أعلن صندوق التمويل السينمائي»سند» التابع لمهرجان أبوظبي السينمائي التواريخ الفاصلة والمواعيد النهائية لتقديم الطلبات من أجل الاستفادة من المنح هذا العام، إذ تغلق المرحلة الأولى من الدورة الحالية لتقديم الطلبات في 15 فبراير/ شباط 2011، فيما تبدأ المرحلة الثانية في 16 فبراير وتنتهي في 1 يوليو/ تموز 2011، آخر موعد لتقديم الطلبات.
ويقدم صندوق «سند» الذي انطلق في أبريل/ نيسان من العام الماضي الدعم إلى المخرجين العرب لصنع مشاريعهم الطويلة الروائية أو الوثائقية، ويفتح الباب مرتين سنوياً لتقديم الطلبات للاستفادة من منحه التي يبلغ مجموعها 500،000 دولار أميركي موزعة في فئتين: منحة مرحلة التطوير ومنحة مراحل الإنتاج النهائية.
وكان «سند» قد ساهم في العام 2010 في تمويل 27 مشروعاً سينمائياً، من بينها 11 عملاً بتوقيع مخرجين يخوضون تجاربهم الإخراجية الأولى. وتوزعت المنح على 20 فيلماً روائياً و7 أفلام وثائقية.
وفي معرض تعليقه على أهمية صندوق التمويل هذا، قال بيتر سكارليت المدير التنفيذي لمهرجان أبوظبي السينمائي: «نحن فخورون لأنّنا تمكنّا من خلال (سند) من مساعدة بعض أكثر المخرجين موهبة في المنطقة، سواء أمن المكرّسين أو الصّاعدين الجدد. ويبدو أن السينما العربية بدأت تعثر على صوتها وتكوّن شخصيتها الفريدة، كما يبيّن التحوّل الملحوظ الذي تشهده منذ بعض الوقت الذي شجّع صانعي الأفلام والمشاهدين على الابتعاد من الصيغ القديمة واكتشاف اتجاهات جديدة. إنه تيار صاعد نحن في غاية الحماسة لأن نكون جزءاً منه ونتشاركه مع الجمهور في المهرجان».
وكان مهرجان أبوظبي السينمائي قد عرض في دورته الماضي التي انعقدت بين 14 و23 أكتوبر/ تشرين الأول 2010 خمسة مشاريع حصلت على تمويل من «سند» لمراحل الإنتاج النهائية هي: «شتّي يا دني» للبناني بهيج حجيج الذي فاز بلؤلؤة المهرجان السوداء لأفضل فيلم روائي من العالم العربي وكذلك جائزة أفضل مخرج من مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي 2010 في الجزائر؛ «طيب، خلص، يلا» للمخرجين رانية عطية ودانييل غارسيا الذي فاز بجائزة اللؤلؤة السوداء لأفضل فيلم روائي لمخرج جديد من العالم العربي؛ «كرنتينة» لعدي رشيد (العراق/ ألمانيا) الذي حصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة في وهران أيضاً؛ «ثوب الشمس» لسعيد سالمين (الإمارات/ سوريا). عُرض الفيلمان الأخيران ضمن مسابقة «آفاق جديدة» ضمن المهرجان. أما المشروع الخامس فكان «في أحضان أمي» (العراق) لعطية ومحمد الدراجي الذي عُرض بصفته عملاً قيد الإنجاز.
استقبل المجتمع السينمائي الدولي «سند» بحفاوة ووجد فيه خطوة ضرورية لدعم صانعي الأفلام العرب. وهو ما برهنت عليه نوعية المشاريع المتقدمة بطلب التمويل وعددها الكبير اللذان تركا أعمق الأثر لدى لجنة الاختيار، إذ استقبلت الدورة الأولى 127 مشروعاً من 12 دولة، تقدّم العشرات منها في الأسابيع الأولى من فتح مجال التقديم.
ويُعد «سند» جزءاً لا يتجزأ من التزام مهرجان أبوظبي السينمائي تشجيع سينما المؤلف المستقلة والأصيلة في العالم العربي، متجاوزاً دوره كصندوق لتمويل الأفلام فقط إلى تقديم الدعم والمشورة إلى الحاصلين على المنح على مدار العام. في هذا الإطار، يأتي دور «ورشة سند» التي تعمل على نحو وثيق مع الحاصلين على المنح من خلال إقامة ورشات عمل وجلسات نقاشية وإتاحة الفرصة لهم للقاء خبراء سينمائيين، وللسينمائيين الشباب فرصة التدرب وتلقي المشورة خلال المهرجان على يد مستشارين محترفين.
وفي هذا الصدد، قالت ماري-بيير ماسيا المشرفة على الصندوق: «يمنح سند المستفيدين من دعمه ما هو أكثر بكثير من مجرد التمويل. فالمهرجان يوفر منبراً دولياً لعرض أعمالهم، في حين تساعد «ورشة سند» المواهب الجديدة على الاستفادة القصوى من إمكانياتهم من خلال إتاحة فرص التدريب والتواصل مع محترفين في عالم السينما. وإنه لشرف كبير أن نرى بعضاً من المشاريع التي دعمناها في مرحلة الإنتاج النهائية تحظى بالنجاح دولياً بعد عرضها في أبوظبي. ومع اكتمال ستة أفلام أخرى من تمويل «سند» في 2011، فإن الجمهور على موعد لاكتشاف الكثير من الأفلام الجديدة التي صنعها مخرجون عرب».
من الأفلام التي دعمها «سند» وستكون جاهزة للعرض في 2011 نذكر: «موت للبيع» (فوزي بن سعيدي، المغرب/ بلجيكا/ فرنسا)، «في أحضان أمي» (عطية ومحمد الدراجي، العراق/ المملكة المتحدة)، «في آخر أيام المدينة» (تامر السعيد، مصر/ المملكة المتحدة)، «محمد ينجو من الماء» (صفاء فتحي، مصر/ فرنسا)، «خويا» (كمال المهوتي، المغرب/ فرنسا) و»فوق اللوح» (ليلى كيلاني، المغرب/ فرنسا).
يسلط مدير المشاريع لدى المهرجان عيسى سيف راشد المزروعي مزيداً من الضوء على دور الصندوق بقوله: «يتوج سند مساعينا لرعاية وتطوير الأصوات السينمائية الجديدة القادمة من المنطقة. تتمثّل الرؤية الثقافية الجريئة لأبوظبي في سند والمهرجان اللذين يشجّعان الاستقلالية الفنيّة والخلاّقة التي تُعد عاملاً أساسياً لتقدم المشهد الثقافي المزدهر إقليمياً ومحلياً».
وكان المهرجان قبل إطلاقه صندوق «سند» قد قدم الدعم في العام 2009 إلى ثلاثة أفلام طويلة في مراحل الإنتاج النهائية هي: «ابن بابل» للمخرج العراقي محمد الدراجي و»شيوعيين كنا» للبناني ماهر أبي سمرا و»ميناء الذاكرة» للفلسطيني كمال الجعفري. بعد عرضه العالمي الأول في أبوظبي، فاز «ابن بابل» بالعديد من الجوائز في مهرجانات عالمية واختير ليمثل العراق رسمياً في ترشيحات الأوسكار في فئة أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية. وعاد الدراجي بعد أن حظي بالنجاح دولياً إلى أبوظبي ليتلقى جائزة مخرج الشرق الأوسط من مجلة «فاراييتي» في دورة المهرجان الماضية. أما فيلم «شيوعيين كنا» (لبنان/ فرنسا/ الإمارات)، فقد فاز بجائزة المهرجان في فئة أفضل فيلم وثائقي من العالم العربي أو عنه في 2010، وعرض في مهرجان البندقية السينمائي في دورته السابعة والستين في قسم «آفاق». وكان متحف الفن الحديث في نيويورك قد عرض هذا الفيلم إلى جانب «ميناء الذاكرة» (فلسطين/ ألمانيا/ فرنسا/ الإمارات) في نوفمبر 2010 ضمن تظاهرة «خرائط الذات: التجريب في السينما العربية منذ الستينيات حتى الآن»، التي هي عبارة عن برنامج خاص تشارك المهرجان فيها مع المتحف و «آرتي إيست».
العدد 3072 - الأربعاء 02 فبراير 2011م الموافق 28 صفر 1432هـ