العدد 2488 - الإثنين 29 يونيو 2009م الموافق 06 رجب 1430هـ

حان الوقت لتحالف وطني حقيقي للسلام في الشرق الأوسط

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

ناقشنا أنا وزملائي فريق العمل الأميركي من أجل فلسطين ولسنوات عديدة أن أنصار حل الدولتين للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني يحتاجون لتشكيل تحالف وطني حقيقي عامل في الولايات المتحدة لدعم هذا الهدف. لقد وضع الرئيس أوباما الكثير من صدقيته ورأسماله السياسيين عرضة للمخاطرة سعيا للوصول إلى حل متفاوض عليه، وقام بشكل حاسم ومثابِر بصياغة ما يتوجب على جميع الأطراف أن تفعله لبناء قوة اندفاع باتجاه هذا الهدف. لقد تم عزل الأطراف الأكثر اهتماما خارج المنطقة، نتيجة لعقود من انعدام الثقة. ولكن حتى يتسنى إعطاء هذه الفرصة التاريخية حقها، تحتاج هاتان الجاليتان لأن تفعلا كل ما في استطاعتهما للعمل باتجاه هذا الهدف المشترك.

تاريخيا، رأى معظم الأميركيين اليهود والعرب بعضهما بعضا، وبشكل واسع من خلال عدسة مشوهة ذات منظور خاسر ورابح فقط، مفترضين أن ما هو جيد لـ(إسرائيل) هو بالضرورة سيئ للفلسطينيين والعكس صحيح. وإذا كان ذلك صحيحا في يوم من الأيام، فهو بالتأكيد ليس كذلك الآن. قد يبدو الأمر غير بديهي، ولكن لدى الإسرائيليين والفلسطينيين الحاجة نفسها، اتفاقية سلام قابلة للتطبيق ترتكز على دولتين. ويتبع ذلك أنه يتوجب على أتباعهم في الولايات المتحدة أن يكونوا قادرين على التوحد وراء قضية مشتركة في السعي وراء هذا الهدف.

لقد صرح أوباما بوضوح بأنه يتوجب على الفلسطينيين تحسين إجراءاتهم الأمنية ومحاربة التحريض، وبأن على (إسرائيل) إنهاء الاستيطان وتجنب الإجراءات التي تستبق استبعاد الدولة الفلسطينية، وبأن الدول العربية تحتاج لأن تشارك بصورة أعمق في العملية السلمية. هناك حاجة لالتزام حقيقي لهذه المبادئ على كل النواحي. قد يكرر أنصار (إسرائيل) ما هو مطلوب من الفلسطينيين والدول العربية، ولكنهم لا يستطيعون البقاء صامتين حيال التزامات (إسرائيل). قد يصر أنصار فلسطين على أن تحقق (إسرائيل) التزاماتها ضمن خريطة الطريق، ولكنهم لا يستطيعون تجاهل المسئوليات الفلسطينية المماثلة. يتوجب على هؤلاء الذين يملكون علاقات مؤثرة مع الحكومات العربية أن يضغطوا بشكل مماثل عليها لتفعل كل ما بوسعها لدعم مبادرة الرئيس واستغلال هذه الفرصة التاريخية غير الاعتيادية.

لا يستطيع الأميركيون اليهود والعرب أن يسمحوا لخلافاتهم الماضية وتنافسهم التاريخي أن يعيق ما أصبح بوضوح ضرورة مشتركة. يجب التخلص من الإجحافات القديمة والمنظور الخاطئ إذا أردنا لعب الدور المطلوب منا. لا تملك مجموعات أخرى في الولايات المتحدة روابط أقوى وأعمق أو تواصل أقوى أو فهما أكثر ذكاء ومعرفة بالتاريخ ووجهات النظر اللذين يحفزان كلا الطرفين في النزاع، أكثر من الأميركيين اليهود والعرب. لا نستطيع ترك ذلك كله للحكومة فقط.

لقد ترك تاريخ العداء والتغريب بين جاليتي الأميركيين العرب واليهود ندوبا عميقة ولكن يجب تركها للماضي والانتقال إلى ما بعدها. يستطيع الصادقون المسئولون في كل من الجاليتين أن يثبتوا نواياهم البنّاءة من خلال مكافحة من حولهم، الذين يعارضون السلام ويستمرون في الدفاع عن الرفض والعنف والاحتلال والنزاع، بهمة ونشاط.

يبقى العديد من اليهود الأميركيين شكاكين من أن مساندة العرب والأميركيين العرب من أجل اتفاقية سلام ترتكز على الدولتين هو مجرد الخطوة الأولى في «خطة من مراحل»، تهدف في نهاية المطاف إلى تدمير (إسرائيل). وبالمثل، هناك العديد من العرب الأميركيين الذين لم يتم بعد إقناعهم بأن الإسرائيليين من أنصارهم الذين يقولون إنهم يفضلون المفاوضات السلمية لا يحاولون فقط شراء الوقت لبناء المزيد من المستوطنات وترسيخ الاحتلال حتى لا يمكن في المستقبل إنشاء دولة فلسطينية. يقنّع عدم الثقة المتبادل حقيقة أن معظم أفراد الجاليتين يقومون بصياغة الهدف نفسه. وهم متأكدون من صدقهم، ولكنهم شكّاكون إلى أبعد الحدود من حيث نوايا هؤلاء على الطرف الآخر من الصدع. بدلا من الافتراض منذ البداية بأن الطرف الآخر يلعب نوعا من اللعبة المنمّقة من الخداع، من المؤكد أنه من المنطقي أكثر اختبار الوضع ورؤية ما إذا كان من غير الممكن أنه بسبب أن للإسرائيليين والفلسطينيين متطلبات متماثلة فإن أصدقاءهم في الولايات المتحدة يستطيعون بصدق أن يعملوا معا في ذلك الاتجاه.

من الضروري بالطبع قياس مدى صدق كل طرف من قبل الطرف الآخر. ولكن ذلك لا يتم إلا من خلال مشاركة نشطة وجهود حثيثة لتشكيل تحالف جاد يعتمد على المصالح المشتركة. ولكن ليس من الضروري أو المعين أن نحاول تحليل النوايا والحوافز المتعارضة أو الإصرار على أن تصبح الطروحات متناغمة. يجب الفهم منذ البداية أنه تماما كما يتطلب الإسرائيليون والفلسطينيون نفس اتفاقية السلام، كل لأهدافه الخاصة، سوف يكون لأصدقائهم ومسانديهم في الولايات المتحدة حوافز مختلفة جدا للانضمام إلى تحالف وطني دعما لاتفاقية الدولتين. واحد من أعظم فضائل حل الدولتين هو أنه لا يتطلب في الواقع من الإسرائيليين والفلسطينيين تسوية طروحاتهم. يستطيع كل مجتمع أن يعيش في دولته مع أقليات داخلية، وتشكيل مجتمعه حسب فهمه واحتياجاته وضروراته.

وبما أن الرئيس أوباما نادى بالمزيد من الإجراءات الراسخة لتحقيق السلام، يجب ألا نضاعف من جهودنا للامتداد والحوار فحسب. يتوجب على المنظمات والأفراد المسئولين أن يعملوا على تطوير مشاريع مشتركة وتصريحات وجهود سعيا وراء السلام ولدعم مبادرات الرئيس. لقد حان الوقت لأن يفكر الأميركيون العرب واليهود في التيار الرئيس وذوي الأهمية السياسية الأكبر بمبادئ تستطيع تشكيل تحالف قوي وفاعل لاتفاقية دولتين في الشرق الأوسط. يتوجب اشتمال المنظمات الدينية وغيرها الموجهة نحو السلام والمؤسسات التي لها مصالح في السلام في الشرق الأوسط في هذه الجهود منذ بروز الفرص المبكرة.

يأتي إلحاح وعمق تأكيد الرئيس أوباما السياسي والدبلوماسي على بناء قوة الاندفاع نحو السلام بفرصة مميزة وقد تكون فريدة، وربما أخيرة للأميركيين العرب واليهود الذين يقولون إنهم يريدون السلام في الشرق الأوسط بناء على اتفاقية الدولتين، لكي يبدأوا العمل الجاد معا لتحقيق هذه النتيجة. يقوم الرئيس بدوره، والأمر عائد اليوم إلينا جميعا، نحن الذين نتفق معه، لنقوم بدورنا.

زميل رئيسي في فريق العمل الأميركي من أجل فلسطين في واشنطن، والمقال ينشر بالاتفاق مع خدمة Common Ground الإخبارية.*

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 2488 - الإثنين 29 يونيو 2009م الموافق 06 رجب 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً