صرح القائم بأعمال مدير عام مديرية شرطة المحافظة الشمالية في نفس هذا اليوم من الأسبوع الماضي بأن «المديرية تلقت بلاغا من غرفة المراقبة الرئيسية عن تعرض مواطن لجناية السرقة بالإكراه مساء أمس الأول (الخميس) من قبل مجموعة مجهولة بهدف السرقة».
ويقول القائم بالأعمال إن المواطن جعفر كاظم والذي يبلغ من العمر 42 عاما اعترضت طريقه سيارتان وقامتا بمحاصرته حيث نزل 3 أشخاص من إحدى السيارتين وقاموا بضربه ثم اقتادوه بسيارتهم إلى مكان غير معروف لديه بعد أن قاموا بعصب عينيه ثم انهالوا عليه ضربا حتى فقد الوعي ثم سرقوا هاتفه النقال وبعدها ألقوه خلف مجمع الهاشمي بمنطقة جدحفص، إذ تم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج».
يا لها من قصة غريبة ولا يمكن لأي عاقل أن يتصورها، فهل يُعقل بعد كل هذه العملية المنظمة والمخطط لها من قبل باستخدام سيارتين للاعتراض، وتعصيب العينين واختطاف المواطن وأخذه إلى منطقة مجهولة وضربه ضربا مبرحا كاد أن يودي بحياته مستخدمين في ذلك الهروات، وبعد ذلك إرجاعه إلى المنطقة التي اختطف منها فقط من أجل سرقة هاتفه النقال!
بالنسبة لي فإن هذه الرواية مضحكة جدا، وحتى المواطن المضروب نفسه ضحك عليها، ولم يقلها أبدا، صحيح أن المعتدين أخذوا معهم هاتفه النقال، ولكن هل من يريد أن يسرق هاتفا نقالا من شخص يفعل كل تلك العملية المخططة لها من قبل.
لو كنت أنا من سيسرق هذا المواطن، فبعد تعصيبي لعينه وتكبيل يديه، أسرق هاتفه النقال بسهولة دون أن أعتدي عليه؛ فالهدف السرقة وليس الاعتداء، ولا يحتاج الهاتف للاختطاف أبدا!
هناك من سيخرج ويتهمني بالتشكيك الدائم بروايات وزارة الداخلية، ولكن حدّثوا العاقل بما يعقل يا جماعة الخير، وابحثوا عن السبب الحقيقي وراء الاعتداء فلربما هناك أهداف أخرى وجرائم أخرى قد تحدث من جديد في هذا البلد، وحتى لا نعيش في بلد تقوم به فئة أو «ميليشيا» بترويع المواطنين وتهديدهم وضربهم الدائم ومن ثم سرقة دينار منهم أو هاتف أو ساعة لحرف مسرى التحقيق في القضية إلى «سرقة بدافع الإكراه» ولكن أي إكراه: الضرب المتعمد بقصد الإيذاء.
وزارة الداخلية معنية بحفظ سلامة المواطنين والبحث عن الجانين الحقيقيين، وحتى لا تُقيد القضية ضد مجهول، ونعيش في رعب ميليشيا سياستها «اضربْ واهربْ».
إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"العدد 2444 - الجمعة 15 مايو 2009م الموافق 20 جمادى الأولى 1430هـ