أفاد استشاري العلاج الطبيعي للعظام وإصابات الملاعب حسين ناصر بأن الجلوس على الأرض يُعتبر ضاراً للأشخاص المصابين بالتهاب أو خشونة أو تآكل في مفصل الركبة.

وأضاف «كما أنه ضار أيضا للأشخاص المصابين بمشاكل العمود الفقري ولاسيما الشد العضلي والانزلاق الغضروفي، وغير مناسب إطلاقاً لما بعد عملية تبديل مفصل الركبة أو الحوض وما بعد عمليات الانزلاق الغضروفي في الظهر».

وقال ناصر «اعتاد سكان آسيا والوطن العربي وخاصة الخليج العربي الجلوس على الأرض، وخاصة جلسة التربع، ويُمارس الناس في هذه الدول الكثير من الأنشطة اليومية في وضع الجلوس على الأرض، أو ثني كل من مفصل الحوض والركبة في أوضاع الصلاة واستخدام الحمام العربي والجلوس على مائدة الطعام، أو في المجالس والمحافل العامة؛ وإن كان التوجه في الآونة الأخيرة إلى توفير الكراسي في الأماكن العامة».

وبين «لكل مفصل مدى حركي خلقه الباري عزّ وجل لكي يُستخدم، فإذا ما أهملت مفاصل الجسم ولم يحرك أياً منها الحركة المطلوبة فإنها تفقد مرونتها، ما قد يتسبب في بعض المشاكل لاحقا».

وعن فوائد الجلوس على الأرض أوضح «الجلوس على الأرض له عدة فوائد فهو يُعطي مفاصل الجسم السفلية المرونة، كما أن الضغط على المفاصل بين فترة وأخرى أمر ضروري لتحفيز المفصل على إفراز ما يحتاجه من تغذية، علاوة على أن الجلوس على الأرض يُعطي العضلات مرونة عالية، خاصة العضلات التي تكون في حالة إطالة أثناء الجلوس على الأرض، وهذا ما نلاحظه على وتر القدم الخلقي ( TA ) الذي يكون مرناً عند الأشخاص الذين يستخدمون الحمام العربي ويعتبر أقل عرضه للإصابة».

وأضاف «كما أن الضغط المناسب يُقوّي محتويات المفصل من غضاريف وأنسجة وغيرها».

وتحدث عن سلبيات الجلوس على الأرض قائلا «يتسبب الجلوس على الأرض لفترات طويلة في الضغط على مفصل الركبة، وتقوس الظهر إلى الأمام وفقدان الانحناء الطبيعي للظهر، والذي يرى الكثير من الباحثين أنه مهم لتجنب الإصابة بآلام الظهر ومشاكل الانزلاق الغضروفي».

واستطرد «أرى أن تكرار الجلوس للصلاة له منافع كثيرة، ولا أرى أن من شأنه أن يسبب أية مشاكل سواء على المدى القريب أو البعيد، لأن الجلوس المتكرر في الصلاة (والذي قد لا يتجاوز الدقيقتين) يمنح المفصل المرونة والتغذية والصلابة ويُعطي العضلات المرونة المناسبة».

وتابع «وبالنسبة للأشخاص المصابين بمشاكل الركبة والحوض والظهر تجنب الجلوس حتى في الصلاة لما قد ينجم عنه بالنسبة لهم كمرضى من آثار، ويجب على هذه الحالات المرضية الرجوع إلى المختصين في ذلك كالأخصائي أو طبيب العلاج الطبيعي أو الطبيب الجرّاح الذي يُتابعون معه علاجهم».

ويمضي ناصر «فئة الأطفال والشباب يُنصحون بالجلوس على الأرض بين فترة و أخرى للحصول على فوائد الجلوس على الأرض، مع مراعاة عدم الإطالة في ذلك؛ بينما يتجنب من هم فوق الأربعين الجلوس على الأرض -ما عدا للصلاة- حتى لا يفقدون القدرة على القيام بذلك، ومن الوسائل المفضلة للتمتع بمفاصل سليمة هي تنويع طريقة الجلوس، أي مرة على الأرض ومرة على الكرسي، مع مزاولة التمارين الرياضية بصورة منتظمة، ويُنصح بذلك أربع مرات أسبوعياً لمدة 45 دقيقة».

وأردف «أثبتت الأبحاث قلة تآكل وخشونة مفصل الحوض عند الأشخاص الذين يجلسون على الأرض، بينما ينتشر التهاب وتآكل الحوض بين من يجلسون على الكراسي لفتراتٍ طويلة، ومن جانب آخر أثبتت الأبحاث أن التهاب وتآكل وخشونة مفصل الركبة ينتشر عند الأشخاص الذين يجلسون على الأرض، بينما يقل عند هؤلاء الذين يجلسون على الكرسي».

وختم قائلا «أود أن أذكّر أنه لابد للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في المفاصل والعضلات من الرجوع للمختصين في ذلك».