سَجَّل الإرهاب رقماً قياسياً في العراق. ففي غضون أيام فقط قُتِلَ خمسة وأربعون شخصاً وجُرِحَ 150 آخرين في هجومين انتحاريين بسيارتين مُفَخَّخَتين استهدفتا مواكب شيعية جنوب وشمال كربلاء المقدسة (110 كم جنوب العاصمة بغداد). ثم قُتِلَ 116 شخصاً بعضهم بأحزمة ناسفة استهدف متطوعين للشرطة في تكريت (خمسين قتيلاً) وبعضهم بسيارات مُفخّخة استهدف مقرات أمنية، ومواكب للشيعة في محافظة ديالى (16 قتيلاً).
ثم انفجرت خمس سيارات مُفخَّخة وعبوتَيان ناسفتَيان في بغداد فقتلت وجَرَحَت العشرات. وقبلها بأيام انفجرت ثلاث سيارات مُفخّخة في كربلاء المقدسة أيضاً فأوقَعَت ثلاثمئة قتيل وجريح من بينهم أطفال وشيوخ ونساء. ثم ضُبِطَت تُرَبٌ حُسينية مُفخَّخة أعِدَّت لكي تنفجر حال السجود عليها من المُصَلِّيْن، وكذلك أعمدة مُفخَّخة تُستخدَم في رفع الرّايات الحسينية كانت القاعدة تستعد لتوزيعها على الزُوَّار الشيعة الرَّاجِلِيْن خلال زيارة الأربعين.
في كلّ الأحوال فإن صناعة الجريمة في العراق بات يُتفننُ في إعدادها وإخراجها وحصيلة المستهدفين فيها ونوعياتهم وهوياتهم. وربما يعِي الكثيرون أن الجريمة هي كلٌّ من الجرم والدناءة، لكنها أيضاً تقع ضمن مستويات متباينة. ففي مراتبها يظهر أمران اثنان. الأول: قيمة العقل البشري الذي يتورَّط فيها رغم كونه كائناً ضمن مسار أخلاقي مُحدّد. والثاني: دَرَجَة الإيلام والإيقاع والإيغال في الدَّم إلى المستوى الذي يُمكن أن يُطلق عليه «دمويّة» لا تُظاهَى.
في الأمر الأول يَخَال المرء أنه أمام عقول هولويودية بدأت تتربَّع على هَرَم تنظيم القاعدة إلى الحد الذي تجاوَز فيه التنظيم حتى قياداته التاريخية (بن لادن/ الظواهري/ سيف العدل). ففي منتصف يناير/ كانون الثاني الجاري كشَفَ جابر الفيفي المنشق عن التنظيم في اليمن، بأن المواد المتفجرة التي وُضِعَت لاغتيال سمو الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشئون الأمنية في أغسطس/ آب من العام 2009 كانت تقدر بـ 800 غرام. وأن المسئول العسكري في القاعدة قاسم الريمي، كان ينوي وضع مادة سامة في مادة التفجير تقتل الشخص المُستَهدَف في أربع ثوانٍ!
الأغرب من ذلك أن تنظيم القاعدة (وطبقاً لشهادة الفيفي) اختبر تلك المواد المُتفجِّرَة والتي تُقدَّر بـ 800 غرام وحَشَا بداخلها المادة السَّامّة بمقدار 200 غرام ثم وضعوها على صخرة كبيرة فأحدثت أضراراً كبيرة بها. لكن خطأً بشرياً من الريمي نفسه حَالَ دون أن تُوضع تلك المادة داخل الحزام الناسف الذي استخدمه عبد الله عسيري في هجومه الإرهابي على الأمير محمد بن نايف، الأمر الذي أبعَد نسبة كبيرة من خطر الإصابة المباشرة والقاتلة بالأمير. وبمراجعة أصول العملية وطريقتها ونوعيتها يظهر لأي مراقب أن هذا التنظيم قد قَطَع مشواراً كبيراً (وكوماندوزياً حتى) في تجويد أعماله العسكرية واللوجستية ضد أهدافه.
في العراق يبدو الحال كذلك. فالأنباء التي تَرِدُ من هناك تُظهِر كيف أن التنظيم يعمل بشكل مُزدَوج. فهو من جهة يقوم بالإعداد الجيِّد لإيقاع أكبر حصيلة مُمكنة من القتلى من تفخيخ للتُّرَب الحسينية والرايات أو استخدام كواتم الصوت، ومن جهة أخرى يقوم باختيار الوقت وانتماءات الأفراد. فمثلاً يقتل الشيعة في مناطق ديالى المُختلطة مذهبياً لكي يُربِك ظروف التعدّد المذهبي، ويقتل السُّنّة في تكريت صَداً منه لأي محاولة اندماج أهلي أو مدني داخل مؤسسات المدينة والدولة العراقية بل وحتى داخل مجاميع الصحوات المناهضة له. في الأمر الآخر من المراتب، يُظهِر التنظيم مزيداً من البرهنة على اتساع قدرته على استيعاب الدَّم المُرَاق مهما كان حجمه وغزارته. بل إنه لا يهزّ حتى كتفاً لمقتل طفل صغير والتمثيل بجثته بأبشع الطرق، ليس آخرها ما جرى في منطقة الدُّورَة عندما قام اثنان من المسلحين باقتحام أحد المساكن، فذبحوا الأب وفصلوا رأسه عن جسده أمام أعين ذويه، ثم قطعوا رأس ابنته التي لم يتجاوز عمرها عاماً واحداً، وقبل خروجهم بمسروقات البيت جرحوا الزوجة وابنها الصغير، بإصابات مُتفرقة في الرأس. هذه ليست نهاية المطاف للتنظيم، بل إن حكواته تتعدّد في الرقم وفي الطريقة.
اليوم يُثبِت تنظيم القاعدة أن توسَّعه ليس محصوراً بخلاياه وانتشارها فقط، وإنما أيضاً التوسُّع في طريقة الجُرْم وخَفْرِ الضحية. وربما وصل المدى الذي هو بصدده إلى مستويات يقِف أمامها العقل البشري مُحتاراً ومُستذكراً أقسى أنواع العنف البشري وأكثرها عدميّة ضد المدنيين. وربما يستحضَر الآن أعمال جماعة أوم شينريكيو اليابانية والتي استخدمت غاز السارين على مترو أنفاق طوكيو قبل أحد عشر عاماً وقتلت 13 شخصاً وجرحت 6300 آخرين. أو أعمال الألوية الحمراء في إيطاليا، والدرب المضيء في البيرو وغيرها من المنظمات.
منتهى القول، إن مستوى الإقدام لأفراد تنظيم القاعدة وقدرتهم اللوجستية والعسكرية وتكتيكاتهم لا يُمكن أن يُقدّره أحد ما دام مُستَخدَماً في غير موضعه. فمن المعِيْب أن يتمّ استخدام العنف ضد مدنيين في سوق للخضار. أو ضد مؤسسات دولة يتمّ تحويلها إلى عدو بالإجبار. بل من المعيب أن يتمّ استخدامها طبقاً لتفسيرات نقيّة لايدلوجيات متطرفة. فالقوة تُصبح عاراً على صاحبها عندما تضرب غير خصمها وغير أهدافها. لذا فإن كلّ مَسَبَّة غير الإرهاب لن يجد هؤلاء من نعوت تلاحقهم جيلاً بعد جيل.
إقرأ أيضا لـ "محمد عبدالله محمد"العدد 3067 - الجمعة 28 يناير 2011م الموافق 23 صفر 1432هـ
هذه اعمال الخوارج ومن شجعهم ومشى على خطاهم
اول من بكر بطن امرأة وقتل جنينها هم الخوارج وهم يصلون ويحفظون القرآن وقد قال لهم الامام علي عليه السلام (( كلمة حق يراد بها باطل )) عندما رفعوا شعار لا حكم الا لله .
وهذا اليوم امتدادات لذلك اليوم وتلك الامة وهؤلاء خلرجوا ارحام تلك الامة التي تتورع عن احدهم يقول لله حنود من عسل ، وآخر يقول يا خيل الله اركبي على صدر اب رسول الله ، والغاية تبرر الوسيلة ولاخوف من رب العلمين ولا خشية من خلقه ، اليس قائد العراق السابق يذيب الاطفال في التيزاب ويفرم المعارضين من ارجلهم الى الرأس والله غالب على امره
اعمال الجبناء
بدل مايقتلون المسالمين الاحرار الابرياء ادا فيهم خير وهم شجعان خله يضربون اعداء الاسلام مثل امريكا واسرائيل وليس قتل الابرياء هده اعمال الناس الجبانة
مظلوم
كم قاسيت وقاسيت يا ارض الانبياء رجلك حسينيون نسائك زينبيات اطفالك قاسميون وكل رضيع عبدالله الكل كربلائيون الكل بصوت واحد لبيك يا حسين وهيهات منا الذله والله لانرى الموت الا سعاده فلتقتلونا لن ترهبونا وسيرى الذين ظلموا اي منقلب سينقلبون