زيارة سمو ولي العهد إلى تركيا يوم الأربعاء (8 فبراير/ شباط 2011) تعتبر تاريخية لأنه ذهب إلى واحدة من البلدان الإسلامية الصاعدة على المستويين السياسي والاقتصادي، ولأن الزيارة تزامنت مع اندلاع ثورة الشباب في مصر. المؤتمر الصحافي الذي عقد في العاصمة التركية (أنقرة) وتحدث فيه كل من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، كان من المفترض أن يركز على العلاقات الثنائية بين البلدين، ولاسيما أن أردوغان قال خلال المؤتمر إنه سيسمح بسؤالين فقط، أحدهما لصحافي بحريني والآخر لصحافي تركي.
أحد الصحافيين الأتراك سأل عن رأي القائدين البحريني والتركي عن الوضع المصري، وفيما إذا كان هذا يمثل حالة من «الدمينو» تتساقط خلاله الأنظمة العربية واحداً تلو الآخر. وللحقيقة فقد أوقفت الكتابة عندما تحدث أردوغان لأنني أعرف ما سيقوله من تصريحات جريئة وبدأت أستعد لما سيقوله سمو ولي العهد، لأنها ستكون المرة الأولى التي يعلق فيها على ما يجري في مصر. ولن أخفي فرحتي وإعجابي بما قاله ولي العهد الذي تحدث كإنسان يشعر بما يجري على أرض الواقع، وقال إن ما حققه الشباب في مصر في 15 يوماً لم يتحقق على مدى 30 أو 50 عاماً، وقال إن شخصاً مثل وائل غنيم (الذي صمم موقع الفيسبوك الداعي لخروج التظاهرات المليونية في 25 يناير/ كانون الثاني 2011) وصف ما دفعه إلى القيام بما قام به هو «حبه لوطنه»... منوهاً إلى أن الرسالة وصلت إلى القيادة المصرية التي استجابت لما جرى من أحداث.
لن أعيد ذكر ما نشر أمس من تصريحات لولي العهد، ولكني أود الإشارة إلى أن المصارحة أثناء التحدث عن القضايا الحساسة تعتبر أفضل وسيلة لإثبات الريادة الميدانية والإقدام في العمل السياسي الذي يتطلب إعادة التفكير في مجريات الأمور لكي لا تسبق الأحداث السياسات بما يأتي بنتائج سلبية في وقت لاحق.
الحديث مع الوزراء والمسئولين وأصحاب الأعمال الذين صاحبوا ولي العهد في رحلته إلى تركيا يوضح أن الهم البحريني مشترك، وأن الجميع يستشعر ويتفاعل مع الأحداث الإقليمية والتطورات العالمية، والجميع يؤمن بأن خير البحرين في تعاضد أهلها نحو الإصلاح الذي يشمل الجانب السياسي والجانب الاقتصادي والجانب الاجتماعي المشتمل على إصلاح ذات البين.
إننا نقترب من الذكرى العاشرة للتصويت على ميثاق العمل الوطني، وهذه مناسبة وطنية لإصلاح ذات البين وألا نفسح المجال لمن يود رؤية البحرين في حال دون المستوى المطلوب. إن هناك نوايا حسنة من كل جانب وعلينا أن نثق بأنفسنا.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 3079 - الأربعاء 09 فبراير 2011م الموافق 06 ربيع الاول 1432هـ
الوقاية خير من العلاج اليس كذلك ياحكماء ؟؟؟؟
الوقاية خير من العلاج يا سادة ياكرام اليس كذلك وهذا نهج الحكماء ....
تحياتي يا دكتور
الصراحة خوش كلام تسلام يداك يا دكتوووووووووووووور.
أكثر من رائع
مقال أكثر من رائع، سلمت يداك، لابد من تلاحمنا جميعا ً كشعب مع قيادتنا، ولايوجد شيء افضل من الحوار والمصارحة.
agree
إن هناك نوايا حسنة من كل جانب وعلينا أن نثق بأنفسنا.
أسعد الله أوقاتك يا دكتور
اقتباس:
((إننا نقترب من الذكرى العاشرة للتصويت على ميثاق العمل الوطني))
لتأذن لي بتكرار سؤال الأمس عليك دكتور:
ماذا يعني لك يوم الميثاق "14 فبراير" القادم في ظل المتغيرات الإقليمية الراهنة؟
مع خالص التحية
ما الذي اصلح في مصر
الاصلاح لامر كان معوجا فما الذي اصلحه الشباب في مصر و هل اعوجاج الحال في مصر يماثله اعوجاجا في بلدن اخرى؟
النظام المصري لم يستجب
الرسالة وصلت الى النظام المصري ولكنه لم يستجب الى مطالب المواطنين. أنه يحاول وبشتى الامكانيات أن يراوغ ويلتفت حول المطالب وعلى ما يبدو بأن النظام قرأ الرسالة بشكل معكوس وهكذا هي الانظمة الشمولية !!!!