قالت مؤسسة بحثية مقرها الولايات المتحدة في تقرير إن فيروس «ستوكس نت» الإلكتروني ساعد على إبطاء البرنامج النووي الإيراني لكنه فشل في منع الجمهورية الإسلامية من مواصلة تخزين اليورانيوم المخصب.
وذكر معهد العلوم والأمن الدولي أنه يعتقد أن «ستوكس نت» دمر نحو ألف من أجهزة الطرد المركزي التي تستخدم في تخصيب اليورانيوم في أواخر العام 2009 وأوائل 2010 . وتمتلك إيران تسعة آلاف جهاز للطرد المركزي في منشأة نطنز للتخصيب.
وكتب ديفيد أولبرايت وبول برانان وكريستينا والروند وهم خبراء في المعهد تحليلاً بثه موقع المعهد الثلثاء الماضي وقالوا فيه إن «تأثير هذا الهجوم كان كبيراً».
وأضافوا «أزعج الإيرانيين الذين لم يعرفوا على الأرجح سبب العطل وأخر التوسع المتوقع في المنشأة كما أدى إلى استهلاك مخزون محدود من أجهزة الطرد المركزي لتحل محل الأجهزة التي دمرت».
وأوضح المعهد أن إيران اتخذت خطوات قللت على الأرجح من وقوع المزيد من الأضرار التي تنجم عن «فيروس ستوكس نت».
وأضاف التقرير أنه «على الرغم من أن ستوكس نت أخر برنامج أجهزة الطرد المركزي الإيراني في منشأة نطنز العام 2010 وأسهم في إبطاء توسعها إلا أنه لم يوقف البرنامج أو حتى يؤخر التخزين المستمر لليورانيوم منخفض التخصيب».
وقد تساعد أية انتكاسات في برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم على كسب مزيد من الوقت للجهود الرامية إلى إيجاد حل دبلوماسي لنزاع إيران مع القوى العالمية رغم محادثات أجريت في جنيف في ديسمبر/ كانون الأول وأخرى في إسطنبول الشهر الماضي فشلت في تقريب الفجوة.
ويمكن أن يستخدم اليورانيوم المخصب كوقود لتشغيل محطات الكهرباء التي تعمل بالطاقة النووية وهو الهدف المعلن من جانب إيران أو أن يصبح مادة لصنع قنابل إذا تمت معالجته لدرجة أعلى. وتتهم قوى غربية إيران بالسعي لتطوير قدرة على صنع أسلحة نووية.
ويقول خبراء في الأمن إن «ستوكس نت» الذي وصف بأنه أول صاروخ إلكتروني موجه من نوعه ربما كان محاولة من أعداء إيران لتخريب برنامجها النووي وإنه يرجح أن تكون إسرائيل أو الولايات المتحدة قد أطلقته.
وتعاني أنشطة إيران الذرية أيضاً من مشاكل تقنية تتعلق بالتصميم كما فرضت عليها عقوبات صارمة بشكل متزايد ما يزيد من صعوبة امتلاك طهران للمعدات والمواد الأخرى التي تحتاج إليها في التخصيب.
وعلى الرغم من وجود هذه المشاكل يقول دبلوماسيون وخبراء إن إيران استأنفت التخصيب بوتيرة ثابتة بعد فترة توقف قصيرة أواخر العام الماضي وإنها خزنت ما يكفي من اليورانيوم المخصب لصنع قنبلة أو قنبلتين إذا تمت معالجته لدرجة أعلى.
وقال معهد العلوم والأمن الدولي إن الهجمات الإلكترونية مثل «ستوكس نت» يرجح أن تستمر في غياب التسوية الدبلوماسية.
وأضاف التقرير «إنها توفر بديلاً للضربات العسكرية على المواقع النووية الإيرانية المعروفة وهو أسلوب ترى الغالبية أنه قد يكون غير فعال ويأتي بنتائج عكسية».
ولم تستبعد إسرائيل والولايات المتحدة شن ضربة عسكرية على إيران إذا فشلت الدبلوماسية في حل النزاع.
وبدا أن الخوف من تصاعد الخلاف إلى صراع عسكري انحسر الشهر الماضي عندما قال رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) المنتهية فترته إن إيران قد لا تمتلك سلاحاً نووياً قبل العام 2015.
لكن الرئيس الجديد للموساد أدلى بتصريحات مناقضة في وقت لاحق وقال إن العقوبات لم توقف برنامج إيران النووي وإن الجمهورية الإسلامية قد تنتج قنابل في غضون عامين.
العدد 3087 - الخميس 17 فبراير 2011م الموافق 14 ربيع الاول 1432هـ