العدد 3089 - السبت 19 فبراير 2011م الموافق 16 ربيع الاول 1432هـ

مئات المتظاهرين يتحدون الشرطة في الجزائر

الشرطة تحاصر وسط العاصمة ونائب معارض يتعرض لإصابة خطرة

مواجهة بين الشرطة والمتظاهرين في الجزائر أمس  (رويترز
مواجهة بين الشرطة والمتظاهرين في الجزائر أمس (رويترز

طوقت شرطة مكافحة الشغب الجزائرية نحو 500 محتج أمس السبت حاولوا تنظيم مسيرة تستلهم انتفاضات في أماكن أخرى من العالم العربي وتحدوا قراراً يحظر المظاهرة.

ورغم انتشار عشرات السيارات المصفحة، تمكن نحو 200 شخص من التجمع عند ساحة أول مايو وراحوا يهتفون «جزائر حرة ديمقراطية» و»السلطة قاتلة» و«الشعب يريد إسقاط النظام».

وخلال التظاهرة فقد النائب طاهر بلعباس من التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية الوعي ونقل إلى مستشفى مصطفى باشا الجامعي.

وقال الطبيب رفيق حساني وهو عضو التنسيقية الوطنية للتغيير والديمقراطية إن النائب فقد الوعي إثر ارتطام رأسه بحافة الرصيف بعد سقوطه عندما ضربه شرطي على مستوى البطن.

وقال مراسل لـ «رويترز» في مكان المظاهرة إن المحتشدين رددوا هتافات تطالب بالحرية والديمقراطية وحاولوا الوصول لميدان أول مايو ولكن الشرطة أبعدتهم لمكان قريب باستخدام الهراوات.

ودفع المتظاهرون إلى فناء مجمع سكني حيث أحاط بهم رجال شرطة بخوذات ودروع واقية بالإضافة إلى مئات من المارة وبعض المتظاهرين المؤيدين للحكومة.

ونظم التظاهرة جماعات لحقوق الإنسان وبعض نقابات العمال وحزب معارض صغير ولا تشارك أكبر القوى المعارضة في الجزائر في حركة الاحتجاج.

وحشد عدد كبير من رجال الشرطة لمنع احتجاجات أمس وانتشرت عشرات من مركبات الشرطة والعربات المدرعة حول العاصمة قبل ساعات من الموعد المفترض لبدء التظاهرات.

واصطفت الشرطة على جانبي الشوارع المؤدية إلى الميدان قرب ميناء المدينة كما وقفت قريباً سيارات مزودة بمدافع للمياه وحلقت طائرة مروحية فوق وسط العاصمة.

وقالت امرأة تبلغ من العمر 52 عاماً تشارك في الاحتجاج «إذا كانت السلطات ديمقراطية فلما لا تسمح بالمسيرة».

وألقت الشرطة القبض على بلعيد عبريكة المعارض البارز والمدافع عن حقوق أقلية البربر الضخمة في الجزائر.

كما أصيب رئيس النقابة الوطنية المستقلة لمستخدمي الإدارة العمومية، رشيد معلاوي بحالة غثيان أثناء محاولة كسر الطوق الأمني، وشخص في الستين من عمره بإغماء ما تطلب تدخل أعوان الحماية المدنية لإسعافهما.

ورفضت السلطات السماح بالمسيرات متعللة بمخاوف تتعلق بالنظام العام. وأضافت أنه يمكن للمعارضة التظاهر في مكان مصرح به رسمياً.

وفي الساعة الثانية بعد الظهر قامت الشرطة بتفريق المحتجين ولم تقع أي اشتباكات وعادت حركة المرور إلى طبيعتها.

وشارك نحو 150 شخصاً في احتجاجات يوم السبت الماضي في ميدان أول مايو ويقولون إنه يريدون تنظيم تظاهرات بصفة أسبوعية حتى تلبى مطالبهم باتاحة مزيد من الحريات الديمقراطية.

وكثيرون من الجزائريين غاضبون على الحكومة بسبب ارتفاع الأسعار وزيادة البطالة وظروف الإسكان السيئة. لكنهم يخشون وقوع الفوضى في بلادهم التي ما زالت في طور الخروج من ما يقرب من عقدين من الصراع مع التمرد الإسلامي.

وكتب أحد المعلقين في مقال بصحيفة «الخبر» اليومية المستقلة يقول إن الجزائر تحتاج إلى تغيير النظام السياسي لكنه لا يعتقد أن التغيير سيأتي من ناحية المحتجين.

وعلى الرغم من أن الاحتجاجات نفسها أصغر من أن تهز السلطات فهناك مؤشرات على تزايد الضغط من داخل المؤسسة الحاكمة لإجراء تغييرات كبيرة من بينها تشكيل حكومة جديدة

العدد 3089 - السبت 19 فبراير 2011م الموافق 16 ربيع الاول 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً