اعتصم عدد من أهالي قرية العكر الغربي يوم أمس الخميس (3 فبراير/ شباط 2011) أمام مدخل القرية، وذلك للمطالبة بنقل المصانع بعيداً عن الأحياء السكنية، بالإضافة إلى وضع حد لتجاوزات الشاحنات الثقيلة، مؤكدين خلال حديثهم لـ «الوسط» على ضرورة منع مرور الشاحنات الثقيلة داخل القرية، مشيرين إلى أن ذلك يتسبب في الازدحام المروري، إضافة إلى خطورتها على المارة ولاسيما كبار السن والنساء والأطفال.

وأضافوا أن الشاحنات الثقيلة تدمر الشوارع والكثير من سائقيها لا يراعون الأنظمة المرورية، مؤكدين في الوقت ذاته على ضرورة فرز المناطق الصناعية عن الأحياء السكنية، وذلك لما لها من آثار سلبية على البيئة والصحة بشكل خاص.

من جهته قال المواطن عبدالأمير سلمان في كلمته عن المعتصمين لـ «الوسط»: «اعتصمنا هنا بعد أن قدمنا إخطاراً بذلك لوزارة الداخلية، والتي تجاوبت معنا بدورها مشكورة، ولذلك نحن هنا اليوم أمام مسئولية كبرى، إذ تجرعنا على مدى أربعين عاماً المرارة والأذى من هذا الشارع الذي يضم 4 مجمعات سكنية، بالإضافة لـ 4 مدارس ومركز صحي، والذي يرتاده يومياً العديد من كبار السن والنساء والأطفال، حيث يقومون بالعبور من خلال هذا الشارع، والذي تستخدمه الحافلات والشاحنات الكبيرة، من دون مراعاة لأي قانون مرور في عبورها المتهور وبسرعة تفوق السرعة المقررة للشارع المذكور».

واستطرد «تقدمنا للجهات المعنية بعدة مطالب لوضع حد لتهور الشاحنات التي تستخدم الشارع، بالإضافة للمصانع التي ازداد مع وجودها تلوث القرية والبيئة معاً، بيد أن الحلول وإن كانت سريعة من قبل الجهات المعنية كالمرور أو وزارة الأشغال، مجرد حلول وقتية وليست جذرية، ولهذا نأمل من المسئولين الذين تجاوبوا معنا في مرات عديدة أن يقوموا بإيجاد حلول جذرية لمشاكل القرية العالقة مع هذا الشارع والمصانع الموجودة في القرية».

من جهته أوضح عضو المجلس البلدي عن المنطقة الوسطي الدائرة الخامسة عبدالرضا زهير لـ «الوسط» قائلاً: «إن موضوع مرور سيارات الشحن الثقيلة والحافلات الكبيرة وسط الأحياء السكنية مسألة مقلقة بالنسبة للمواطنين، فهو من جهة مصدر إزعاج كبير؛ حيث تنطلق مع ساعات الصباح الأولى ولا تتوقف حتى ما بعد منتصف الليل، وهو تجاوز واضح للأوقات الملزمة لها للمرور بين المساكن، ومن جهة أخرى تعد هذه الشاحنات مصدراً للتلوث وإثارة الأتربة وعاملاً مضراً بالبنية التحتية المتهالكة أصلاً، وفوق ذلك كله تعد مصدر هلع لمرورها بين البيوت والمدارس في المنطقة بما جعل الأهالي في خوف دائم على أبنائهم».

وأضاف «هذا الأمر يأخذنا لموضوع غاية في الأهمية، وهو إقرار تصنيف المناطق في الدائرة والعالق لدى وزارة شئون البلديات وإدارة التخطيط العمراني، على ما له من أهمية كبيرة، حيث تكون فيه الحلول لكثير من المشاكل لدينا، والتي تطلب الحلول الجذرية، والتي هي المطلب الحالي للأهالي، كتغيير مسار الشاحنات بعيداً عن الأحياء السكنية، ولكن الحل هو في فرز المناطق الصناعية بعيداً عن المساكن، وهي ليست بالصعبة، مثل المعامل والمصانع عندنا، وهناك تجارب في نقل بعض المؤسسات الصناعية بعيدا عن المناطق السكنية، ولن نعدم إيجاد الحلول، ونقول إن تغيير المسار هو حل مؤقت، لأن الطريق الذي ستسلكه هذه الشاحنات يمر على مشاريع مساكن قائمة فعلاً أو مشاريع سكنية مستقبلية».

وختم حديثه قائلاً «نطالب الآن بشكل عاجل الجهات المعنية كوزارة البلديات ووزارة الداخلية النظر في مطالب الأهالي، ووضع الحلول السريعة للحد من المعاناة التي يعيشونها، ومن ناحية أخرى، إقرار تصنيف الدائرة بما يمنع تكرار مثل هذه الشكاوى مستقبلاً، فالدائرة تضج بهذه المعاناة، كما هو واضح في العكر والمعامير التي تعيش مآسي متنوعة وسند والنويدرات اللتين تحول شارع 77 فيهما إلى شارع بديل عن شارع الاستقلال بسبب الازدحام على دوار ألبا».