سخونة الموقف في مصر تشتد يوماً بعد يوم، بين المتظاهرين والمعتصمين في ميدان التحرير، وبين إصرار الحكومة لإبقاء رئيس الجمهورية حتى تاريخ الدورة المقبلة من الانتخابات الرئاسية. وفي ظل هذه السخونة تجد أمراً عجيباً في مناصرة علماء مصر سواء من الداخل أو من الخارج لثورة الغضب، ولتثبيت مطالبات الشعب في سعيهم لإسقاط الرئيس حسني مبارك.
زويل والباز وشيخ الأزهر الذي استقال حتى يشارك في المظاهرات وعمرو خالد وعمرو موسى والبرادعي والقرضاوي وغيرهم، قاموا بمساندة الشعب المصري في مساعيه، وقرّروا زيادة حماسهم من خلال تصريحاتهم بأهمية تنحّي الرئيس حسني مبارك من رئاسة الجمهورية، والانتقال بمصر إلى عهد جديد...
من جانب آخر، ظهر وائل غنيم أو (وائل غوغل) - أحد أبرز مطلقي الاحتجاجات عبر الشبكة الإلكترونية الاجتماعية - على شاشات التلفاز، يتحدّث للعالم عن التعذيب الذي حصل له وعن الشهداء الذين ضحّوا من أجل إنجاح الثورة المصرية، ضد العنصرية والتمييز والفقر والبطالة والفساد الإداري. وقد أثّر هذا الشاب في ملايين النفوس، عندما بكى وأبكى الجميع.
لا تقوم الثورات إلا بالتضحيات، ولا تنجح إلاّ بتكتّل شخصيات كرزماتية في المجتمع تساند الثورات على تحقيق المطالب، ففي النهاية تبرز الثورات عن طريق شحن الناس وتحفيز عواطفهم على أهمية المناضلة والصبر على المحن المستقبلية، وكذلك تبرز عن طريق مواصلة الضغط على الحكومات من أجل الأهداف التي يريدها أي شعب.
وقد يحلّل البعض وجود الشخصيات البارزة في الساحة هذه الأيام ما هو إلا طمع في السلطة، ولكننا على علم بأنّ لا أحد يستطيع التكهّن بما في القلوب، فهذه الشخصيات ما هي إلا أفراد داخل جماعة تنتمي إلى الأرض، ومهما بعدت عن أرضها فإنّ الحنين والشوق يرجعها... وهذا ما فعله البرادعي وزويل والباز.
سخونة الموقف في مصر تشتد مع تحرّر الناس من الخوف، سواء من المجهول أو من التعذيب أو من الموت، فإذا خسر الإنسان كل شيء يصبح الخوف من المجهول ومن التعذيب ومن الموت أمراً هيّناً لا يوقفه عن تحقيق هدفه. وعليه فإنّ القيادات في المجتمعات العربية تحاول هذه الأيام إصلاح البنية التحتية والرضوخ أمام مطالب الشعب، حتى لا تنتهي إلى ما انتهى إليه الحال في تونس ومصر، وكمثال نرى الإصلاحات في الأردن أخذت مأخذاً جدّياً بعد المظاهرات، واليمن قدّم تنازلات للشعب حتى يتخلّص من الأزمة الموجودة عنده، والجزائر وسورية تحاولان دراسة الموقف حتى لا يثور الشعب فيهما... وهكذا دواليك!
لا ندري كم سيصمد رئيس الجمهورية أمام مطالب الشعب، ولا نعرف كم سيصمد الشعب أمام رئيس الجمهورية، ولكننا نعلم بأنّ الشعلة بدأت ولن تضمر إلاّ بتحقيق المطالب، وما هؤلاء العلماء والقيادات الشعبية إلاّ مساندون لمثابرة الشعب في هذه الانتفاضة.
فهل ينتصر الشعب لتحقيق مطالبه في ظل سخونة الموقف وتأثير العلماء على شريحة المجتمع بمساندة الشباب والأسر المصرية، أم تخفت هذه الانتفاضة أمام حكم حسني مبارك ووزرائه؟!
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 3078 - الثلثاء 08 فبراير 2011م الموافق 05 ربيع الاول 1432هـ
وهنا من أفتى
وهناك من افتى بحرمة خروجهم و أن ما يقوم به ليس من عمل المسلمين . كما للتوضيح : الكاتبة تقصد المتحدث بإسم الازهر ولم تقل شيخ الازهر . و لكن كان بالاجدر شيخ الازهر أن يخرج للمديان ويطالب بالتنحي .
أذا أردنا أن نعرف ما قال زويل علينا أن نعرف ما في البرازيل
"ولا ندري كيف سينتهي هذا التسونامي، فتحرير الشعوب في أوروبا الشرقية بدأ بفتيل شرارة من قرية صغيرة (لا نعرف أسمها و موقعها) وانتهى بنيل الحرّيات.
تصحيح
شيخ الازهر لم يستقل بعد والاجدر به ان ياخذ الموقف المسئول ويفعلها وانما الذي استقال هو الناطق باسم الازهر