بات من المؤكد انضمام النائبين ممثلي الدائرتين الثالثة والثامنة في المحافظة الوسطى عدنان المالكي وعلي زياد إلى كتلة الأصالة «السلفية» ليرتفع تمثيل الكتلة المذكورة من ثلاثة نواب إلى خمسة.

وعلى رغم أن الكتلة المذكورة لم تعلن للآن عن انضمامهما رسمياً إليها، إلا أن الواقع العملي يثبت أن النائبين اللذين خاضا الانتخابات السابقة بصفتهما مستقلين أصبحا نواباً منتمين إلى كتلة الأصالة فعلياً.

ويفسر الانضمام الحالي للاثنين إلى الأصالة، عدم تفضيلهما التسجيل ضمن كتلة المستقلين التي تحوي حالياً 12 نائباً.

ومع أن النائبين المالكي وزايد ذكرا في لقاءاتٍ صحافية سابقة أنهما يدرسان أمر بقائهما مستقلين أو انضمامهما إلى كتلة نيابية، فإن توجههما إلى «الأصالة» لم يكن مستغرباً بل ومتوقعاً، وكان ينظر إلى أن حصوله كان بانتظار الوقت المناسب له فقط.

وبدا النائبان أكثر قرباً إلى الأصالة من أي تيارٍ آخر خلال الانتخابات الماضية، والتي فازا فيها على النائبين السابقين ومرشحي كتلة المنبر الإسلامي «إخوان مسلمون»، الغريم الانتخابي للأصالة حينها، عبداللطيف الشيخ، وإبراهيم الحادي، إذ نجح الاثنان في حصل أصوات الظفر في الدور الثاني الذي شهد منافسة محمومة بينهما وبين مرشحي المنبر الإسلامي، وقد أثير في الإعلام أن الأصالة دعمتهما بعد فشل تحالفها مع المنبر الإسلامي.

عملياً، يمكن الحديث عن أن قرائن دخول المالكي وزايد إلى الأصالة باتت واضحة للعيان، فالنائبان أصبحاً موجودان في حراك الكتلة البرلماني، ومن ذلك ما تقدمت به الكتلة مؤخراً من مقترحات بقانون كما هو الحال بالنسبة لزيادة الرواتب، والمقترحات برغبة كما حدث في مقترحات الكتلة في ملف الإسكان.

وبالنظر إلى تمثيل كتلة الأصالة في برلمان 2010، فإن ارتفاع تمثيلها في البرلمان على رغم أنه لن يقدم لها ميزة إضافية، خارج إطار المألوف، إلا أن الكتلة المذكورة تعتبر «صوتاً مرجّحا» في المواقع التي يتواجد لها تمثيل بدءاً من منصب النائب الثاني لرئيس مجلس النواب الذي يشغله الأب الروحي للكتلة الشيخ عادل المعاودة، ومروراً بعضوية «مطبخ التشريعات» النيابية لرئيس الكتلة غانم البوعينين الذي يملك رصيداً يمتد إلى فصلين تشريعيين ماضيين، وحتى النائب المخضرم عبدالحليم مراد الذي يملك صوتاً مرجحاً في أهم اللجان النيابية وهي «المالية».

وبانضمام النائبين عدنان المالكي وعلي زايد، فإن الأصالة مدت تمثيلها داخل اللجان إلى اثنتين أخريين، فالأول غدا عضواً في المرافق العامة التي يتصدر الملف الإسكاني أولوياتها، والثاني عضو في لجنة الخدمات، ما يعني أن الكتلة لها تمثيل في جميع اللجان الدائمة، عدا اللجنة الخارجية التي كان المعاودة رئيسها خلال الفصل التشريعي الماضي.

وباكتمال الأصابع الخمسة ليد الأصالة تكون قد استعادت تمثيلاً يوازي تقريباً حجمها في الفصلين التشريعين الماضيين، وهو ما ينفي كل الأقاويل التي تحدثت عن سقوطٍ مدوٍ لتيار «السلف» في البحرين بعد انتخابات 2010، فالأصالة تمثلت بخمسة نوابٍ أيضاً في انتخابات 2006، قبل أن ينضم إليها ثلاثة نوابٍ مستقلون وهم الاقتصادي المخضرم عيسى أبوالفتح، وسامي البحيري وخميس الرميحي.

وإذا ما سلمنا أن الأصالة كانت متمثلة في برلمان 2006، بثمانية نواب، على رغم أن حراك الرميحي والبحيري كان أقرب لكونه حراكاً مستقلاً من كونه منتمياً للكتلة المذكورة، فإن الأصالة استعادت ثلثي تمثيلها في المجلس المذكور، بما نسبته 62 في المئة، فيما يقترب تمثيلها للعدد ذاته إذا قارنا بالفصل التشريعي الأول في العام 2002.