«كل جيل يحتاج إلى ثورة جديدة». هذه المقولة الشهيرة التي أطلقها رئيس الولايات المتحدة، توماس جيفرسون منذ أكثر من 200 سنة، أصبحت اليوم أكثر أهمية من أي وقت مضى، على ضوء إرادة الشباب في جميع أنحاء العالم بأن تسجل2011 سنة التغيير العارم، كما اتضح بالفعل من ثوراتهم في تونس ومصر.
هذا هو ما صرح به الكاتب وأستاذ علم الاجتماع بجامعة كويمبرا البرتغالية بوافينتورا دي سوسا سانتوس، في لقاء مع وكالة «إنتر بريس سيرفس» لتقييم الأحداث ووقعها على دورة المنتدى الاجتماعي العالمي في داكار في الفترة 6-11 من هذا الشهر.
فشرح أن ثورة الشباب في تونس ومصر «تبرهن على حدوث تغيير مهم في توجهات أنشطة المعارضة الشعبية. فحتى الآن كانت القضية المطروحة هي كيفية التنسيق بين الأحزاب التقدمية والحركات الاجتماعية التقدمية والمنظمات غير الحكومية».
«أما اليوم، فالسؤال المحوري الجديد هو كيفية التفاعل بين الأحزاب والحركات الاجتماعية التقدمية، مع جماهير المواطنين غير المنظمة بالمفهوم التقليدي».
وأكد العالم الاجتماعي المعروف أن التغيير الحقيقي في العالم سوف يحدث عندما تتعدد «القاهرات» (في إشارة لعاصمة مصر) وتتزامن في جميع أنحاء الأرض.
وبسؤاله عن وقع هذه الثورات الشبابية على دورة المنتدى الاجتماعي العالمي الأخيرة، شرح لوكالة انتر بريس سيرفس أنها كانت «ناجحة لأسباب مختلفة. أولاً، جاءت القضايا الإفريقية ومساهمة إفريقيا في العالم في قلب اجتماع المنتدى الاجتماعي العالمي، تزامنناً مع احتفال الشعوب بثورة التحرير في مصر التي برهنت على وجود وسائل نضال جديدة».
هذا التركيز على القضايا الإفريقية في دورة داكار كان بمثابة مصدر إلهام قوي للسنة الدولية للأمم المتحدة للأهالي المنحدرين من أصل إفريقي، التي بدأت لتوها.
واستطرد دي سوسا سانتوس شارحاً «ثانياً، تم تخصيص كمية غير مسبوقة من الوقت لمتابعة اجتماعات التقارب بين الحركات الاجتماعية بغية التخطيط لإجراءات جماعية مشتركة».
«وثالثاً، ركزت دورة داكار على تجديد أجندة المنتدى الاجتماعي العالمي لإتاحة الفرصة للمطالب السياسية المتقدمة عالمياً، دون المساس بالطابع الشمولي لاجتماعاته وتعزيز التعليم الذاتي والتدريب عبر الحدود الوطنية»، وفقاً للعالم الاجتماعي.
وأجاب دو سوسا سانتوس على سؤال «إنتر بريس» سيرفس عن المنهج السليم المطلوب لإحداث تغييرات حقيقة في العالم، قائلاً إن «المجتمع المدني اعتاد على أن ينظر إلى الشباب على أنهم بمنأى عن السياسة، وضحية «غسيل دماغ» من قبل الاستهلاكية الشاملة ووسائل الإعلام، مع فقدان الدوافع الاجتماعية».
ثم أكد «لكنه تبين الآن أن التغيير الحقيقي في العالم هو ممكن عندما يتم التوصل إلى عتبة تتساوى فيها السياسة مع حياة الإنسان وكرامته».
وعن الدروس التي يمكن استخلاصها من الأزمة المالية العالمية، قال دو سوسا سانتوي أن «الرأسمالية أصبحت الآن أكثر تدميراً من أي وقت مضى من خلال تماديها في سحق العاملين ونهب أجورهم وتدمير ما تبقى من «العقد الاجتماعي»، وأيضاً عبر إسكات جميع الأزمات الحيوية والحضارية الأخرى التي تواجه البشرية».
واختتم حديثه لوكالة «إنتر بريس سيرفس» مؤكداً أنه طالما يستمر «العمل على حل الأزمة»، فتستمر عملية التدمير... إلى حين تظهر «قاهرات» كثيرة في جميع أنحاء العالم»
العدد 3089 - السبت 19 فبراير 2011م الموافق 16 ربيع الاول 1432هـ
وفي القران العظيم
قال الله تعالى : ( وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى العَالَمِينَ )