بحسب ما أعلنه الجهاز المركزي للمعلومات في البحرين أمس الأول فإن عدد سكان البحرين بلغ في 27 أبريل/ نيسان 2010 نحو 1,234,571 نسمة منهم 568399 بحرينيّاً (46 في المئة) و666172 غير بحريني (54 في المئة). وقبل عشر سنوات (في 2001) كان عدد السكان 650604 نسمات (62 في المئة بحرينيون و38 في المئة أجانب). لقد تضاعف عدد السكان خلال عشر سنوات، وخلال هذه السنوات العشر أيضاً تحول البحرينيون من أكثرية في بلادهم (62 في المئة) إلى أقلية (46 في المئة)، ويمثل الآسيويون حاليّاً أكثر من 84 في المئة من الوافدين، وعددهم يساوي تقريباً عدد البحرينيين.

إننا بهذا ننضم إلى دول خليجية أخرى في كوننا أقلية في بلادنا، فقطر يبلغ عدد نسماتها 1,7 مليون نسمة (82 في المئة أجانب)، والإمارات عدد سكانها 5 ملايين نسمة (84 في المئة منهم أجانب)، والكويت 3,6 ملايين نسمة (67 في المئة منهم أجانب)... ولربما إحدى ضرائب متطلبات التنمية الاقتصادية (المعتمدة على الأيدي العاملة الرخيصة) أن عدد الأجانب أصبح أكثر من المواطنين، وهذا من المحتمل أن يزداد أكثر مستقبلاً.

ولعل واحداً من الأمور التي ستبحثها بعض الحكومات هو كيفية المحافظة على ثقافة البلد ليكون لها اعتبار في هذا المخاض المتواصل، ولاسيما أن البرامج الثقافية والتراثية للفئات الاجتماعية من غير المواطنين تزداد، وهو أمر طبيعي، لأن أي شخص يعيش في الغربة يسعى إلى استذكار وطنه الأم عبر إحياء المناسبات الدينية، أو تلك التي ترتبط بالعادات والتقاليد.

وفيما لو أغفلنا الجانب السياسي الذي تم التطرق إليه من قبل (في أن هؤلاء لهم حقوق ستفرضها الأمم المتحدة في يوم من الأيام)، فإن الجانب الثقافي أصبح واضحاً. فمن يمارس عمله في قطاع الإنشاءات مثلاً، تجده مضطراً إلى التحدث باللغة الهندية؛ لأنها لغة العمل اليومية. أما الذين يعملون في القطاعات ذات الدخل العالي، فإن اللغة الإنجليزية واجبة. ومؤخراً، ظهر جيل بحريني متخرج في المدارس الخاصة لا يتحدث اللغة العربية بصورة جيدة، ربما لأنها لا تفيده في حياته المهنية والاعتيادية في شيء.

من المثير في هذا المجال، أننا نجد حاليّاً توجهات تسعى إلى المحافظة على جانب من التراث في أكثر من بلد خليجي، ونجد حاليّاً أن التراث البحريني (بما في ذلك صناعة اللؤلؤ وصياغة الذهب) يعرض وكأنه تراث خاص بدول الجوار. ولعل هذا متوقع لأننا حاليّاً نسعى إلى طمأنة أنفسنا بأننا مازلنا ملتزمين بأصالتنا وبعاداتنا وتقاليدنا، ولكن الأرقام تقول لنا إن علينا أن نتأقلم مع فكرة كوننا أقلية، وأن نحافظ على ثقافتنا تماماً كما تحافظ الأقليات التي تهاجر إلى بلدان أخرى على ثقافتها.