دعا وزير العدل والشئون الإسلامية والأوقاف الشيخ خالد بن علي آل خليفة الأمة الإسلامية، إلى التمسك بهويتها ومبادئها وأخلاقها المستمدة من شريعتها الغراء ودينها الحنيف الذي جاء به محمد بن عبدالله (ص)، مشدداً على أنه من دون ذلك لن تحقق مجدها وتستعيد عزها.

جاء ذلك في كلمته التي ألقاها في الحفل السنوي بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف بجامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي الذي نظمته إدارة الشئون الدينية بوزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف، مساء أمس الأول الإثنين (14 فبراير/ شباط 2011م) تحت رعاية رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة، بحضور عدد من أصحاب الفضيلة والسماحة، وعدد من رجال السلك الدبلوماسي، إضافة إلى عدد من المواطنين والمقيمين.

وتابع وزير العدل في كلمته قائلاً: «إن بعثة الرسول المصطفى (ص) كانت بمثابة المنعطف التاريخي والتحول الحضاري الإصلاحي الذي غيَّر نمط منهج الحياة على وجه الأرض، فلقد أضاءت شريعته الغراء آفاق الأرض بنور فيوضات السماء، فكان بدستوره الأخلاقي ومشروعه الإيماني وشريعته الغراء، مصدر النور والضياء، تأكيداً لأن الكون كان بأمس الحاجة لبعثته الحضارية المباركة كما حاجته لنور الشمس وضياء القمر».

وفي إشارة إلى موافقة ذكرى المولد النبوي الشريف لمناسبة ذكرى الاستفتاء على ميثاق العمل الوطني ذكر الوزير «إنه لمن يُمْنِ الطالع أن تتوافق هذه الذكرى العطرة الجليلة مع مناسبة عزيزة على نفوسنا جميعاً في مملكة البحرين، ألا وهي ذكرى الاستفتاء الشعبي الحاشد على ميثاق العمل الوطني الذي يعتبر حجر الأساس للدولة العصرية دولة المؤسسات وفصل السلطات؛ دولة القانون والحريات؛ دولة الأمن والأمان والتقدم والرخاء والاستقرار».

ولفت إلى أن عاهل البلاد أطلق دعوته الصادقة لشعبه بالمشاركة في صنع مستقبل وطنهم، فتنادوا جميعاً على اختلاف أطيافهم، ملتفين حول قيادتهم ليسجلوا أعظم صفحة حضارية في تاريخ مملكة البحرين الحديث، وها نحن اليوم نرى ذلك الأثر الجليل لهذا المشروع الوطني الرائد في كل مناحي الحياة.

وأشار إلى أن «ميثاقنا الوطني قام على أساس الوحدة الوطنية، انطلاقاً من قوله تعالى: «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا» (آل عمران: 103)، وبُنيت قواعده على أساس أن أبناء الوطن سواسية لا فرق بينهم ، فأشاع مع الوحدة ألفة ومودة وإخاء بين أبناء الوطن الواحد، فانطلقوا بسواعد قوية لإقامة دولة عصرية تنموية متحضرة قادرة على تحقيق الأمن والأمان والرخاء والاستقرار لكل من يعيش على أرضها، وذلك لقناعتهم الراسخة بأن الوحدة والتآلف والتعاون قوة تصنع المعجزات، وأن الخلاف والفرقة والتشرذم شر وضعف وهوان، قال تعالى: «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم» (الأنفال: 46)».

من جانبه ألقى الشيخ عبدالرحيم محمود المحمود كلمة بعنوان: «مولد الهدى إيذان بعصر جديد» أوضح فيها أن في مولد المصطفى (ص) بدأ عهداً جديداً يؤذن بأفول عهد الجاهلية وانحساره شيئاً فشيئاً، فقد اندك بنيانه وتصدعت أركانه وتغيرت معالم مجتمعه، فقد كانت الأصنام تسيطر في عبادتها على عقول وقلوب جميع الجاهليين، إلا من بقي على الحنيفية، ولعبت الخمر بالرؤوس واقترفت الفواحش وأكلت الميتة وسفكت الدماء ووئدت البنات بغير ذنب، وغيرها من الرذائل والفواحش والجرائم، مشيراً إلى حديث أبي إمامة الباهلي «قيل: يا رسول الله ما كان بدء أمرك؟ قال: دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى، ورأت أمي أنه خرج منها نور أضاءت منه قصور الشام».

وأضاف «إننا إذ نحتفل بمولد النبي (ص) ويحتفل معنا العالم الإسلامي ليذكرنا بأن نبدأ عهداً جديداً نحول فرقتنا إلى وحدة، وضعفنا إلى قوة لنواجه بها أعداءنا، ومن بغضاء وكراهية إلى ألفة ومحبة كمثل الجسد الواحد، ومن فساد في قطاعات مختلفة في مجتمعاتنا إلى صلاح ينتشر في أركانها وجنباتها كما حذر المولى تبارك وتعالى من ذلك فقال: «ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون» (الروم:41)».

وفي كلمة لفضيلة الشيخ صادق مرزوق الجمري بعنوان: «حقوق نبي الأمة» قال: «إن البشرية عاجزة عن تعداد أيادي نبي الأمة (ص) وحصر حقوقه، إلا أننا لابد أن نستذكر بعض تلك الحقوق، وهي بعد الإيمان بنبوته وبأنه سيد الرسل وخاتم الأنبياء: وجوب طاعته، إذ إن طاعة النبي فرض محتم على الناس كطاعة الله تعالى، وواقع الطاعة هو اتباع شريعته وتطبيق مبادئه الخالدة».

واستطرد: «من جملة حقوقه (ص) محبته، حيث اجتمع في النبي الأعظم كل ما يفرض المحبة ويدعو إلى الإعجاب، فكان نموذجاً فذاً ونمطاً فريداً بين الناس. لخص الله فيه آيات الجمال والكمال وأودع فيه أسرار الجاذبية فلا يملك المرء إزاءه إلا الحب والإجلال، وهذا ما تشهد به شخصيته المثالية وتأريخه المجيد».

القيادة تهنئ العالمين العربي والإسلامي بذكرى المولد النبوي

تبادل عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ورئيس الوزراء سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة وولي العهد نائب القائد الأعلى سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة مع إخوانهم أصحاب الجلالة والسمو والفخامة ملوك وأمراء ورؤساء الدول العربية والإسلامية ورؤساء الوزارات وأولياء العهد برقيات التهنئة بمناسبة ذكرى مولد الرسول الأكرم محمد بن عبدالله (ص)، أعربوا فيها عن أطيب تهانيهم بهذه المناسبة المباركة وتمنياتهم لهم موفور الصحة والسعادة ولدولهم وشعوبهم المزيد من التقدم والازدهار، داعين الله سبحانه وتعالى أن يعيد هذه المناسبة الكريمة على أمتنا العربية والإسلامية باليمن والخير والبركات.

إلى ذلك، رفعت هيئة شئون الإعلام بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، آيات التهاني والتبريكات إلى مقام عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وإلى رئيس الوزراء سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة وإلى ولي العهد نائب القائد الأعلى سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة سائلة المولى عز وجل أن يعيد هذه المناسبة الكريمة على جلالة الملك ورئيس الوزراء وولي العهد بموفور الصحة والسعادة وعلى وطننا العزيز بمزيد من التقدم والازدهار والرخاء وعلى الأمة العربية والإسلامية باليمن والخير والبركات.