لعل أحد أبرز المواضيع التي ركزت عليها وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة وبشكل غير مسبوق، خلال بطولة كأس آسيا التي اختتمت قبل أيام في الدوحة القطرية بفوز اليابان، ونطرحها الآن، هو الحديث عن نجاح سياسة التجنيس الرياضي من عدمه عند دول مجلس التعاون الخليجي، ولاسيما بعد الخروج المتوقع والحزين لجميع دول المنطقة من الدور الأول، إذا ما استثنينا قطر التي ودعت بعدهم مباشرة من الدور الثاني، لدرجة أن الكثير من القنوات الرياضية فتحت حلقات مطولة ولأيام، ناقشت الفائدة التي تحصلت عليها دول الخليج بعد سنوات من تطبيق هذا الأسلوب في منتخباتها الوطنية، تداخلت فيها أصوات بعض القيادات الرياضية المعروفة والإداريين، وحتى بعض اللاعبين الحاليين.
أحد هذه الأصوات، الشيخ عيسى بن راشد الهرم الرياضي الكبير في الخليج ومملكة البحرين خاصة، والذي أكد خلال لقاء مع صحيفة «الشرق» القطرية بتاريخ 14 يناير/ كانون الثاني الماضي، أن منتخبنا الوطني لم يستفد من اللاعبين بالمجنسين في كأس آسيا، طالب فيه بالاهتمام باللاعبين الشباب في المرحلة المقبلة، كما لا يمكننا نسيان أقوال الحارس السابق ومحلل قناة الدوري والكأس حمود سلطان وهو يطالب بأن يبادر الاتحاد البحريني بقطع تذاكر وحجز طائرة خاصة لتسفير النيجيريين جيسي جون وفتاي، إثر المستوى الضعيف الذي قدماه طوال مشوارهما مع الأحمر حتى بطولة كأس آسيا، أو حتى محللي برنامج المجلس القطريين، الذين حملوا كثيرا على الكثير من اللاعبين المجنسين لدى المنتخب العنابي، على رغم وصوله للدور الثاني.
كل هذه الأصوات وغيرها، جاءت لتدعو إلى إعادة النظر في سياسة التجنيس الرياضي، التي بدأت تخطف عقول مسئولي الرياضة الخليجية، أقلها لدينا في البحرين وقطر، إذا ما عرفنا أن ذلك لن يحدث في الكويت والسعودية وربما الإمارات، باعتقادي ليس خوفا من ضجة الشارع الرياضي لديهم، وإنما لعدم رغبة المسئولين بذلك، لأنهم يعلمون بأن «ما يحك جلدك إلا ظفرك».
وسط ذلك تطرح الأسئلة نفسها حول جدوى وصوابية التجنيس الذي تقوم به الجهة المعنية لدينا في البحرين بعد الفشل الذريع لهذه الخطط في مناسبات عدّة سابقة، وأنا إذ أطرح هذا الموضوع الآن، وليس أثناء البطولة، وقوفا إلى جانب المنتخب في مشاركته، بانتظار النتائج، حتى لا يردد البعض بأننا نقف حينها ضد المنتخب والبلد ويضربنا بالوطنية.
عالم القرن الماضي أينشتاين قال في تعريفاته للجنون بأنه «تكرار للفعل ذاته لمرات جديدة مع توقع نتائج أخرى»، وهذا ما ينطبق على التجنيس لدينا، بمعنى أن تكرار تجربة التجنيس والاعتماد على اللاعبين المجنسين في كل مرة على رغم التجارب السابقة الفاشلة معهم، مع توقع نتائج أفضل منهم، يعد جنونا.
الكل يتساءل هل حقق تجنيس لاعبين أمثال من نعرفهم وغيرهم ممن هم وراء الستار، الفائدة والإنجازات المرجوة التي يتمناها كلّ مواطن أصيل ولد على هذه البقعة، على رغم أنّ الفترة الطويلة التي تم من خلالها التجنيس في المنتخبات الوطنية لم تكن سهلة على الإطلاق من أجل اتخاذ قرارات حاسمة بنجاح أو فشل التجنيس الفاشل المتبع في منتخباتنا، لو قارنا الفترة التي سبقت فترة التجنيس بالتي تلتها، فإننا سنرى وبسهولة كبيرة أنّ الفترة الأولى كانت صاحبة الإنجازات والأفراح والأتراح، فيما الفترة الثانية كانت مليئة بالتشاؤم والحزن.
الجميع شاهد المستوى الفظيع الذي قدمه لاعب مثل جيسي جون في البطولة، والذي تم استدعاؤه من قبل المدرب سلمان شريدة بحجة معرفته السابقة باللاعب إبان تدريبه للمحرق، وذلك على رغم أن اللاعب لا يشارك ناديه نهائيا لا على الملعب ولا على دكة الاحتياط، وهو جاء للبحرين ليشارك في البطولة الآسيوية وأصبح أساسيا من دون أن يخوض حتى مباراة رسمية ودية واحدة، هذا بالطبع نموذج واحد.
يجب عليكم أيها المسئولون أن تقفوا لحظة تأمل واحدة وتفكروا بروية بعد انتهاء المهمة الآسيوية، وتقيسوا نجاح العملية الفاشلة التي خططتم لها من عدمها، وحينها في حال قلتم بنجاحها عليكم إيضاح أسباب النجاح لنا ولأولئك الذين يحاربون هذه العملية، وحين تعرفون أنها فشلت يجب أنْ تخرجوا بجرأة لتقولوا لأولئك الذين لا يعرفون إلاّ اللون الأحمر إننا خاطئون، وتبدأوا في العلاج.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 3071 - الثلثاء 01 فبراير 2011م الموافق 27 صفر 1432هـ
الرياضة للجميع
الرياضة حق لكل مواطن و ليس من اجل واحد يلعب و الباقي جالسين يتفرجون فلا داعي للفشخرة الكاذبة و التجنيس
والله يخوك
حتى ظفرك في هل الزمن جار عليك واتخلى عنك ولا كاته جزء منك نبث الشكوى الى الله