العدد 3088 - الجمعة 18 فبراير 2011م الموافق 15 ربيع الاول 1432هـ

ثورة تونس ومصر ليست مجرد فوران في غلاية

الناشط السياسي الكيني أونيانغو زولوو:

أكد ناشط العدالة الاجتماعية والسجين السياسي السابق، الكيني أونيانغو زولوو، أن الثورة الشعبية في تونس ومصر ليست مجرد فوران في غلاية، وإنما فوز على الليبرالية الجديدة المعادية لتطلعات الشعوب من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والسلام والعيش في مجتمع أفضل. وشدد في حديثه مع وكالة «إنتر بريس سيرفس»، على أن هذه الثورة الشعبية تتوج نضالات وانتصارات وانتكاسات حدثت على مدى عقود عديدة وأسفرت عن تناقضات اجتماعية عميقة. وأعرب عن يقينه بأن تؤدي الحركات الاجتماعية إلى إنتصار مطلب التحرر الوطني في جميع أنحاء العالم، ولا سيما في إفريقيا.

«الثورات بحكم طبيعتها ليست سلعاً تخرج من مصنع ويمكن تصديرها إلى بلدان أخرى رغم أنفها. إنها ثمرة لنضال الشعوب من أجل التحرر الوطني في جميع أنحاء الشرق الأوسط وإفريقيا»، وفقاً لأونيانغو الذي أشرف على تنسيق دورة المنتدى الاجتماعي العالمي في نيروبي العام 2007.

وعن دورة المنتدي في داكار (6-11 فبراير) شرح أنها دارت حول 12 محوراً، من الكرامة والتنوع والعدالة وحقوق المرأة، إلى الاعتراف بالأقليات الجنسية وحماية البيئة والعدالة المناخية، مروراً بمكافحة الشركات متعددة الجنسيات والرأسمالية العالمية، والنضال من أجل السلام.

وبسؤاله عن تداعيات التغيير المناخي على الشعوب وكيفية معالجة القضايا الاجتماعية الناتجه عنها، أجاب لوكالة «إنتر بريس سيرفس» مشيراً إلى الوضع في بلاده كينيا، مؤكداً أن التغيير المناخي «قد أثر إلى حد كبير جداً على سبل الحياة».

وشرح أونيانغو زولوو أن إمدادات المياه مهددة بالخطر، فيما قام المضاربون الجشعون بالقضاء على غابات ومحميات طبيعية. وهنا يجازف الساسة، عاجلاً وليس آجلاً، بمواجهة إضطرابات وصراعات اجتماعية وطبقية بسبب تداعيات التغيير المناخي. وأكد أن مطلب العدالة المناخية هو جزء من مطالب العدالة الاجتماعية والسياسية الأوسع على أجندة التحول. «البشر هم جزء من البيئة، وبالتالي كل ما تقوم به أو يحدث لهم، إنما يساهم بشكل أو بآخر في في قدرة البشرية على إيجاد حلول مستدامة للتحديات التي تواجهها (الأرض الأم) جراء التغيير المناخي».

وشدد على أهمية الدور الذي لعبه التحالف الإفريقي من أجل تحقيق العدالة المناخية، أثناء دورة المنتدى الإجتماعي العالمي الأخيرة في داكار. وعن المنظمات البيئية في بلاده كينيا، قال أونيانغو زولوو إنها ما زالت في مولدها وضعيفة، بل وفي أفضل الأحوال حصل البعض منها على تمويل من الغرب، ما جعلها تابعة للوكالات المانحة في الولايات المتحدة وأوروبا.

وأكد لوكالة «إنتر بريس سيرفس» أن هناك عدة بدائل لنهج التنمية السائد، وكثير من المعرفة الأصلية التي غالباً ما تهملها وسائل الإعلام الغربية، كزخم المعرفة والتطبيق العملي في مجال الأدوية العشبية والتقليدية، وأهمية الممارسات الصحية التقليدية في التعامل مع أمراض السكري القلب والسرطان والإيدز. كذلك الأمر بالنسبة للمزارعين الإفريقيين الذين يتقنون، شأنهم في ذلك شأن الآسيويين، أساليب متفوقة للحفاظ على النظام البيئي وصيانة على البذور، على عكس عمالقة الشركات العالمية مثل «مونسانتو».

العدد 3088 - الجمعة 18 فبراير 2011م الموافق 15 ربيع الاول 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً