بعد غدٍ، ستبدأ امتحانات نهاية الفصل الدراسي الثاني، في جميع المدارس الحكومية، وستبدأ نوبة قلق الأبناء والآباء في تقرير المصائر، وتحصيل الدرجات الأخيرة من هذا الفصل. وعليه فإننا أحببنا مشاركة أبنائنا الطلبة في هذه الأيام، بكلمات يستفيدون منها، حتى يستطيعوا اجتياز الامتحانات النهائية بطريقة سليمة، فإن الامتحانات هي الأداة التقويمية الأولى لتحديد مستويات الأفراد.

لا بأس من القلق ولكن في حدود، فلا تكونوا يا أبنائي الطلبة، ممن يهاب الامتحانات، لأنه سيؤثّر في الإجابة الجيدة، وسيضيّع تعب الأشهر الماضية، وإننا وجدنا بعض الطلبة يخافون من الامتحانات بطريقة خاطئة، فتجعلهم عُرضة للوساوس والأمراض النفسية.

إن التوكّل على الله مدعاة للبعد عن القلق المرضي، وبالتالي يتحوّل الى قلق طبيعي، يؤدي في النهاية الى استكمال النجاح، وتحصيل الدرجات، فعلى كل طالب هذه الأيام أن يبدأ بالدراسة العميقة، ويبتعد عن التفكير في الخوف من رهبة الامتحان، فهذه الأداة وُضعت حتى لا يضيع الجهد.

ويا حبذا لو قمنا باتباع الطريقة الصحيحة في الدراسة، عن طريقة قراءة المادة العلمية بشكل عام، ومن ثمَّ إعادة الدراسة وفقا لأهمية النقاط. ولتبسيط الموضوع أكثر، نتمنى من أبنائنا وضع أفكار رئيسية في كل فقرة، حتى لا ينسوا بعض الأمور المهمّة والمطلوبة في الدراسة.

وليضع كل طالب نصبَ عينيه أهمية الأكل الصحّي، وشرب الماء، والابتعاد عن السهر، والهاتف النقّال، والانترنت، حتى يستطيع التركيز في الأمر المهم حاليا، ليبدأ الامتحانات بثقة تامة في الحصول على النجاح. وعند الامتحان، يجب ألاّ ينسى الطالب قاعدة «اقرأ الأسئلة أولا»، ولمدّة لا تقل عن عشر دقائق، حتى تكون عنده الفكرة التامة عن عدد الأسئلة، فلا يضيع سؤال، لم يُقرأ، بسبب اضطراب الطالب في ذلك الوقت.

وبعد قراءة الأسئلة قراءة عميقة، نتمنى أن يقوم طلابنا برسم خريطة ذهنية لكل سؤال، وأن يضعوا مدّة خمس دقائق للإجابة عن الأسئلة، ويجاوبوا على الأسئلة التي يعرفونها، حتى لا يضيع الوقت وهم يفكّرون في سؤال لا يعرفونه، وتذهب الدرجات في عدم الإجابة على الأسئلة التي يعرفونها، وكذلك فلينتبه طلبتنا من عنصر الوقت، وينتبهوا كذلك من استخدام وسيلة الغش، التي لا تنفع، بل تضر صاحبها. وبعد الامتحان، نتمنى من الطلبة عدم حل الإجابات مع أصحابهم، فهذه العملية تُتعب الذهن، ولا تجعل الطالب يُركّز على الامتحان المقبل، فهو في أشد الحاجة الى الدرجات الآن، وما مضى لا يستطيع أحد تغييره.

وهذا دعاء تذكروني فيه قبل الامتحانات وبعدها، وفي أيامنا العادية:

«اللهم إني أسألك فهم النبيين، وحفظ المرسلين، والملائكة المقربين، وأن تجعل لساني عامرا بذكرك، وسرّي بطاعتك، وقلبي بخشيتك، فأنت حسبي ونعم الوكيل»...

وبالتوفيق لجميع أبنائي الطلبة في الامتحانات النهائية.