؤنفت لفترة وجيزة في نهاية سبتمبر/ أيلول في واشنطن قبل أن تتوقف مجددا اثر انتهاء العمل بقرار تجميد الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية لفترة محددة.

ويطالب المفاوضون الفلسطينيون لاستئنافها قراراً جديداً بتجميد الاستيطان الإسرائيلي بما في ذلك في القدس الشرقية، وهو ما ترفضه إسرائيل على الرغم من ضغوط دولية كثيفة

العدد 3089 - السبت 19 فبراير 2011م الموافق 16 ربيع الاول 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 5:37 ص

      بلد النفاق

      بلد النفاق امريكا

    • زائر 1 | 1:16 ص

      بلد النفاق امريكا

      بلد النفاق امريكا بامــــــــــــــتيــــــــــــــــــــــــــاز

اقرأ ايضاً