الأحداث التي تجري على مدى أسبوعين في ميدان التحرير بالقاهرة بدأت تغلب عليها لمسة خاصة بالمصريين الذين بطبيعتهم المعروفة لدى العرب يحوّلون الجد إلى فكاهة دون أن تخرج من فحوى ما يطالب به شعب سُلبت كرامته وحريته على مدى ثلاثين عاماً.
حكايات ميدان التحرير كثيرة... فبينما افترش عدد كبير من الشباب الأرض للنوم إلى حين تتحقق مطالبهم برحيل الرئيس حسني مبارك، فإن البعض حمل لافتات تثير الضحك كما التقطتها عدسات الفضائيات الكبرى مثل الـ «بي بي سي» و «الجزيرة» لتقول إحداها «وحشاني مراتي».
أما شاب مصري آخر فقد فضل العزف على آلة العود وهو يغني أغاني مصرية معروفة أضاف فيها جملة «ارحل ارحل يا ريّس». أما آخرون فقرروا المشاركة في جمع القمامة واختيار بعض من علبها لتشكيل كلمة «ارحل» على أرض الميدان، بينما قرر آخرون عقد زواجهم في الميدان في إشارة واضحة إلى أنهم باقون في المكان نفسه إلى حين رحيل «الريّس».
لم يكتف نشاط الشباب في ذلك بل ذهبوا في إعداد عمليات تنظيمية داخل الميدان بتحويل جزء منه مكاناً لوضع أمانات المتظاهرين؛ لتنظيف شارع الميدان وتوفير الأطمعة بصورة ديناميكية لا تخلو من حس وحدوي وشعبوي افتقدنا مشاهدته منذ سنوات طويلة وخاصة في مشهدنا العربي.
ميدان التحرير تحول إلى حكاية مصرية قد تروى يوماً في فيلم مصري يشاهده الملايين من البشر لأنها حكاية تتحدث عن مبادئ ثورية ومدنية وعن أهمية مطلب الحرية والكرامة... وليس فقط المطالب الاقتصادية، لأنه عندما تملك صوتاً فإنك تملك حريتك في الاختيار وفي الاختلاف وفي تصحيح أوضاع.
حكاية المصريين التي انطلقت بحماسة كلمات شابة مصرية تدعى أسماء محفوظ هي امتداد لثورة تونس التي فجرتها كلمات كتبها الشاب زياد الهاني، فالمدّ التونسي والمصري متصل ببعضه بعضاً. ولذا بدأت الإدارة الأميركية تصرح بشكل مختلف بعد أن رأت مشهداً مغايراً وسمعت صوتاً لشريحة كبيرة من المجتمع.
شباب تونس وشباب مصر رووا حكاياتهم، الجميلة والمؤلمة معاً، عبر الشبكات الاجتماعية، فهم أكثر تطوراً من أنظمتهم التي لم تعرف سوى قمع الكلمة وقمع الحرية.
إن ما يحدث في ميدان التحرير أوصل رسالة إلى العالم بأن الشباب أكثر انفتاحاً وتسامحاً وتعاوناً. وكما تمّت الإشارة، فإن هناك فرقاً كبيراً بين من يستخدم الفيسبوك ليجمع الناس وبين من يستخدم الجمال والخيول ليفرقهم.
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 3077 - الإثنين 07 فبراير 2011م الموافق 04 ربيع الاول 1432هـ
"الخلق كلهم عيال الله
ثقتي بالله كبيرة بأن لابد للمظلوم أن ينتصر وان يسقط هذا النظام بدعوات بدعوات المظلومين من شعب مصر و غزة ايماناً مني بأن دعوة المظلوم أي مظلوم ليس بينها وبين الله حجاب،أن الذي خلق الناس يستحيل ان يتخلى عن نصرتهم حين يُظلمون فالله حرم الظلم ووعد بنصر المظلوم أياً كان دينه أو مذهبه فكلنا عيال الله مصداقاً للحديث الشريف "الخلق كلهم عيال الله، فأحب الخلق إلى الله من أحسن إلى عياله"
من يتجرأ القول بعد اليوم انهن ناقصات العقل ؟!
شى مفرح نشوف بنات بهذه الحيويه و على أكتافهم تقوم الثورات و دهر لديكتاتوريات !! و الله أحس بخجل كوني رجل لما اسمع أسم أسماء محفوظ بنت عمرها 25 و قامت بثوره في أكبر دولة عربية و دهر أعتى ديكتاتور منها !! رغم انها خريجة جامعة الامريكية و وضعها المادي ممتاز الا أبت تقف مع الشعب و تزيل هالكابوس من على صدورهم مهما تكن النتائج حتى لو تدفع عمرها !! من يستطيع القول بعد اليوم انهن ناقصات العقل ؟!
معاناتك يا أم الدنيا؛ معاناة الشعوب الأبية كلها
وكأننا في ميدان التحرير معهم،
قلوبنا تخفق لآلامهم وصرخاتهم،
نردد هتافاتهم
حتى أن أطفالنا ينامون ليلاً ليصحون نهاراً يسألون وهل انفرجت الغمة عن الامة المصرية!
وعندما نخبرهم : بلا
يتالمون ويتأثرون ويهتفون بحماس:
الشعب يريد اسقاط النظام!
وطفلتي البالغة من العمر ثلاث سنوات فقط ويشهد الله على ذلك تردد:
شيلوا مبارك حطوا خروف! يمكن يحكم بالمعروف!
وهي احدى الشعارات خفيفة الظل والمؤلمة جداً من حناجر أبية تطالب بأبسط حقوقها ألا وهو العيش بكرامة!