أثبتت السواعد والقبضات البحرينية قوتها وقدرتها على الوصول إلى أبعد ما يمكن بعد أن تأهل فريقا الأهلي (حامل اللقب) والشباب «في مشاركته الأولى ليس في هذه البطولة وإنما خليجيا»، إلى الدور نصف النهائي من البطولة الخليجية الواحدة والثلاثين للأندية أبطال الكؤوس لكرة اليد التي تستضيفها حاليا الدوحة القطرية، بعد الأداء الجدي في مباريات الدور التمهيدي بغض النظر عن الخسارة التي تلقتها كرة اليد البحرينية الممثلة في هذه البطولة بفريقين من قبل الأهلي والشباب عندما خسر الأخير من الريان القطري ولذلك أسبابه ومسبباته.
لقد برهنت كرة اليد البحرينية أنها «ولاّدة» وقادرة على مواصلة الإنجازات طوال السنوات، على عكس من يستند على الحكام وممثليه في اللجان التنظيمية ويحقق البطولات عبر الاجتماعات التي تدار تحت الطاولة.
رأينا كيف لعب الأهلي بقتالية واضحة في مواجهة الجيش القطري، المنتخب المجمع من اللاعبين الأفارقة والأوروبيين، والذين لم يكونوا قادرين على إيقاف العنفوان البحريني، الذي تواصل مع الفريق الشبابي، في مباراتيه الأوليين، على رغم أنها المشاركة الأولى خارجيا.
ولعل الجميل والرائع في هذه المشاركة البحرينية، عدم وجود أي لاعب أجنبي مع الفريقين، على عكس المشاركات السابقة، أقلها مع الأهلي، فاعتمد الأخير والشباب على لاعبي الدوري البحريني والمنتخب الوطني، فقدموا صورة رائعة أثبتت وواصلت الأداء الجيد للمنتخب في مشاركته الأولى ببطولة كأس العالم الأخيرة.
في كل بطولة يخالجني هذا التفكير، أليس من الغريب أنْ تخرج الفرق الكويتية من دون أن تحقق بطولات وألقاب في البطولات الخليجية وهي التي تتزعم ألقاب البطولات الآسيوية، على رغم أنها تشارك في كل مرة في هذه البطولات بفريق مدعم جيدا من الأندية الكويتية، وهذه ربما سمة جيّدة يجب أن تتعلمها الأندية البحرينية التي لا نلاحظ فيها أيّ تعاون وثيق في تبادل اللاعبين، - على أقل التقادير في كرة اليد وليس هذه المرة التي حصل فيها التبادل بشكل متميز في الفريقين- إلا أنها لا تعدو كونها فريقا عاديا بحارسه ولاعب دائرته وهدافه وغيره من اللاعبين.
نتمنى أن يظهر نصف النهائي البحريني، في مستوى متميز من الفريقين، على رغم اعتقادنا بأن ما يحدث حاليا في البحرين سيكون له دور كبير في الأداء، على أننا نتمنى أن يبتعد اللاعبون من خلال هذه المباراة عن أية حالة توتر في الأعصاب، سنقف بعدها إلى جانب الفريق الذي يتأهل إلى المباراة النهائية، في مشهد تكرر مرات كثيرة في البطولات الخليجية، كدليل على قوة اليد البحرينية.
يوما بعد يوم تبرهن كرة اليد البحرينية أنها بخير وأنها قادرة على مقارعة أبطال آسيا إذا ما كانت اللعبة تدار بشكل سليم، وحتى لو لم تتمكن من الفوز بهذا اللقب فإنها على أقل التقادير وصلت إلى مرحلة لم يتوقع الكثير أن يصل إليها من لم يذهب لمعسكرات خارجية، أو من يشتري لاعبين محترفين، إلا أنه في النهاية تمكنت البحرين من الحفاظ على سمعتها كأقوى الدول الخليجية في كرة اليد ووصلت للنهائي هذه المرة أيضا، بانتظار ما ستسفر عنه المباراة النهائية التي ستكون قوية من دون شك مع أحد الأندية القطرية، والتي نتمنى أن يكون ختامها بحرينيا.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 3085 - الثلثاء 15 فبراير 2011م الموافق 12 ربيع الاول 1432هـ