العدد 3072 - الأربعاء 02 فبراير 2011م الموافق 28 صفر 1432هـ

أميركا لديها فرصة لإزالة كراهيتها

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

هناك الكثير مما كتب وقيل عن كراهية العرب والمسلمين للولايات المتحدة الأميركية، وفي الواقع فإن العرب لايكرهون أميركا في مجالات عديدة، ودليل ذلك الشغف بالكثير من ما تنتجه أميركا في مجالات الثقافة والإبداع والسعي للإنجاز المستمر، وتأييد روح المبادرة والشجاعة لدى الأفراد، واحترام الحقوق المدنية للمجتمع (داخل أميركا).

ولكن الكراهية تتركز على السياسة الخارجية الأميركية التي ينظر إليها العرب والمسلمون بأنها منحازة ضدهم استراتيجياً وسياسياً واقتصادياً، كما وقد ارتبط اسم الادارة الأميركية بمساندة الأنظمة ذات النمط الدكتاتوري والاستبدادي في منطقتنا، ويتردد كثيراً أن دفاع أميركا عن حقوق الإنسان والديمقراطية يتوقف عند حدود الدول العربية والإسلامية.

ولاحاجة إلى العودة إلى أحداث كثيرة خلال العقود الماضية، وكيف أن مواقف الإدارة الإميركية ساهمت بصورة مباشرة في إنتاج شعارات شعبية معادية لها (مثل الموت لأميركا)، أو في قيام عدد من الشباب بعمليات إرهابية في 2001 (وبعدها من السنوات) داخل أميركا ذاتها وخارجها.

واليوم لدى الإدارة الأميركية فرصة سانحة لقلب تلك الموجة في جانب مهم منها، عبر تغيير نهجها فيما يتعلق بمساندتها لأساليب الحكم الدكتاتوري والبوليسي في بلداننا، ونأمل أن تباشر في تعديل دورها المتردد بشأن مجريات الأحداث في ثورة مصر. لقد رأينا كيف سارعت الإدارة الأميركية إلى تصحيح التصريحات الأولية التي صدرت عن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، التي كانت قد صرحت بموقف الإدارة التقليدي فيما يخص التغيير الديمقراطي في منطقتنا. ونأمل فعلاً أن تبرهن أميركا أنها حتى وإن كانت لن تقف مع شعوب المنطقة الساعية إلى تفعيل مبادئ الديمقراطية، كما فعلت مع دول أوروبا الشرقية، فإنها على الأقل لن تميل بصورة ثقيلة ضد التطلعات العادلةلمجتمعاتنا.

الديمقراطية التي تنتجها ثورة مدنية في تونس أو مصر ليس لديها سبب لمعاداة أميركا في حال كانت الإدارة الأميركية ستقف موقفاً ملائماً لشعاراتها ولدستورها الذي يطرح مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان، ولذا فإن عدم وقوف أميركا ضد تطلعات مجتمعاتنا هو السبيل الأفضل للتخلص من ظاهرة الكراهية لأميركا قي منطقتنا المنكوبة سياسياً بسبب الاستبداد الذي لا يُطاق.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3072 - الأربعاء 02 فبراير 2011م الموافق 28 صفر 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 2:30 ص

      أمريكا لا يهمها إلا مصلحتها

      أمريكا ليست صديقه لأحد ، همها الأول و الأخير مصلحتها ، وهي لن تقف مع الشعوب أو الحكام إلا من أجل مصلحتها الخاصة . اليوم هي تتظاهر بالوقوف مع الشعب المصري ضد الرئيس مبارك . أين هي من مصلحة الشعب الفلسطيني عندما تهاجمه اسرائيل و تسلب المزيد من أراضيه ؟ لن نكسب من وراء تظاهرها بالوقوف مع أي جانب سوى الفوضى و الدمار... حان الوقت للاعتماد على انفسنا بعيدا عن تدخلها المريب.

    • زائر 4 | 1:58 ص

      هم ينظرون أن ديمقراطية الشعوب تحرم أمريكا من الهيمة على ثروات البلدان

      من يحكم أمريكا هم كبار رجال الأعمال الذين يملكون الشركات وغيرها وهؤلاء يرون ان من مصلحتهم أن تبقى ثروات دول العالم الثالث تدر على جيوبهم أرباحا ولو افترضنا جدلا سمحت أمريكا لبعض هذه الشعوب أن تتقلد مقاليد حكمها بنفسها فلن تقبل هذا الوضع ومشكلة أمريكا انها لا ترضى بالقليل ولو رضيت بنسب معينة مقبولة لصلح الحال بينها وبين شعوب هذه المنطقة ولكن الطمع
      يجعلها تفكر في الإستحواذ على كل شيء
      لذلك هي تدعم الدكتاتوريات التي تحقق لها ما تريد بعض الوقت وليس كل الوقت

    • زائر 3 | 1:42 ص

      انجازات الشيطان الأكبر!!

      توجد (داخل أمريكا) "الثقافة والإبداع والسعي للإنجاز المستمر، وتأييد روح المبادرة والشجاعة لدى الأفراد، واحترام الحقوق المدنية للمجتمع" ... ناهيك عن أن شعاراتها و دستورها يطرح مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان!
      يا لسخرية القدر يا مسلمين يا خير أمة!!

    • زائر 2 | 12:55 ص

      رسالة للسفير الامريكي

      كما ان الشعب الامريكي يتمتع بالديمقارطية والحرية فان الشعوب العربيه تستحق ان تعيش بحرية وكرامة كما الشعوب الاخرى فالجاء من امريكا اذا كانت لاتقف مع الشعوب المتطلع للحريه فعلى الاقل تقف موقف الحياد

    • زائر 1 | 11:50 م

      لينيل الحرية والديمقراطية

      لا يمكن للشعوب العربية أن تعول على الإدارة الأمريكية في إسقاط حلفاهم من الأنظمة العربية الدكتاتورية والاستبدادية لينيل الحرية والديمقراطية. وهذا بدء واضحاً من خلال تخبط وتناقض التصريحات الإدارة الأمريكية من حركة الشعب المصري. وبعد أن شعرة الإدارة الأمريكية بصحوة الشعوب العربية طالبت حلفاهم من الحكام العرب بتغير سياستهم اتجاه شعوبهم.

اقرأ ايضاً