كثيرا ما نتخذ قرارات انفعالية نندم عليها لاحقا كثيرا، لأن القرارات المبنية على عواطف تحركها الانفعالات وقت الحدث هي قرارات في الغالبية غير عقلانية وتأتي بنتائج عكسية، وحتى المطالبة بالحق لا تكون بظلم الآخرين، وكمال يقال: «لا يعبد الله من حيث يعصى».
وفي رياضتنا المحلية نرى الكثير من الانفعالات التي تجر إلى تصرفات غير عقلانية تدفع إلى مزيد من العقوبات وردات الفعل عليها في سلسلة متواصلة لا نهاية لها.
الحوادث التي تلت مباراة المنامة والأهلي الأخيرة في الدورة السداسية لكأس زين البحرين لكرة السلة لم يكن هناك داع لمعظمها وخصوصا بالنسبة إلى فريق المنامة المتأهل أصلا للمباراة النهائية.
فمباراة الأهلي كانت بالنسبة إليه تحصيل حاصل وكان المفترض أن يلعبها بعقل كبير وبهدوء ويترك التوتر والعصبية لمنافسه الذي كان يلهث وراء الفوز من أجل التأهل.
التصرفات التي تلت المباراة وخصوصا من جانب محترف فريق المنامة الأميركي داريوس رايس لم يكن لها ما يبررها لأن الأمور لا تعالج بالعاطفة وإنما بالعقل، وما احتسب من أخطاء خلال المباراة لا يمكن الرجوع عنه بعد نهاية المباراة.
داريوس كلاعب محترف كان عليه الخروج فورا من الملعب بعد صافرة النهاية إلى حجرة الملابس وكذلك بقية لاعبي المنامة لأن المباراة انتهت وما حصل قد حصل وبعد مشاهدة شريط المباراة يمكن رفع احتجاج كما فعلت إدارة النادي ومتابعته حتى النهاية.
في الرياضة لا يمكن أخذ الأمور بالعصبية التي تؤدي إلى نتائج عكسية، فداريوس في حال اتخاذ قرار من قبل اتحاد السلة بإيقافه سيكون المتضرر الأكبر هو ناديه وجماهيره التي انفعل من أجلها.
فبدل الانفعال والقيام بتصرفات لحظية كان يمكن للاعب الانتظار للرد في الميدان خلال المباراة النهائية وهذا هو منتهى العقل والحكمة.
في الموسم الماضي قام محترف الأهلي الأميركي جوني تايلور بحركة غير رياضية عندما دفع أحد لاعبي سترة في الدورة السداسية لكأس السلة وحينها تم إيقافه مباراتين وخسر بسبب ذلك الأهلي كل فرصه في الوصول للمباراة النهائية وهو تصرف ندم عليه اللاعب لاحقا كثيرا ولكن بعد أن فقد فريقه فرصة المنافسة.
لاعبون كثيرون كانوا يتعاملون في السابق بطريقة الانفعال وردات الفعل ولكن من خلال التجارب المتلاحقة نراهم تغيروا كثيرا وأصبحوا يلعبون بدهاء وذكاء وليس بالانفعال وهو ما أدى إلى تغير كبير في مستواهم الفني وكذلك في نتائج فرقهم.
هناك الكثير من اللاعبين والإداريين والجماهير التي تدفعهم الانفعالات والعاطفة وقت المباريات إلى القيام بالتهجم على لاعبي الفريق المنافس وإدارييه وجماهيره، إذ يكون باعث قرارهم في ذلك الوقت العاطفة التي تكون عادة معالجتها للمسائل بطرق العنف والصراخ والسب.
أفضل الأمور في المعالجة هو اتباع الحكمة في اتخاذ القرارات المبنية على التفكير العقلي وليس العاطفي، فالإنسان قبل أن يتخذ أي قرار عليه أن يفكر أولا ويرى إن كان ما سيفعله يصب في مصلحته أو في ضده.
في الملاعب الأوروبية نرى أن اللاعبين يحرصون فورا بعد انتهاء المباراة على دخول حجرة الملابس وبسرعة وحتى في حالات الطرد فإن اللاعب يبتعد عن النقاش وإن كان مظلوما في طرده ويجري سريعا إلى غرفة التبديل لأن ردة فعله الآنية قد تتسبب في خسائر كبيرة لنفسه وفريقه مستقبلا.
المعالجة الفورية لا تنفع في الرياضة فنحن لسنا في معركة حربية، وحتى في المعارك الحربية هناك الكثير من ضبط النفس وليس كل فعل تقابله ردة فعل لأنه حينها قد تنشب حرب لها بداية وليس لها نهاية، فالحكمة تجنب الإنسان من الكثير من المزالق.
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 3072 - الأربعاء 02 فبراير 2011م الموافق 28 صفر 1432هـ
منامي وافتخر
الف شكر لك اخوي محمد عباس ع المقال الاكثر من رائع ويعطيك العافية بالفعل كلامك صح وماقصرت بس اخوي محمد عندي عتب عليك اتمنى منك لين بتغطي مباريات السلة بين الزعيم المنامي والنسر الاهلاوي انك تكون محايد ولاتنحاز للاهلي ع حساب المنامة لان بصراحة لك قراء مناميين يتابعونك اول باول فانت لما تنحاز تحز في نفوس المناميين وشكرا ع المقال .