العدد 3079 - الأربعاء 09 فبراير 2011م الموافق 06 ربيع الاول 1432هـ

«كرزكان» تُطلق «إضاءات على ماضيها وحاضرها»

دشّن الصالون الثقافي بمركز كرزكان الثقافي والرياضي، كتاب «كرزكان... إضاءات على ماضيها وحاضرها»، الذي ألّفه محمد علي زين الدين، جعفر محمد يوسف وعبد النبي محمد عبد النبي. ووثقوا فيه أهم المراحل التي مرت بها كرزكان خلال ما يزيد عن الخمسين عاماً الماضية.

وحضر حفل تدشين الكتاب عدد من أهالي كرزكان والمثقفين، إلى جانب رئيس المركز، الذي احتفى بالمؤلفين، وبمعلمين في القرية تمت ترقيتهم مؤخراً إلى مديري مدارس.

واشتمل الكتاب، وهو في 240 صفحة، على أربعة فصول رئيسية، أولها (كرزكان - الجغرافيا والتاريخ، ومن ثم الجانب الاقتصادي في القرية، والجانب التعليمي والثقافي، وآخر الفصول تحدث عن مؤسسات المجتمع المدني).


تاريخ كرزكان

أما في توثيقهم لتاريخ كرزكان، في الفصل الأول من الكتاب، وأهم الفصول بحسب تقدير المؤلفين، فأشاروا فيه إلى أنه «من خلال المصادر التاريخية والوثائق يتبيّن أن القرية مأهولة منذ آلاف السنين، بدليل وجود مجموعة التلال الأثرية، المتناثرة على مساحات متفرقة من القرية، وأزيلت بفعل النمو السكني الحضري، إذ إن كرزكان من الأراضي الساحلية الخصبة الموجودة قرب الساحل الغربي لجزيرة البحرين».

واستعرضوا في هذا الفصل، الحدود الجغرافية للقرية، والسكان، وخصائص العمران في كرزكان، وكذلك أسماء العوائل والأسر التي يصل عددها إلى 50 عائلة، ومجالس القرية، والعادات والتقاليد، والمظاعن والبراحات والمقبرة.

وفي معرض حديثهم عن هذا الفصل، بيّنوا سبب تسمية كرزكان بهذا الاسم، إذ «تضارب الأقوال والتعريفات لمعنى هذا الاسم، وقد تكون أكثرها ظنّية من اختراعات عقول الآباء وتفسيراتهم». وأفادوا بأن «البعض يذهب إلى أن اسم القرية يرجع إلى أن المكان به كنز، فأطلق عليها كنزكان، وعلى مدار الأيام حُرفت إلى كرزكان».

وعن الحدود الجغرافية لكرزكان، نوّهوا أن «حدودها الجغرافية على خريطة البحرين، تبيّن أنها أكبر قرى المنطقة الغربية، ويحدها من الغرب الشريط الزراعي المتصل بالبحر، ومن الشرق بيوت الإسكان ومدينة حمد، ومن الشمال دمستان وإسكانها، ومن الجنوب مزارع وبساتين تفصلها عن قرية المالكية.


الجانب الاقتصادي

أما في الفصل الثاني الذي حمل عنوان (الجانب الاقتصادي)، فركّز المؤلفون فيه على مصادر المياه، والحرف والصناعات اليدوية، والأسواق الموجودة في كرزكان، مبينين فيه الارتباط الوثيق بين الأرض والمياه عند أهالي كرزكان.

التعليم النظامي والقديم

واستعرض مؤلفو الكتاب، الجانب التعليمي والثقافي، في الفصل الثالث من الكتاب، ولفتوا فيها إلى أن التعليم النظامي وصل إلى كرزكان في وقت مبكر، وتحديداً في العام 1952، بإنشاء مدرسة كرزكان الابتدائية، وهو ما ميّزها عن بقية القرى الأخرى المحيطة بها.

وذكر المؤلفون أن «التعليم ينقسم في كرزكان إلى قسمين، التعليم القديم بواسطة الكتاتيب في القرية، والتعليم النظامي الحديث»، موضحين أنه «كان التعليم القديم هو السائد قبل افتتاح المدارس النظامية، إلا أنه تعليم منهجي، إذ لا يستطيع الطالب اجتياز مرحلة تعليمية قبل أن يتقن المرحلة التعليمية السابقة».

ولفتوا إلى أن عدد المعلمين في القرية أكثر من 120 معلماً، أما المعلمات فعددهن 80 معلمة، في مختلف التخصصات.

ونقلوا عن بحث تخرج أجرتها ابنة القرية خديجة عبد الهادي، أن نسبة الأميين في كرزكان تصل إلى 34 في المئة، (10 في المئة ذكور، و24 في المئة إناث)، و15 في المئة من أهالي كرزكان يجيدون القراءة والكتابة.

مؤسسات المجتمع المدني

وحمل الفصل الرابع من الكتاب عنوان (مؤسسات المجتمع المدني)، واستعرضوا في المؤلفون أسماء ومعلومات عن المساجد الموجودة في القرية، وكذلك مآتم النساء والرجال.

كما كان لمركز كرزكان الثقافي والرياضي، نصيب كبير من هذا الفصل، إذ سُرد فيه مشوار المركز، منذ أن كان مجرد فريق رياضي، إلى أن أصبح نادياً ومركزاً ثقافيا ًفي العام 1968.

كما تحدث المؤلفون في هذا الفصل عن صندوق كرزكان الخيري، الذي انطلقت فكرة إنشائه في العام 1993، على يد مجموعة من أهالي القرية.

ودوّن المؤلفون الأعوام التي سجلت تحوّلاً في كرزكان، وهي 1952، حيث تم إنشاء مدرسة كرزكان الابتدائية للبنين، والعام 1959 الذي تم فيه توصيل التيار الكهربائي إلى القرية. أما العام 1962 فتم فيه إنشاء أول مركز صحي لعلاج المرضى، وفي العام 1968 أنشئ نادي كرزكان الثقافي والرياضي. وفي العام 1970 أنشئت بلدية المنطقة الغربية، والعام 1972 أنشئت فيه مدرسة فاطمة بنت أسد للبنات.

وذكر المؤلفون في الكتاب أيضاً، أنه في العام 1976 تم تأسيس الموكب الحسيني، وفي 1977 أنشئ مركز صحة البيئة لخدمة المنطقة الغربية، وبعد ذلك بثلاثة أعوام، وتحديداً في 1980 تم إنشاء مدرسة بلقيس الابتدائية للبنات، بعدها مدرسة الخليل بن أحمد الإعدادية للبنين في العام 1982. أما مركز الكويت الصحي فأنشئ في العام 1989.


معوقات تأليف الكتاب

واعتبر مؤلفو الكتاب، أن أهم المعوقات التي واجهتهم خلال فترة تأليف الكتاب، قلة المصادر والمعلومات التي تتحدث عن كرزكان، الأمر الذي جعلهم يعتمدون بشكل أساسي على روايات كبار السن في القرية.

كما أنهم، وبحسب ما أفادوا في حفل التدشين، واجهوا صعوبة في الحصول على الصور القديمة، التي كانت متوافرة لدى بعض الأشخاص المعروفين في القرية، إلا أنهم رفضوا إخراجها من ارشيفهم.

وأكدوا أنهم في الجزء الثاني من الكتاب، سيركزون على الجوانب الأخرى التي لم يتطرق لها الكتاب الأول، ومن بينها المرأة، وكذلك التطورات التي شهدتها كرزكان في السنوات الأخيرة.

وأبدوا تطلعهم إلى تفاعل أهالي كرزكان مع الكتاب، وإبداء ملاحظاتهم وانتقاداتهم، حتى يتم معالجتها في الكتاب الثاني، مشيرين إلى أن «الجزء الأول من كتاب كزركان... إضاءات على ماضيها وحاضرها، لامس حياة جيلين من أجيال القرية، واستعرض التحولات التي شهدتها خلال الـ 50 عاماً الماضية».

العدد 3079 - الأربعاء 09 فبراير 2011م الموافق 06 ربيع الاول 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً