أول ما دخلت صالة نادي الريان (أمس)، لفت انتباهي صورة عملاقة مثبتة على المدرج المقابل للمنصة الرئيسية ولا أدري إذا ما كانت الصورة قد ظهرت خلال النقل التلفزيوني المباشر لمن تابع المباراة أم لا، فهي صورة جماعية يتوسطها الأب الروحي لكرة اليد الريانية علي بن سعيد وحوله من خدم كرة اليد بالنادي طوال تاريخه المليء بالإنجازات.
كم هي لفتة جميلة ومعبرة لأولئك الذين خدموا اللعبة في النادي، وكم سيسعد هؤلاء لما يروا بأن ما قدموه في تلك السنوات محل تقدير إدارة النادي، وكم سيرسم ذلك بسمة على محيا هؤلاء لما يشار لهم بالبنان أمام الجيل الحالي، أليس إننا في الرياضة البحرينية وليس لعبة كرة اليد فقط بحاجة لمن يقول لأبناء الجيل الحالي بأن فلان وفلان كان له دور في اللعبة وله دور في بناء اللعبة ووصولها لما وصلت إليه اليوم.
أقترح على اللجنة الأولمبية البحرينية أن تتبنى مشروع وفاء لكل من خدم الرياضة البحرينية وقدم لها وأسهم فيها إسهامات معروفة، فهذا مشروع رائد ولو مضت فيه اللجنة الأولمبية وبرعاية رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة سيكون سابقة تستحق الإشادة والإشارة لها بالبنان، يقال لا خير في أمة لا تحيي ذكرى شهدائها، وأقول لا خير في رياضة لا تقدر من خدمها.
بالتأكيد لا خير في رياضة لا تقدر تاريخ لاعب خدم كرة اليد البحرينية بكل ما يملك وحتى الآن لا يتأخر في تلبية نداء النادي أو الوطن، وهو محمد أحمد على سبيل المثال، وأطرحه كمثل كوني متابعا للعبة وقد يكون لبقية الألعاب أسماء كقيمة محمد أحمد انتهت أو شارفت على الانتهاء من دون أن تحصل على التكريم اللائق، فلنا أن نتصور أن (العميد) منذ أكثر من 5 سنوات يبحث عمن يقيم له حفل اعتزال.
محمد أحمد مثال، واليوم الرياضة البحرينية مقبلة على توديع رموز لها وجودها ولها قيمتها العالية، كإمبراطور كرة اليد البحرينية سعيد جوهر، سهم كرة القدم الملتهب سلمان عيسى، وكعملاق كرة السلة البحرينية نوح نجف الذي توقف منذ موسم، فهل سيتركون اللعب من دون التكريم اللائق والتقدير المستحق لإسهاماتهم للرياضة طوال العقدين الماضيين، (بالتأكيد هو ظلم).
غزل (اللجنة الأولمبية) لمنتخب اليد
انتقدت اللجنة الأولمبية البحرينية كثيرا، على تعاملها مع منتخبنا الوطني الأول لكرة اليد، وقبلها المؤسسة العامة للشباب والرياضة على ملف العاطلين وملفات أخرى تخص كرة اليد بكل جوانبها، وعندما أنتقد فليس من أجل الانتقاد وفرد (العضلات)، فأنا لم أتعلم الصحافة هكذا.
عموما، الشيء الذي تستحق اللجنة الأولمبية أن تنتقد عليه تنتقد وبوضوح، والشيء الذي تستحق عليه الشكر والتقدير لابد وأن تشكر، فما قامت به اللجنة الأولمبية من إقامة حفل تكريم لما قدمه المنتخب في كأس العالم بحضور الشيخ خالد بن عبدالله عملا مميزا، وإعلان مشاركة المنتخب في دورة الألعاب العربية نتيجة لما قدمه في المونديال تقديرا مستحقا.
وأما أن يحظى المنتخب بشرف اللعب في ختام دورة الألعاب الخليجية التي ستقام في البحرين في أبريل/ نيسان المقبل إيمانا بأن كرة اليد لعبة الإنجازات تقدير ما بعده تقدير، يستوجب ردة فعل إيجابية من لاعبي المنتخب الوطني، وأنا على ثقة بأنهم جديرون بتحمل هذه المسئولية الكبيرة وقادرون على الوفاء.
آخر السطور
بالأمس حقق الشباب فوزا تاريخيا على العربي الكويتي في أول بطولة خارجية له، واليوم كل الأماني بالتوفيق للأهلي أمام الشباب الإماراتي، وغدا أتطلع كما يتطلع مجتمع كرة اليد البحرينية والمسئولين لأن يكون النهائي بحرينيا.
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 3080 - الخميس 10 فبراير 2011م الموافق 07 ربيع الاول 1432هـ