هناك من رؤساء وأعضاء مجالس إدارات الاتحادات الرياضية يرى نفسه بأنه فوق القانون وفوق مصالح الأندية، وفوق إرادة الجمعية العمومية التي انتخبته وأوصلته إلى هذا المنصب الرياضي الرفيع. فيحق له أن يتصرف في قرارات الاتحاد كيفما يشاء، وهو الأمر الذي لا يقبله عقل أو منطق، ويعد مرفوضا من الجميع، لسبب أنه لا يتماشى مع المنطق الذي يفرضه القانون وتقره اللوائح الداخلية، ولا يتماشى مع مبادئ ومواثيق الإنسانية، حتى رؤساء الدول الذين تغاضوا عن القانون وركبوا سفينة أهوائهم واستغلوا الظروف لمصالحهم الشخصية ثارت عليهم شعوبهم وأسقطتهم وحاكمتهم بتهمة «الفساد».

وبالتالي فإنني أطالب الجمعيات العمومية للاتحادات الرياضية أن تكون أكثر حزما وقوة تجاه من يريد أن يتلاعب بالقانون ويفسر لوائحه الداخلية بحسب أهوائه ومصالحه الشخصية، وأقول لكل الأندية التي تساند مثل هذه المواقف الغلط وتقف مع مثل هذا الاتحاد، بأن هذا الأمر ليس من صالحكم لأن هؤلاء الأشخاص قادرون على تغيير جلودهم فينقلبوا على أعقابهم في ظرف تكونون في أمس الحاجة لمواقفهم.

وقد وقفنا في «الوسط الرياضي» مع الجمعية العمومية لاتحاد كرة السلة، وأبدينا فخرنا واعتزازنا بها، حينما وقفت وقفة رجل واحد في وجه مجلس إدارة اتحاد كرة السلة حينما أراد أن يتلاعب بالقانون من أجل السماح بتجنيس اللاعبين ومشاركتهم في المنتخبات الوطنية. وهو الأمر الذي لا يتماشى مع الصالح العام أو صالح أنديتهم، لذلك رفضوه على رغم المحاولات المستميتة التي قام بها الاتحاد، لكنهم اثبتوا بأنهم قادرون على نصرة الحق، من خلال التمسك ببنود القانون.

ولا أتمنى أن يفسر كلامي على أنني أطالب بالوقوف في وجه أي اتحاد لأنني أمقت رئيسه أو من يعمل فيه، لأن لا ناقة لي ولا جمل في مثل هذه الأمور، وأؤكد بأن أي فريق سيحقق لقب البطولة سنعطيه حقه من الرعاية والدعاية والإعلام. وسنفرد له الصفحات الملونة سواء كانت حمراء أو زرقاء أو صفراء. لكنني أطالب الجمعيات العمومية بأن يكون لها دور مهم وفعال في إثبات قدرتها على الحفاظ على القانون الذي يضمن عدل الجميع، وألا يستغل لصالح أفراد أو أشخاص لهم غاية في نفس يعقوب