أكد وزير شئون النفط والغاز، رئيس الهيئة الوطنية للنفط والغاز، عبدالحسين ميرزا، أن مشروع التنقيب عن الغاز الطبيعي في الطبقات العميقة من حقل البحرين هو من المشاريع الحيوية في مجال الغاز وهو يأتي تمشياً مع اهتمامات وتوجيهات قيادة مملكة البحرين لتوفير الاحتياجات المحلية من الطاقة (الغاز) والسعي إلى القيام بعمليات استكشافية مكثفة للبحث عن الغاز لمستويات عميقة باستخدام أحدث التقنيات.
وبين ميرزا، أن الهيئة قد أجرت التقييم المالي والفني للعطاءات المتسلمة لمشروع الغاز العميق وبعد موافقة مجلس المناقصات واستكمال جميع الإجراءات، فقد وقعت الهيئة الوطنية للنفط والغاز في 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2010 الاتفاقية الإطارية لمشروع الغاز العميق في الطبقات العميقة لحقل البحرين مع شركة أوكسيدنتال الأميركية. وبعد استكمال جميع المفاوضات والإجراءات المتبعة في مثل هذه الحالات، فقد تم توقيع اتفاقية المشاركة في الإنتاج والتنقيب عن الغاز العميق يوم الخميس (10 فبراير/شباط 2010) بين الهيئة الوطنية للنفط والغاز وشركة أوكسيدنتال الأميركية. وسيتم عرض الاتفاقية على مجلسي الشورى والنواب للنظر فيها بحسب المتطلبات الدستورية.
وأوضح وزير شئون النفط والغاز رئيس الهيئة، أن الهيئة الوطنية للنفط والغاز تتبنى سياسة «الانفتاح والشفافية» في جذب الاستثمارات في قطاع الطاقة؛ ما يتيح نقل المعرفة والخبرة وبناء موارد وطنية للمواد الهيدروكربونية.
هذا وستبدأ المرحلة الأولى من الاستكشاف في هذا المشروع الجديد للاستكشاف عن الغاز العميق بإجراء دراسات جيولوجية وجيوفيزيائية وهندسية لتحليل المكامن التي تشكل الغاز العميق المحتمل في مملكة البحرين ولترشيد عمليات الحفر والاختبار، وسيتبع ذلك حفر ثلاث آبار استكشافية إلى عمق يزيد على 18.000 قدم، وبئر رابعة في المرحلة الثانية من الاستكشاف. وأضاف الوزير أنه وبموجب خبرتنا مع شركة أوكسيدنتال من خلال عملنا معهم في مشروع تطوير حقل البحرين، فإننا نتوقع من الشركة لا مجرد الالتزام بروح الاتفاقية بل كذلك التفوق على الأهداف التي وضعتها الهيئة لبرنامج استكشاف غاز الطبقات العميقة.
ومع تقدم التقنية والتوصل إلى طرق جديدة لاستخراج الموارد الأرضية وتطور استعمال الغاز الطبيعي، فإن احتمال موارد الغاز العميق أصبح ممكناً، لأن هذا النوع من الغاز غير التقليدي يكتسب أهمية متنامية على الدوام كغاز مكمل (للغاز التقليدي) وخاصة مع تزايد الطلب على الغاز محلياً لإمداد مشاريع التوسعة في الشركات الوطنية مثل بابكو وألبا وجيبك على سبيل المثال.
وخلال السنتين الماضيتين، ساهم هذا النوع من الغاز غير التقليدي وخاصة المحشور منه في التكوينات الرملية (الغاز الحجري Shale Gas) والسجيلية في تغيير نمط إنتاج الغاز وتنبؤات إمداداته في المستقبل. لقد زاد حجم الغاز المحشور والسجيلي في تعزيز تأمين الحاجة إليه في أميركا الشمالية. والحقائق تتحدث عن نفسها، فقبل بضع سنين كان الافتراض بأن إنتاج الغاز في أميركا الشمالية سينضب وبدلاً من النضوب نرى اليوم بأن الإنتاج قد زاد زيادة كبيرة؛ ما كان له الأثر البنيوي الواضح على الأسعار في تجارة الغاز العالمية.
يذكر، أن الغاز الطبيعي العميق كما يستدل من اسمه هو الغاز الطبيعي الموجود في طبقات جيولوجية عميقة بباطن الأرض يتجاوز عمقها عمليات الحفر التقليدي، ويبعد عن سطح الأرض عادة بنحو 15,000 ألف قدم أو أكثر، وهو أعمق من مكامن الغاز التقليدية التي لا تبعد عن سطح الأرض سوى بضعة آلاف من الأقدام.
وقد أصبح الغاز العميق في السنوات الأخيرة من الناحية الفنية قريباً من الغاز التقليدي بسبب تقدم وسائل الحفر العميق والاستكشاف والاستخراج؛ الأمر الذي جعل الحفر لاستكشاف الغاز العميق واستخراجه عملية اقتصادية، ولكن من الناحية التجارية لايزال الغاز العميق أكثر كلفة في الإنتاج من الغاز الطبيعي التقليدي. ولذلك لابد أن تكون الظروف الاقتصادية مواتية بحيث تكون عملية استخراجه من هذه الأعماق مربحة ومجزية.
ولعل الدافع لاكتشاف احتياطيات جديدة للمحافظة على مستويات الإنتاج هو الذي يجر شركات النفط إلى العمل في طبقات تسودها التحديات؛ إذ توجد المواد الهيدروكربونية في أماكن أعمق ومحاطة بأنماط جيولوجية معقدة. ومع التوجه نحو التركيز على الاستكشاف والإنتاج في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهي منطقة تنطوي على كثير من التحديات بوجود طبقات ضيقة في مياه عميقة، تصبح التقنية أكثر أهمية.
وقد تمكنت شركات النفط العالمية وشركات النفط الوطنية بفضل التقنيات الجديدة في المسح الزلزالي والحفر والإنتاج من هندسة خطط معقدة لاستهداف طبقات يزيد عمقها على كيلومترين، كان بعضها طبقات غاية في الصعوبة قبل عشر سنوات، وأصبح الآن بإمكان حفر آبار على عمق ثلاثة كيلومترات. كما أن تقنيات نظم الإنتاج والمسح الزلزالي ثلاثي الأبعاد ووسائل الحفر واستكمال الآبار المتطورة، عززت جميعها الجدوى الاقتصادية لاستكشاف وإنتاج الغاز العميق.
ولاتزال منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا غنية بكثير من النفط والغاز الغير تقليدي، وكلما ازداد النمو الاقتصادي في العالم أصبحت الحاجة أكثر إلحاحاً للحفر لاستخراج الغاز العميق
العدد 3082 - السبت 12 فبراير 2011م الموافق 09 ربيع الاول 1432هـ
...
والله زين تحفرون الى الغاز الطبيعي ، وتحصلونه . بهندسة غير مضرة . وشكرا .
في امان الله .
^_^