مدارس المستقبل بـ «أدوات حجرية»

كلنا نتطلع الى تطوير التعليم والرقي به بما يوازي المستوى الشرقي ممثلاً بالصين واليابان والكوريتين، أو المستوى الغربي على رأسه أميركا ثم كندا ودول أوروبا الغربية، لذلك عندما يطلق وزير التربية والتعليم أو سواه من ذوي الشأن مشروع أو فكرة تتعلق بالتعليم تشرأب لها أعناق المهتمين بإصلاح وتطوير التعليم لأننا مؤمنون بأن التعليم هو الباب الوحيد لرقي الناس وتحضرهم، فبه قد يتغير سلوك الفرد من القسوة إلى اللين، ومن الفوضى الى النظام، وبالتعليم قد يصل الإنسان للغاية التي خُلق من أجلها ويصنع لنفسه مساقات يسير فيها خلال حياته، لذلك من المهم الوقوف على بعض الحلقات أو الخصائص القاصرة فلربما يكون المعنيون في وزارة التربية غافلون عن هذه الجوانب .

فمنذ انطلاق مشروع مدارس المستقبل في 18 يناير/ كانون الثاني 2005 وأولياء الأمور يترقبون، بعضهم قال ستعتمد على الأقراص المدمجة فقط، والآخر قال ستعتمد على اللوحة الذكية في الشرح مع وجود الكتاب التقليدي المطبوع، وقالوا أكثر إلا أنهم حتى الآن لم يروا شيئاً ملموساً مع أن المشروع مر بأربعة مراحل كما تزعم الوزارة، وفي 3 يناير من العام الجاري أعلن وزير التربية دخول جميع المدارس في ربوع مملكة البحرين لهذا المشروع الذي طبق بادئ الأمر على عينات، في الفصل الدراسي الجاري 2010 / 2011، وصرح مدير المشروع بأن الوزارة تعمل على تطوير الشبكة بما يؤدي لصيرورة مقر إدارة هذا المشروع بوابة تعليمية تشرف على مجمل المشاريع والبرامج التعليمية في جميع مدارس البحرين. كل ذلك كلام جميل نظرياً لكن عندما نعود للواقع بكل بساطة نرى أن المناهج التعليمية السائدة في السبعينيات من القرن الماضي أكثر عمقاً وتثقيفاً لاسيما مناهج اللغة العربية التي للأسف يتخرج البعض من مدارس حكومية ولا يعرف قراءة سطرين دون تأتأه، وأما طلبة المدارس الخاصة فحدث ولا حرج؛ فقبل أيام التقيت بفتاة جامعية (خريجة مدرسة خاصة)على هامش عملي وبالحوار طلبت منها قراءة فقرة في كتاب كنت أحمله فسمعت عجباً، لم تكمل السطر فكل قراءتها خاطئة، عدا عن ذلك مازال أولياء الأمور يتذمرون من كثرة الوظائف المدرسية ذلك أن الطفل (بالمفهوم القانوني) لديه طاقات يحتاج إلى تفريغها في المذاكرة وفي مشاهدة التلفزيون وفي اللعب وغيرها، وأن كثرة الوظائف تتطلب من أولياء الأمور أن يربضوا معه حتى ينتهي من إنجاز فروضه عصراً أو مساء، ومازلنا نرى على جوانب الطريق أطفالاً انحت ظهورهم بسبب الحقائب الثقيلة، كما أن الكثير من الطلبة تكاد تخلو بيوتهم من الحواسيب لأسباب مختلفة، والأهم هناك مدرسون لا يجيدون استخدام الأجهزة الإلكترونية كقدامى المعلمين مثلاً، وهناك مدراء يشكون خلو مدارسهم من صالات رياضية تقي الطلبة الحر والبرد، وحتى معامل الحواسيب غير متوافرة أو أنها قاصرة.

كل هذه المعطيات تجعلنا نعتقد أن هذا المشروع سيدخل بحداثته على بيئة نمطية صعبة التغيير، وعلى وزارة التربية والتعليم تذليل تلك الصعوبات وحل جوانب القصور لضمان نجاح المشروع وتكون المدارس بالفعل حديثة كمسماها، وإذا كانت العملية تتوقف على الموازنة نقول يمكن تقنين موازنة الوزارة التي يذهب 20 مليون دينار منها للموظفين الأجانب موزعة بين (14.317.412 ديناراً) كرواتب أساسية و(6.135.800 ديناراً) كمصروفات أخرى وفق تقرير اللجنة الاقتصادية والمالية لمجلس النواب، فهذه النفقات الكبيرة يمكن إعادة توزيعها وتوجيه جزء منها لإصلاح المدارس وتحويلها لمدارس حديثة متكاملة، واعتقد أن الوزارة قادرة على بحرنة الوظائف .

بدر الحاج

يا موطني مُنذُ الفراقِ تعانقتْ

يا موطني مُنذُ الفراقِ تعانقتْ

أحضانُ شوقِ القلبِ واللهِ معي

خذني فإني وردةٌ جوريةٌ

مقطوفةٌ ومُزالةٌ عن موضعي

هل يا تُرى تبقى الورودُ بعيدةً

عن حقلها من دونِ ريٍ أو رَعي؟

هذا أنا مبعودُ عنْ بستانهِ

قد أذبلُ إن لمْ أردَّ لموقعي

يا موطني يكفي التباعدُ إنني

أصبحتُ في دنيا اشتياقي لا أعي

هزَّ الهوى جذعَ الحنينِ بنبضتي

وتساقطتْ منهُ منابعُ أدمُعي

كُنْ أيّ شيءٍ كي أجيءَ تقرباً

كُنْ صوتَ شوقٍ يعزِفُ في مسمعي

كُنْ كعبةً يأتيكَ حجاجُ الهوى

فأطوفُ حولكَ أو أُباشرُ بالسعي

كُنْ ساترَ الآلامِ من شوقٍ أتى

وأزالَ من قلبي عفافةَ مِلفعي

أصبحتُ من مداح في شعري إلى

سواحَ أمشي قائلاً عنكَ النعي

غيبوبتي طالتْ وشوقي قد سرى

يرجو وصالكَ كي بقربكَ أوتعي

يا موطني يا موطني يا موطني

غنيتها شوقاً بلحنٍ مفجعِ

هيا فخذني بينَ صدركَ ماسحاً

رأسي وإني فاتحٌ لكَ أذرعي

هيا فخذني فالفراقُ معي سرى

شخصاً يعذبُ نبضتي مثلَ الدعي

دمعي كيعقوب النبيِ لكَ انحنى

يا يوسفَ الأوطانَ فيكَ تضرُعي

سَرَطانُ حُبكَ قد تجاوزَ نبضتي

ورأيتهُ يغزو ثنايا اضلُعي

وعلاجهُ عيني تراكَ وتشهقُ

نَفَسَ التلاقي بعدَ بُعدٍ مُوجعِ

وأقولُ للشمسِ هناكَ بِصرختي

هيا إلى البحرينِ بالنورِ اطلعي

لأرى زواياها وأسجد فوقها

وأقولُ يا شمسَ اللقاءِ فشعشعي

وكما سأسجدُ تحتَ بابكِ باكياً

لحنينِ قلبي واجبٌ أن تَركعي

ولتربكِ خلي بذورَ أصالتي

وأقولُ هيا للأصالةِ فازرعي

هيا فَسُدي بابَ شوقَ تَغَرُبي

وعلى خدودِ تَغَرُبي فلتصفعي

كوني عروساً والبسي ثوبَ اللقا

فلثوبِ هذا البعدِ آنَ لتخلعي

وخذي ولائي من عيوني وابصمي

إني مُوالٍ والولا باقٍ معي

سأقولُ بالدمعِ السلامَ مغنياً

بحريننا بلد الكرامِ لنا اسمعي

إنْ جاءَ نهرُ حنين شوقي لاهفاً

لمسيرِ هذا الشوقِ لا لا تمنعي

كوني سباقَ المملكاتِ لشعبها

أرجوكِ لي هيا فهيا أسرعي

وبحبكِ السامي لشعبٍ قد وفى

فعلى عروشِ الحبِّ قد تتربعي

لي فاصفحي إن زادَ بُعدُ مسافتي

ولجرسِ هذا الصفحِ عني فاقرعي

إني فزعتُ هنا بحملةِ غُربتي

أإليَّ يا بحرينُ شوقاً تفزعي؟

هاكِ بأبياتي البسيطة قبلةً

وعلى شفاهِ ترابكِ منها اطبعي

فأنا بتربكِ سوفَ أُدفنُ ميتاً

منكِ إذاً للهِ حتماً مرجعي

خليل آل إسماعيل

عيد الحب...

جئت لأخط هذه الكلمات وأنا على علم أقرب إلى اليقين في أنني سأثير سخط الكثيرين ممن يجدون أن الاحتفال بعيد الحب هو السكر حتى الثمالة في كأس العالم الغربي بكل ما فيه من عادات وتقاليد لا تتفق مع عاداتنا وثقافتنا الإسلامية ولكن برأيي هذا لا يعني أن ننغلق على عالمنا مفضلين ثقافتنا دون النظر أو التعلم من ثقافات الغير...

يرى بعض المتحفظين والمتشددين إن صح التعبير أن الاحتفال بعيد الحب أو ما يسمى بـ (الفالانتاين) ما هو إلا بدعة، أو تقليد أعمى للغرب، ذلك صحيح يا سادة فتلك عادة ابتدعها الغرب واحتفلوا بها أولا... ولكن السؤال هنا: هل الاحتفال بعيد الحب يخالف الشرع والأنظمة والقوانين؟

نعم هو يخالف الشرع حينما يؤخذ بصورته المتاحة للجميع في العالم الغربي ولكنني هنا أتحدث عن تصحيح تلك الصورة بما يتناسب وثقافتنا الإسلامية أي أنه بإمكاننا الاستفادة من ثقافة الغرب بما يبني لا أن يفسد ويهدم... يمكننا أخذ ما هو صالح من كل الثقافات وتجاوز كل ما هو طالح.

أما بالنسبة لعيد الحب فأنا لا أشجع الاحتفال به بالطريقة الغربية حيث يحتفل كل حبيب وحبيبته وقد لا يربطهم أي رباط مقدس أو أي شرعية، فنحن مسلمون ماضون بحكم الشرع الإلهي المقدس، ولكنني أشجع أن يتحول هذا اليوم إلى باقات ورد حمراء وشموع مضيئة وموسيقى ذائبة في الهدوء ولا بأس في هدية صغيرة يقدمها الأزواج إلى بعضهم البعض كعصفورين في عش وردي.

ترى هل في ذلك مشكلة؟ بالطبع لا فالرسول (ص) يحثنا دائما على خلق حالة من الألفة والمحبة وإضفاء لون الحب خصوصا بين الأزواج، تقول إحدى الزوجات وهي تنتمي الى عائلة محافظة ترى في ذلك عيبا، تقول: إنني لم أكن يوما أؤيد فكرة الاحتفال بيوم سخيف كعيد الحب، فالله قد جعل لنا عيدين نحتفل بهما، عيد الفطر وعيد الأضحى، أما عيد الحب فهو بدعة قد ابتدعها الغرب وصدقها العرب، ولكنني فوجئت بزوجي في عيد الحب يحمل إلي وردة حمراء وحيدة وقدمها إلي قائلا: كل يوم وأنتي حبيبتي...

لا أدري ما الذي تغير في داخلي أو كيف كانت مشاعري، فتجمدت في جمال اللحظة ولم أنطق بكلمة، ومنذ ذلك اليوم أصبحت أحتفل مع زوجي بمثل هذا اليوم الذي تحول من يوم سخيف إلى عادة رائعة أنتظرها في كل عام لتجدد حياتي الزوجية.

قد يرى بعض الرجال أنه ليس بالأمر المهم وأنه ليس سوى يوم كبقية الأيام، ولكن عندما تحرك مشاعر امرأة وتهز كيانها وتأخذها إلى عالم آخر بكلمة حب صغيرة ووردة تحملها بين أصبعين فأنت بذلك تكون قد أعدت ميتا إلى الحياة، فما يحيي المرأة من موتها سوى كلمة حب صادقة يرددها شريكها بصدق.

صحيح أن الأزواج المحبين لا يحتاجون إلى يوم يحتفلون فيه بحبهم وشراكتهم وروعة وجودهم مع بعضهم البعض فكل يوم يعيشه المحبون بحب وإخلاص هو عيد... كذلك هي الأم أعيادنا معها تتجدد كل يوم ولكن لا بأس من خلق حالة فرح مميز للأم فكان أن أصبح لها عيد يقدسه الجميع، كذلك هو الحب وإن عشناه في كل يوم فلا بأس من إضفاء حالة من التميز عليه وإعطائه يوما محددا مميزا يحتفل فيه المحبون بحبهم ويتعاهدون فيه على تنمية هذا الحب وتقديسه ومواصلة المشوار وبناء أسرة وحياة... أليس رائعا؟ بالطبع بلى خصوصا وأن تبعات الاحتفال بعيد الحب قد يشمل الصغار من حولنا، فعندما يحتفل زوجان بحبهما وأمام أطفالهما يتبادلان الهدايا والتهاني فمن شأن ذلك أن يخلق حالة من الطمأنينة والرضا في نفوس الأطفال وبالحب اللامتناهي أيضا جميعنا نستحق ذلك، ولكن للذين لا يوافقوني الرأي فهم بلاشك يجدون ذلك بدعة.

وللذين يقفون صفا وان كان صغيرا معي فذلك لأنهم يجدون الاحتفال بعيد الحب إبداعاً... فلا تحرموا أنفسكم لذة الاحتفال بهذا الإبداع.

نوال الحوطة

امرأة خاوية

امرأة خاوية المشاعر

يملؤها قلب شغوف للحب

تظن أنها لن تدركه أن لم تولده، إن لم تطلبه

تشعر أن دقائق الزمن تلاحقها

مرة بعد مرة يهرب قاربها

كلما حاولت أن تسبح نحوه، يبتعد من دون مبالاة

صرخت وركلت بقدميها الصغيرتين

بلا جدوى

طالما دعت خالقها بدعوات راجية أن ترى سارية تتعلق بها.

يا للقدر الجريء، كيف يتجرأ، أيعلم من أنا، أيعرف من أكون

ربما تجرأ من دون أن يعلم

يا لك من رجل غدرت بمن أحبتك، بمن رغبتك وتمنتك

يالك من رجل تتفنن بقتلك لي

تتلمس نقاط ضعفي لتغرقني، يجرني تيارك من قدمي.

أوصل بي اليأس لأدعك سجاني، تضربني بسوطك وتحكم علي بقصاصك،

العجب وكل العجب كيف جعلتك جنتي التي أحرقتني

كيف أنحدرت بهاويتك.

يا لك من ثعلب غيور تتصيد فريستك

تلعب بها كعناقيد العنب

تقطفها من ريعان شبابها وتدعها في مهب الريح

وأنا قد أحببت لعبك بي، ربما كنت شريكتك بالجرم، وأحببت ملمس أناملك على جسدي

أحببت همسك العذب بأذني وعيناك سوداوتان تقطعني نصفين.

كفى يا قلبي المخدوع كفاك نوماً واستيقظ من غفلتك

التي ربما تكون نهاية قصتك وابدأ بداية جديدة واطوِ صفحتك القديمة.

نورة صقر سعد

مذكرات طالب مغترب... «ليس بعيداً من هنا!»

بدت مدينة ليدز صاخبة مكتظة بالناس، وتعالت أصوات محركات الحافلات والسيارات في الطرق، حيث كانت تشير الساعة إلى التاسعة إلا ربع صباحا وهو وقت الذروة الذي يكون فيه الجميع مسرعين للأعمال أو الدراسة كما هو الحال للطلبة. على رغم الازدحام إلا أنني كنت مندهشا بانتظام السير، ومن انعدام أصوات مزامير السيارات التي تملأ الدنيا في بلادنا!

استوقفت أحد المشاة سائلا إياه: لو سمحت، كيف أستطيع الوصول إلى ملعب هيدينغلي Headingly Stadium؟ حيث كانت الجامعة قد نظمت هناك محفلا تعريفيا وتجمعيا للتعرف على زملائنا في البرنامج الدراسي والذين يأتون من شتى أقطار العالم.

أجابني الفتى: ليس بعيدا من هنا! في نهاية هذا الطريق يوجد انحناء على... ثم استدرك قائلا: في كل الأحوال أنا سائر إلى هناك، أتمانع إذا ما صاحبتك؟ فأجبته مبتسما: أكون ممتنا لك إن فعلت.

أخذ شعور الحيرة والضياع الذي قد يرتاب أي مغترب جديد يتلاشى مني بل اختفى تماما. كم ان هؤلاء الناس لطفاء وبشوشون يحبون المساعدة، ويتفاهمون بالابتسامة، اللغة التي يفهمها الجميع بدون أن يحتاجوا إلى تعلمها! على كل حال، ما يغمرني الآن هو أني قد وجدت ضالتي واطمأننت الى أن المكان الذي أقصده غير بعيد. وذلك لأني قد اعتدت على ركوب السيارة غالبا إلى أي مكان أقصده ولا أطيق المشي إلى أماكن تبعد عني بمسافات.

كنا صامتين وبعد 10 دقائق تحدث الفتى الانجليزي قائلا: لم يبق الكثير، هنا بدأت أفكر كيف يعرف هذا الفتى «بعيد» أو «كثير»؟ فها هي 10 دقائق اخرى تمضي ونحن مازلنا نسير... ليتني ركبت سيارة أجرة أو الحافلة؟ المشكلة حينها لم أعتد على نظام المواصلات وكان جهلي به عاملا من العوامل التي حفزتني للمشي، فعلا رب ضارة نافعة، قطع الفتى حبل أفكاري قائلا: ستسلك الآن هذا المنحنى على اليسار وفي نهايته ستجد الملعب.

هذا الطريق الفرعي الجديد قد أخذ مني 15 دقيقة أخرى حتى وصلت هناك، اي اني قد سرت ما لا يقل عن 3 كيلومترات التي لو كان لي العلم المسبق باني سأقطعها ما كنت لأفعل حينها. ولكن هذا الشخص لم يعدها بعيدة.

في الحقيقة كان هذا دأب وطبع الانجليز الذي عرفته وعهدته عنهم طوال الخمس سنوات التي قضيتها في الدراسة في بريطانيا. الأمر لا يتعلق فقط بالمشي أو الجري أو المسافات الفيزيائية، فهم يعتبرون البعيد ليس ببعيد ماداموا يسعون لبلوغه مانحين لأنفسهم الحافز والدافع لتهوين الأمر وتبسيطه على النقيض تماما مما نحن عليه.

فما إن نبدأ المشي إلى مكان معين، نبدأ بالتململ والتأفف متمتمين: كم بقي؟ إلى متى سنصل؟ تعبنا! محبطين أنفسنا مسقطين للهمم. وهذا الحال ينطبق تماما في سعينا لتحقيق أهداف ومبتغيات نرتجي حصادها في شتى مجالات الحياة.

قد ترسخت لدي قناعة فعلا تعلمتها من الغربة بأن من سار على الدرب وصل، ومن الطرفة بما كان أنني بعد هذا الموقف كنت قد جلت مع أصدقائي بصحبة عوائلهم في ليدز سيرا على الأقدام لمسافات كانت قد أعيتهم وعاهدوا أنفسهم ألا يسيروا معي بعدها إلا أن نركب سيارة أجرة أو الحافلة، وعائلتي عندما زارتني في حفل التخرج جبت بها شوارع لندن لثلاث ساعات مشيا، يا صاحبي فقد غدوت أرى أن تحقيق أي شيء ليس بعيدا من هنا.

علي محمد الحجيري

في جنة الوهم

ترقص على صليل الكؤوس

تغني موال حزين

تبعد الشعور مع رشفة النبيذ

تتجدد الوعود لابد أن يلتقي

الشعر بالغناء

كلاهما نفوذ

ولابد أن نلتقي

في قبة الكؤوس

ليس السكر دنيا

ولا للنساء خلود

النساء من حولي

داعيات ومن يدري

متى أعود

صالح ناصر طوق

الإخطار في قانون المسيرات

لا شك أن الاستقرار والأمن هدف تصبو إليه جميع المجتمعات الإنسانية وهو ما عملت التشريعات القانونية على ترجمته على أرض الواقع، على نحو يحفظ للمجتمع القيم الرفيعة والمبادئ الإنسانية العظيمة التى تتماشى وعصر الحريات وحقوق الإنسان و يعتبر الحق في التجمع من الحقوق الأساسية للإنسان لذلك حرصت مملكة البحرين على تنظيمه بما لا يتعارض مع أمن واستقرار المجتمع، حيث ينص دستور المملكة في الفقرة ب من المادة (28) على أن (الاجتماعات العامة والمواكب والتجمعات مباحة وفقا للشروط والأوضاع التى يبينها القانون، على أن تكون أغراض الاجتماع ووسائله سلمية ولا تنافي الآداب العامة) كما صدر المرسوم بقانون رقم (18) لسنة 1973م والمعدل بالقانون رقم (32) لسنة 2006م بشأن الاجتماعات العامة والمسيرات والتجمعات منظماً لهذا الحق واضعاً مجموعة من الضوابط الكفيلة بممارسة هذا الأمر من دون ضرر أو إضرار بأمن المجتمع واستقراره ومن ضمن هذه الضوابط التي وضعها القانون ضرورة الاخطار عن التجمع أو المسيرة المزمع القيام بها.

ولم يمنع القانون سالف الذكر الاجتماعات والمسيرات والتجمعات ولكن وضع ضوابط قاصداً حماية تلك المسيرات من يد كل عابث أو فوضوي أو مخرب وذلك على النحو الآتي:

يجب على من يريد تنظيم اجتماع عام أن يخطر عنه كتابة رئيس الأمن العام قبل الاجتماع بثلاثة أيام على الأقل، وإذا وقع في الاجتماع أو في المسيرة التي تم الاخطار عنها إخلال بالأمن العام أو النظام العام أو حصل إضرار بالغير أو بالأموال العامة أو الخاصة يتحمل المتسببون في الإضرار المسئولية المدنية والجنائية.

أما إذا تم الاجتماع أو المسيرة من دون إخطار فيكون منظمو الاجتماع أو المسيرة مسئولين بالتضامن مع المتسببين عن تعويض الأضرار.

استوجب القانون ضرورة توافر ضوابط معينة في الإخطار وهي أن يبين فيه زمان ومكان وموضوع الاجتماع والغرض منه، وضرورة توقيعه من ثلاثة أشخاص كما اشترط في من يوقع الإخطار أن يكون من أهل المدينة التي سيعقد فيها الاجتماع وأن يكون معروفاً بين أهلها بحسن السمعة وأن يكون متمتعاً بحقوقه السياسية والمدنية وأن يبين كل من الموقعين على الاخطار أسماءهم وصفاتهم وصناعتهم ومحل إقامتهم ولرئيس الأمن العام أو من ينوب عنه تغيير زمان ومكان الاجتماع بناء على أي سبب يخل بالنظام العام، على أن يبلغ طالبو الاجتماع بذلك خلال يومين على الأكثر من الاخطار على ألا يتعدى التأجيل أسبوعياً.

ولا يجوز منع الاجتماع إلا إذا كان من شأنه الإخلال بالأمن والنظام العام أو حسن الآداب بسبب الغاية منه أو سبب ظروف الزمان والمكان الملابسة له أو لأي سبب خطير غير ذلك ويجوز الطعن في قرار المنع لدى القضاء.

وفي جميع الأحوال لا يجوز عقد الاجتماعات قبل الساعة السابعة صباحاً أو إستمرارها إلى ما بعد الساعة الحادية عشرة والنصف ليلاً إلا بإذن خاص من رئيس الأمن العام أو من ينوب عنه والغرض هنا هو حماية الاجتماع من ظرف الليل الذي يستغله المندسون الذين يهدفون إلى ارتكاب أعمال الشغب والتخريب.

والقانون يهدف من تنظيم الاخطار في هذه الحالة إلى استقرار الأمن حتى لا تتسبب المسيرات في تعطيل مصالح الناس وحتى لا تتحول المسيرة من سلمية إلى مسيرة غير سلمية قد يستغلها البعض في الاعتداء على رجال الأمن أو قد تستغل في أعمال الحرق والتخريب والإضرار بالممتلكات العامة والخاصة.

جزاء عدم استيفاء شروطة الإخطار:

إن ما يترتب على عدم استكمال واستيفاء شروط الإخطار هو إلغاء الإخطار واعتباره كأن لم يكن أي أن القانون يعتبر الإخطار في هذ الحالة وجوده والعدم سواء لذلك كان لزوماً علينا توضيح شروط الإخطار.

الحكمة من الإخطار:

أبدى المشروع الإصلاحي الكبير لجلالة الملك حمد حفظه الله ، اهتماما ورعاية كبيرة بحقوق الإنسان ومنها حق التجمع والتظاهر السلمي وحماية هذا الحق عن طريق التنظيم الذي لا ينال من جوهر الحق . كما يعود السبب المنطقي والواقعي من الإخطار إلى الاستعداد لتوفير الحماية الأمنية للمشاركين في التجمع وتسيير الحركة المرورية وتسهيلها ومنع الازدحام المروري والابتعاد عن الاماكن التي حظر القانون فيها التجمع كالمستشفيات والمطار والمجمعات التجارية .

وزارة الداخلية