من المعروف في أغلب الأندية إن لم يكن جميعها، أن يتم اختيار المحترفين لتمثيل إحدى ألعابهم يأتي من اختيار الجهاز الفني، وبعدها تتم مناقشة الموضوع بين الجهاز الفني والإداري، ولكن في الوضع الحالي اختلفت الأمور كثيراً، فالإداري أو رئيس اللعبة هو من يقوم باختيار المحترف!

أبسط الأمثلة على طرحي في الأعلى، هناك ناد خارج العاصمة لن أذكر اسمه ولكن سيعرفون أنفسهم كالمثال القائل «إللي على راسه ريشة يتحسسها»، جاءت إدارته باتفاق كاسح من الجمعية العمومية التي أنتخبت قائمة الرئيس الذي جاء بالتزكية، وعلى رغم أن الشارع الرياضي والمحبين لهذا النادي تفاءلوا خيراً بقدوم هؤلاء الأعضاء لكن عطاءهم كان عكس ما يتمناه الجميع، فالتفكك كان واضح ناهيك عن الاستقالات المتكررة التي تقدم بها عدة أعضاء وافق مجلس الإدارة على بعضها ولح على الأخرى بعودة مقدميها.

وبالعودة لصلب الموضوع، تصور عزيزي القارئ أن لعبة جماعية في هذا النادي عاشت فترة من الشفقة على رغم أن الجميع كان يراهن بقوتها، فلم تستقر على محترف واحد لتمثيل الفريق وبكل تأكيد فإنه حق مشروع باستبدال المحترف ولكن ليس بهذه الصورة العشوائية التي لا ترضي الصغير قبل الكبير والنتيجة من التخبط الإداري النتائج المتردية لهذه اللعبة، فأي استقرار تريده الإدارة في الفريق وأية بطولة تريدها!

أما الحديث عن اختيار المحترف فحدث بلا حرج، فهذا الأمر يحدث بسرية تامة بين بعض (أكرر بعض) أعضاء مجلس الإدارة، ويتشاورون ويتناقشون عن المحترف الذي سيجلبونه، وطبعاً المدرب لا يعلم بكل ما يحدث من حوله ويتفاجأ باليوم الثاني أن المحترف السابق قد استبدل بمحترف جديد وتعود الحكاية لبدايتها باستبدال المحترف الثاني بمحترف ثالث، أليس هذا تخبطا بأم عينه، أم أنه جاء بدراسة علمية جاءت من بعض الإداريين الذين يدعون الحنكة، فالأيام السابقة جلب هؤلاء الأشخاص (أي الإداريين) محترفا جديدا لتمثيل الفريق في مشواره المقبل لكن النتيجة جاءت عكس ما يتصورونه ويدور الحديث الآن عن تغييره وجلب محترف آخر، وأعتقد أن الحكاية أصبحت كالمسلسلات المكسيكية التي تصل لعدة حلقات و»يتعب» المتفرج عليها بسبب كثرتها.

وبعيداً عن اختيار المحترفين، في حال ابتعاد أحد الأعضاء وجلب عضو آخر لابد أن يتم تدوير المناصب باختيار الرجل المناسب في المكان المناسب، فمن غير المعقول اختيار عضو لاستلام منصب أعلى منه بكثير ولا يمكنه التعامل بطريقة احترافية مع الآخرين، فأين الاستقرار الذي تدعيه هذه الإدارة وهي لا تجيد أبسط الأمور اختيار الأعضاء الأكفاء في بعض المناصب.

أخيراً... نقطة أخرى لابد أن تتبلور لدى هذه الإدارة، دعوا الفرق تعمل بصمت، ففي حال ابتعادكم عن التخبطات التي تعملونها سترون الفريق عالي العال، فالسبب الرئيسي في النتائج التي تحققها فرقكم هو أنتم، فلا تدعون الاستقرار والتطوير وأنتم بعيدون عنه، فالواقع يقول غير ذلك، والأفضل أن تصححوا تخبطاتكم قبل التوجه لتصحيح أوضاع الفريق، فالأمر أصبح مضحكا بقراراتكم الغريبة والعجيبة وأقول لكم أنكم أدخلتم أنفسكم التاريخ من أوسع أبوابه كونكم أعطيتم البعض حقا أعلى منه. وأجزم بأن حديثي لن يعجبكم لأنكم تحبون «الشو» وكلام غير الواقع، و»اللبيب بالإشارة يفهم»!