قضت المحكمة الكبرى الجنائية الثانية (الاستئنافية) التي انعقدت يوم أمس الثلثاء (8 فبراير/ شباط 2011م) برئاسة القاضي عبدالله الأشراف وعضوية القاضيين علي الظهراني وعلاء البيلي، بعدم قبول الاستئناف المقدم من متهم آسيوي تمكّن من مغادرة البحرين والعودة إليها 3 مرات من دون المرور على الجوازات، للتقرير به بعد الميعاد. وكانت المحكمة الصغرى الجنائية الثانية قضت بحبس المستأنف الآسيوي شهراً مع النفاذ وأمرت بإبعاده نهائيّاً عن البلاد بعد الانتهاء من تنفيذ العقوبة.

وتشير وقائع القضية المثيرة إلى أن المتهم الآسيوي (51 عاماً) استطاع السفر والعودة من مطار البحرين الدولي 3 مرات في الفترة من 21 إبريل/ نيسان 2010 إلى 23 نوفمبر/ تشرين الثاني 2010، من دون المرور بالجوازات. وكشفت الاعترافات المثيرة للمتهم أمام النيابة والمحكمة كيف تمكن من القيام بهذه المغامرة الكبيرة من خلال حيلة بسيطة، إذ أفاد بأنه كان مديناً لشخص بمبلغ 22 ألف دينار، وجاء هذا الشخص يطلب منه المبلغ كاملاً، ولذلك قرر أن يسافر إلى بلده ليبيع قطعة أرض كان يملكها في مدراس، ولكنه خاف من أن يتم القبض عليه في المطار، إذ إنه مخالف لقوانين الإقامة لعدم تجديده رخصة إقامته منذ فترة، فهداه تفكيره إلى الحيلة التي مكنته من السفر في أمان أكثر من مرة.

وقال المتهم في اعترافاته: كانت أم زوجتي وأختها وبنت أختها قادمين من الهند، وقررت استقبالهم في المطار، فذهبت إلى أحد معارفي في شركة خدمات البحرين، وطلبت منه أن يعطيني بطاقة «زائر» التي تمكنني من دخول المنطقة الجمركية لاستقبال أقاربي، فأعطاني إياها على أن أعيدها إليه فورا، وأخذت البطاقة واستقبلت أقاربي ثم عدت إلى البيت من دون إعادة البطاقة.

وفي اليوم التالي اتصل بي صديقي ليطلب البطاقة فأخبرته أنني فقدتها، على رغم أنني كنت أحتفظ بها، وبعد أيام اشتريت تذكرة طائرة، وتوجهت إلى المطار وأنا لا أحمل أي حقائب، وعندما توجهت إلى مكتب الطيران تم فحص التذكرة وإعطائي بطاقة الصعود (البوردنج كارد)، فوضعته في جيبي وعلقت بطاقة «زائر» ودخلت بها المطار من دون المرور على الجوازات، وعندما وصلت إلى بوابة الصعود ناولت الموظف بطاقة الصعود وسافرت.

وما يزيد من إثارة القصة، أن المتهم عندما وصل إلى مدينة مدراس اكتشف أن ثمن الأرض التي يمتلكها منخفض للغاية، فقرر العودة من دون بيعها، فعاد إلى المطار وبعد نزوله مع الركاب توجه فوراً إلى دورة المياه، وبقي هناك فترة حتى هدأت الحركة، ثم علق بطاقة زائر على صدره، وتحرك بهدوء حتى خرج من باب المطار.

وبعد فترة اتصل به وكيله ليخبره بأن سعر الأرض أصبح أفضل وسافر بالطريقة نفسها ولم يفلح في البيع فعاد مرة ثانية إلى البحرين.

وتشير التفاصيل إلى أنه ومرة أخرى اتصل به وكيله وأخبره بأن سعر الأرض ارتفع وهناك زبون للأرض، فسافر المتهم الآسيوي من مطار البحرين بالأسلوب نفسه للمرة الثالثة وباع الأرض، وعند العودة توجه إلى دورة المياه وخرج وهو يعلق بطاقة زائر، وتوجه إلى السوق الحرة، لكن أحد موظفي الجوازات شك فيه، فتبعه وسأله عن جواز سفره وهنا انكشف أمره وتم القبض عليه.

وكانت النيابة العامة وجهت إلى المتهم تهمة أنه غادر ووصل إلى البحرين من دون أن يبرز لمأمور الهجرة جواز سفره، وأنه لم يجدد رخصة إقامته.