الطريقة التي يتم فيها اختيار اللاعبين المحترفين في الدوريات المحلية المختلفة سواء كرة القدم أو السلة أو الطائرة هي أقرب إلى سوق النخاسة منها إلى الاختيار المنطقي الحقيقي، لأن الكثير من الأندية تلجأ إلى اختيارات عشوائية من بين مجموعة كبيرة من اللاعبين الذين يعرضون على هذه الأندية ما يوقعها في مطبات وفي مقالب مع كل محترف يصل إليها.
الطموح لدى أنديتنا كبير في الحصول على محترفين قادرين على تغيير المجريات ولكنهم يصطدمون بواقع مختلف من خلال محترفين أقل في الكثير من الأحيان من كفاءة لاعبيهم المحليين.
هذا الوقع يدفع إلى السؤال عن من يختار المحترفين في أنديتنا المحلية؟.
إن الطبقة التي تقوم باختيار هؤلاء اللاعبين تتنوع من بين نادي إلى آخر، لأن هناك سماسرة يبحثون عن مصالحهم في بعض الأندية وكلما تغير المحترف كلما تحصل هذا السمسار على دخل إضافي، وهناك في أندية أخرى إداريين يقومون بكل شيء ويتدخلون في مسئولية الأجهزة الفنية في عملية اختيار اللاعبين المحترفين وهو ما يؤدي إلى الكثير من الأخطاء في عملية الاختيار وبالتالي التغيير المستمر.
أيضا نوعية المحترف ترتبط بطريقة لعب الفريق، فهناك محترفون مميزون مع فريق معين ولكنهم مع فريق آخر نراهم محترفين فاشلين وهذا ليس راجع لفشل المحترف وإنما إلى طريقة لعبه الغير متناسبة مع الفريق.
الأهم في عملية الاختيار باعتقادي هي اختيار المحترف الذي يتناسب مع إمكانات وطريقة لعب الفريق وليس المحترف المميز اسما ولكنه غير متناسب تماما مع الفريق.
في كرة السلة التي أتابعها باستمرار ربما يكون هذا الموسم قد سجل رقما قياسيا في عدد المحترفين الذين تم استبدالهم فجميع الأندية المشاركة في دوري السلة قامت باستبدال محترفيها لمرة ومرتين وبعضها إلى 5 مرات باستثناء 4 أندية هي المحرق والنويدرات ومدينة عيسى والبحرين.
التغيير المستمر لا يدل على فشل المحترف بقدر ما يدل على فشل من قام بعملية الاختيار لكونه الشخص غير المناسب للمهمة.
فالأندية تعطي مهمة جلب المحترفين للأشخاص غير المناسبين في الوقت الذي يكون فيه المؤهلين بعيدين عن عملية الاختيار ولا يؤخذ رأيهم في الكثير من الأحيان.
المشكلة أن عملية الاختيار لا تتعلق فقط بالأندية الصغير وإنما هي متأصلة في الأندية الكبيرة قبل الصغيرة وباعتقادي أن بعض الأندية معذورة في اختياراتها إذا كانت لا تمتلك الفنيين القادرين على اختيار المحترف المناسب أو إذا تقاعس مدربها عن وضع المواصفات اللازمة للاعب المحترف المطلوب.
قبل أية عملية اختيار يجب أن تكون الصورة واضحة حتى يكون الاختيار منطقيا وليس عشوائيا، بمعنى أن الاختيار مبني على مواصفات علمية نابعة من حاجة الفريق الفنية بما يمكن من تحويل نقاط الضعف في هذا الفريق إلى نقاط قوة وغير ذلك فهو عمل عشوائي يعتمد في الكثير من الأحيان على الصدفة التي قد تصيب وكثيرا ما تخفق!.
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 3086 - الأربعاء 16 فبراير 2011م الموافق 13 ربيع الاول 1432هـ