العدد 3080 - الخميس 10 فبراير 2011م الموافق 07 ربيع الاول 1432هـ

الاعلام الرسمي المصري يلهث للحاق بالثورة

 في الصباح كان يجري مقابلات مع ضيوف ينددون بالمحتجين المعارضين للرئيس حسني مبارك ويصفونهم بأنهم عملاء لايران. وفي المساء عرض ملصقا يدعو صراحة لسقوط النظام الحاكم.
هذا التحول جاء من جانب التلفزيون الرسمي في يوم واحد في وقت سابق من الاسبوع الجاري ليشير الى تحول أوسع بشأن الانتفاضة الشعبية.
ومع اكتساب الانتفاضة المناهضة للفقر والفساد والقمع الذي تميز به حكم مبارك على مدى 30 عاما قوة دفع راى مسؤولو الاعلام المصري والعاملون به انه من الانسب تغيير لهجتهم.
قد يفيدهم ذلك في ضمان مستقبلهم اذا سارت الثورة الديمقراطية بشكل سليم وأطاحت بمبارك وحاشيته التي استخدمت الاعلام كجزء من الياتها لبسط السيطرة لوقت طويل.
وقال أحد المحتجين ويدعى احمد عبد الباسط (25 عاما) ويقف أمام مبنى الاذاعة والتلفزيون الذي يخضع لحماية مشددة من قبل الجيش بوسط القاهرة "الاعلام الرسمي ربما يكون غير لهجته ولكن بعد فوات الاوان ولا افهم لماذا يعتقدون انهم هناك لحماية الرئيس وليس البلاد."
وادرك الجيش المصري أهمية الاعلام عندما استولى على السلطة في عام 1952 وكان الرئيس الراحل انور السادات هو من أعلن الثورة عبر الاذاعة.
وللاعلام الرسمي الذي يوظف 46 الف شخص في مبنى الاذاعة والتلفزيون بالقاهرة وحده اكثر من عشر قنوات ارضية وفضائية والعديد من المحطات الاذاعية واكثر من عشرين صحيفة ومجلة.
ومنذ بدأت الانتفاضة ضد مبارك يوم 25 يناير كانون الثاني حاول التلفزيون المصري خوض معركة خاسرة ضد رأي الجماهير.
وأدانت وكالة أنباء الشرق الاوسط الرسمية المظاهرات في البداية ووصفت القائمين بها بالمخربين.
وبعد خطاب مبارك في الاول من فبراير شباط قالت الوكالة إن المسيرات الاحتجاجية جاءت بتوجيه خارجي وقالت إن حزب الله اللبناني وحركة المقاومة الاسلامية حماس لهما أشخاص داخل المشهد في مصر وكذا مصريون لهم "جداول أعمال خاصة".
في الوقت ذاته تم تصوير الذين شاركوا في الايام الاولي من المظاهرات بأنهم شرفاء ونبلاء لهم مطالب مشروعة تدعو للاصلاح فيما وصف بأنه "ثورة 25 يناير" على النقيض من هؤلاء الذين بقوا في الشوارع وطالبوا برحيل مبارك.
وفي مرحلة من المراحل حاول مقدمو البرامج بالتلفزيون الرسمي المصري السخرية من المتظاهرين وقالوا إنهم حصلوا على وجبات من محال أطعمة سريعة شهيرة لها فروع في ميدان التحرير على الرغم من أن معظم تلك الفروع إن لم تكن جميعها كانت مغلقة.
وفي أجواء احتفالية بالميدان سخر المتظاهرون من الهجوم عليهم. وفي بعض المشاهد سار بعض المحتجين حاملين مدونات كبيرة كتب عليها عبارة "صاحب أجندة" أو قضموا شطائر أمام كاميرات قنوات تلفزيونية عربية الشهيرة.
وبنهاية الاسبوع ظهر على قنوات التلفزيون المصري محتجون من ميدان التحرير سمح لهم بالتعبير عن مطالبهم لمبارك بالتنحي لكنهم تعرضوا لضغوط لقبول تنازلاته والمساعدة في إعادة البلاد لطبيعتها.
وقال باسم فتحي وهو احد المحتجين الشبان في أحد تلك البرامج "نحن لا نريد أن نفكك الدولة مشكلتنا هو من يتولى الرئاسة...لم نريد مزيدا من تلك العقلية التي تقول "هذا خطأ انتم مجرد عيال (صبية صغار) فهذه هي وسيلة لابقاء المستبدين في أماكنهم."
وشهدت الصحف القومية هذا الاسبوع تحولا كبيرا عندما بدأت في الاشادة بالثورة المستمرة التي يقوم بها الاف الشبان الذين احتشدوا في ميدان التحرير.
وقال أحمد موسى مدير تحرير صحيفة الاهرام إنهم مهددون بفقدان المصداقية وأنه ليس من الخطأ إعادة النظر في الحسابات. وأضاف أنهم يحاولون تحاشي أن يسجل التاريخ أنهم كانوا يقولون شيئا وباقي الناس يقولون شيئا أخر.
وامتنع كثير من مذيعي التلفزيون الرسمي المصري عن العمل وتمردأعضاء من نقابة الصحفيين على رئيس نقابتهم مكرم محمد احمد المدعوم من مبارك والذي اعلن أمس الخميس أنه "في إجازة مفتوحة".
 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 12 | 3:17 م

      شوية ذكاء

      المشكله في هؤلاء الاعلاميين انهم اغبياء حتى لو كنت مطبل ومزمر لصاحب لقمة عيشك ولست صاحب مبدأ
      وانك برعماتي وابن برغماتية كان بامكان هؤلاء الاعلاميين ان يختفو قليلا من المشهد وبعدها يعودون يدافعون عن النظام السبق قليلا وبتحولوا بالتدريج الى ركوب التيار الجديد وبذلك لا يبدون بصورة فاضحة انهم منافقون وكذابون ، النظم الاستبدادية دائما تكون هي ومن حولها اغبياء وجهله

    • زائر 11 | 3:34 م

      مصر وتونس , ونحنُ لسنا استثناء عنهم !

      إلى جميع الطبالة الذي لا يرون من النظام الا البياض ومن المعارضة والشباب المطالب بابسط حقوقة الا السواد والعبارات المشروخة المستخدمة من قبل جميع الانظمة القمعية الا وهي " الولاء للخارج" " والدعم الخارجي" " والايدي الخفية"
      كفاكم كفاكم
      قبل ان ياتي اليوم الذي لا ينفع الندم فيه

    • زائر 10 | 3:25 م

      سبحان مغير الاحوال

      هههههه

    • زائر 9 | 3:24 م

      النفاق ثم النفاق

      صفة مستفحلة في أتباع النظام سواء نظام مبارك أم غيره من النظم
      الإعلام المصري كان ينادي مبارك إلى ما قبل تنحيه بــ "الرئيس مبارك" وبمجرد إعلانه للتنحي أصبح فقط "مبارك" وأخذ يطبل في أن مصر دخلت مرحلة جديدة ويبارك للشعب هذا الإنجاز وأخذ يبث الأغاني ابتهاجا وفرحا بسقوطه!!
      نفاق في نفاق

    • زائر 7 | 3:15 م

      ههههههههه

      النفاق و ما يسوي

    • زائر 6 | 2:34 م

      بسم الله الرحمن الرحيم

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      اشكر جريدة الوسط على هذا الموضوع الجميل وأنا بدوري أوجهه نيابة عنكم وبعد أذنكم الى أعلامنا العتيد
      .................أعتبروا يا أولي الأبصار

    • زائر 5 | 1:18 م

      وراء الغالب

      المثل يقول انا مع الغالب وفي ناس تمشي ورا مصلحتها وبس

    • زائر 4 | 12:57 م

      تليفزيون رسمى

      وهذا هو ديدن التلفزيونات الرسمية التى لا شغل لها ولا مشغلة الا المدح والاشادة بانجازات الزعيم والتغنى ببطولاته وحنكته السياسية اللامتناهية ونظرته الثاقبة والخارقة ولولا يخجلون لقالو انه يحي ويميت بيده الخير وهو على كل شىء قدير

    • زائر 3 | 12:40 م

      الرصاصي

      مساكين والله معذورين هم خايفين على لقمة عيشهم استغربت من عددهم 46 ألف مرة وحدة ماشاءالله وما قدروا رغم الاضاليل والاشاعات وكل الكذب لي بثوه على شاشاتهم ما قدروا يغيرون من ارادة الشعب ولا احد في العالم صدق اكاذيبهم ولا ننسى بأن لا احد في الكون قادر على الوقوف ضد إرادة الله عز وجل مهما وهذه هي سنة الحياة ( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام )

    • زائر 2 | 12:37 م

      هذا درس للي يطبل وراه الطبالة من الحكام العملاء

      كل الطبالة ابواق الانظمة منافقين
      كله نفاق في نفاق

    • زائر 1 | 12:36 م

      متابع لجميع المحطات

      شهادة حق التلفزيون المصري كان مضلل في البداية فعلاً ولاحظت انه تغير من فترة يومين بعد لاقى انتقادات لاذعة

اقرأ ايضاً