شكا أحد المواطنين من استمرار انتهاء المواعيد مبكراً في مركز الكويت الصحي خلال الفترة المسائية. وقال: «أوصلت زوجتي المريضة إلى مركز الكويت في الثامنة إلا ربعاً مساءً، فتفاجأت بانتهاء المواعيد، وبعد أخذ وردٍّ مع الكتاب طلبوا منا أن ندخل إلى قسم التمريض، وفي القسم قالت الممرضة إنها لا تستطيع معالجتها لأن عليها ضغطاً كبيراً فقلت لهم «لا تحرجوني مع المسئولين»، على رغم أنه لم يكن هناك مرضى ينتظرون خارج القسم، وكان عدد المرضى في المستشفى حينها ليس كثيراً».

وأوضح «عدت إلى الكُتاب ونقلت إليهم كلام الممرضة وقلت لهم: ألم يكن الأجدر بالممرضة أن تُعاين زوجتي مبدئيّاً لمعرفة ما إذا كانت حالتها طارئة أم لا من باب الأخلاق والإنسانية؟، وطلبوا مني أن أذهب إلى مركز محمد بن جاسم كانو الصحي في مدينة حمد، وذهبت مع زوجتي، وعندما سألني الكاتب في المركز أخبرته أنني قادم من مركز الكويت الصحي فاستغرب لأنني ذهبت الساعة الثامنة، وقال لي: لديهم في مركز الكويت ثمانية أطباء فكيف تنفد مواعيدهم؟»، مردفاً أن «هذه ليست المرة الأولى التي يحولون فيها مرضاهم قبل الساعة التاسعة مساءً وقت إغلاق المركز».

وأضاف المواطن «سألت الكاتب: ماذا أفعل؟، فقال لي: أحترمك ولك الكرامة، ولكن إذا سجلتك ستنتظر ساعة ونصف الساعة حتى يأتي دورك في العاشرة والنصف بحسب المواعيد المتاحة، فهل ستنتظر؟».

وواصل زوج المريضة «سجلت زوجتي في مركز محمد بن جاسم كانو ورجعت إلى مركز الكويت أطلب لقاء المسئولة في المركز والتقيتها وأطلعتها على الموضوع فأخبرتني بأنهم لا يتدخلون في الإدارة الطبية، وأكدت لها أن هناك تلاعباً في الوقت، لأن الأطباء في الغالب لا يستغرقون مع المريض سبع دقائق ونصف التي حددتها الوزارة، بل يكون الوقت أقل للمرضى والتشخيص سريع وإذا جمعنا الوقت المتبقي فألا يمكن علاج عدد قليل من المرضى فيه؟».

وبيّن «لست الوحيد الذي واجه مشكلة نقص المواعيد مساءً في مركز الكويت الصحي، حتى أقاربي واجهوا المشكلة ذاتها، وأكدوا لي أنهم توجهوا إلى المركز أكثر من مرة وواجهوا لافتة «المواعيد انتهت»، وأنا كمواطن أراجع المركز باستمرار وعائلتي عندما نمرض. أُطالب وزارة الصحة بمحاسبة الأطباء المتسببين في هذا الوضع لأنه يؤثر على المرضى، وهناك كبار في السن لا يتحمل وضعهم الصحي أن يتم تحويلهم إلى مركز آخر».

وذكر «بعد أيام من هذه المشكلة اتصلت بمديرة إدارة المراكز الصحية سيما زينل في الوقت ذاته وتحدثت إليها، والحق يُقال لقد تعاملت مع الموقف بدرجة عالية من المسئولية والجدية واتصلت فوراً بمركز الكويت الصحي، وقالت إن هناك توجيهات بألا يرجع المرضى حتى لو نفدت المواعيد، وذلك من خلال معاينتهم في العيادة السريعة، وإن إدارتها خاطبت جميع إدارات المراكز الصحية بذلك».

وأضاف «في الوقت نفسه اتصلت بي مسئولة المركز وقالت لي: «أنا متصلة بك ليس للاعتذار، ولكن لأفهمك القانون لأن المواعيد إذا انتهت لا أستطيع أن أرسلك إلى الأطباء».

وواصل «فاتصلت مرة أخرى بمديرة المراكز الصحية وأبلغتها بما دار من حديث مع مسئولة مركز الكويت ووعدتني بأنه سيتم فتح عيادة سريعة في مركز الكويت».

وتساءل المواطن عما إذا كان الأطباء يُلزمون الممرضات والكُتاب بإعلان انتهاء المواعيد مبكراً في الفترة المسائية جراء زيادة الضغط عليهم وحاجتهم إلى وجود عدد أكبر من الأطباء؟.

من جهتها، قالت مديرة إدارة المراكز الصحية في اتصال بـ «الوسط»: «كما ذكرت سابقاً فإن الضغط على المراكز الصحية يزداد في الشتاء والوضع قد يستمر حتى يناير/ كانون الثاني 2011، والحل المؤقت لزيادة الضغط على المراكز خلال هذه الفترة من العام هو فتح عيادات سريعة في المراكز الصحية التي تعاني من ضغط كبير حتى نُغطي عدداً أكبر من المرضى المراجعين، وقد تم تطبيق هذه الفكرة في الكثير من المراكز الصحية».

وكانت مديرة إدارة المراكز الصحية ذكرت في تصريح سابق لـ «الوسط» أن أمراض الشتاء والبرد والإنفلونزا ترفع أعداد مراجعي المراكز الصحية خلال ثلاثة أشهر سنويّاً، هي: نوفمبر/ تشرين الثاني وديسمبر/ كانون الأول ويناير.

وأكدت زينل ارتفاع المعدل المعتاد سنويّا من المراجعين لمركز جدحفص الصحي على سبيل المثال من 640 مريضاً يوميّاً للفترتين الصباحية والمسائية إلى 900 مريض يوميّاً وهو ما أدى إلى نفاد المواعيد مبكراً هذه الأيام.

وكان عدد من المرضى شكوا من نفاد المواعيد في وقت مبكر في بعض المراكز الصحية؛ إذ نفدت في مركز جدحفص الصحي في بعض الأيام في الساعة العاشرة صباحاً كما نفدت في السابعة مساءً في أيام أخرى وهو ما أدى إلى تحويل الكثير من المرضى إلى مركز النعيم الصحي.