مدينة أوستن الأميركية هي عاصمة ولاية تكساس وتحتضن جامعة أوستن في تكساس المرموقة. تعتبر هذه الجامعة من أكبر الجامعات العامة في جنوب الولايات المتحدة وتحتل دائماً مركزاً متقدماً في التصنيفات العالمية للجامعات. زرت هذه الجامعة العام 2004 للقيام ببعض الدراسات البحثية وعلمت أن العديد من البحرينيين قد حصلوا على شهاداتهم العلمية من هذه الجامعة وهم لايزالون يتذكرون أيام الدراسة بل إن بعض الإداريين لايزالون يتذكرون البحرينيين اللذين أتوا إلى الجامعة بعد اشتعال الحرب اللبنانية.
تاريخياً، هذه الجامعة كانت لا تسمح للطلاب من البشرة السوداء بالدراسة في قاعات أقسامها أو كلياتها حتى العام 1956 بسبب سياسة التفرقة العنصرية لكن بعد انتصار الحركة المدنية فقد فتحت الجامعات أبوابها للأجناس والعروق الأخرى. تعتبر هذه السنة علامة فارقة في تاريخ الجامعة إذ أصبح البيض أقلية في الجامعة مقارنة بذوي الأصول الإسبانية وأصحاب البشرة السوداء والأميركيون ذوي الأصول الآسيوية. هذه الحقيقة ليست مقتصرة على هذه الجامعة بل تعداها إلى الجامعات في الولايات الأخرى مثل شيكاغو ونيويورك لكن جامعة تكساس في أوستن لها وزن آخر لأنها من الولايات الجنوبية التي حاربت من أجل التفرقة العنصرية والتمييز بين الأميركيين.
وجد الباحثون العديد من المظاهر المدعاة للاهتمام مثل أن الشباب البيض والهسبنك والسود والآسيويين يقضون أوقاتهم مع بعضهم البعض لذلك فقد قامت الجامعة بالعديد من المبادرات لزيادة تفعيل نقاط الالتقاء بين العناصر المختلفة ولم تغفل عن هذا الجانب بسبب الاتكالية. هناك أيضاً مراقبة من إدارة الجامعة لتأكيد التنوع في فسيفساء الكادر الأكاديمي مع التركيز على دور الكفاءة في تعاملها وخططها لإعلاء شأن الجامعة وهذا يأتي بسبب استقلالية القرار الإداري.
وجد الباحثون أن هناك العديد من أكبر التحديات للطلاب من الأقليات هو زيادة التسرب الأكاديمي وفشلهم في إكمال دراستهم ما يؤثر على عملية تطويرهم وتأهيلهم وبالتالي حصولهم على وظائف تزيد من دخلهم وتعينهم اقتصادياً. يتوقع الباحثون أن تكون نسبة البيض عند التخرج أعلى من نسبة الفئات الأخرى بسبب عمليات التسرب بسبب الظروف الاقتصادية.
هذا الواقع الجديد بسبب ديناميكية المجتمع الأميركي وتغيره ديموغرافياً حيث من المتوقع في العام 2050 انخفاض النسبة المئوية للبيض من 68 في المئة إلى 52 في المئة بالنسبة لعدد السكان.
الهدف الرئيس للجامعات الأميركية وقطاع التعليم العالي هو مساعدة الدولة اقتصادياً عن طريق تخريج طلاب قادرين على فهم أدوات الحداثة والانخراط في سوق العمل لذلك فقد رأت الجامعة أنه يجب خفض نسبة التسرب والفشل للطلاب فقامت باستحداث أقسام التنوع والمشاركة المجتمعية لمساعدة الطلاب.
السياسة الأميركية في مجال التعليم العالي هو رفع نسبة الطلاب الجامعيين من 28 في المئة حالياً إلى 60 في المئة في العام 2025 لتلبية حاجة الاقتصاد الوطني المستقبلية. ليس من العيب دراسة ديموغرافية التعليم العالي فمن الممكن علاج العديد من حاجات المجتمع ومشاكله عن طريق الدراسات العلمية أما عدم الخوض فيه من قبل أصحاب القرار هو إحدى التحديات التي ستنعكس على الخطط التنموية.
إقرأ أيضا لـ "مجيد جاسم"العدد 3088 - الجمعة 18 فبراير 2011م الموافق 15 ربيع الاول 1432هـ