توقعت الأرصاد الجوية حسب ما جاء في موقعي «ياهو» و«طقس البحرين» تساقط الأمطار في اليومين المقبلين بين خفيفة ومتوسطة وغزيرة في بعض المناطق، وبهذا الحدث كالعادة نسجل ملاحظاتنا على ضعف البنية التحتية - لمتابعة موضوعنا السابق - من شوارع متهالكة، وشبكات مياه معدمة لم تقم الوزارة المعنية بإصلاحها لأكثر من 3 عقود، وكل مرة تكون هناك مطالبات بإصلاح شبكة مياه الأمطار والمجاري، إلا أن هذه الوزارة نراها ترجع فائض الميزانية إلى وزارة المالية من غير وضع حل لهذه المشكلات المتراكمة، مما يدل على ضعف الأداء والإنتاجية.
في هذا اليوم سوف نركز اهتمامنا على القرى التي تغرق بأصحابها، حيث ترى المستنقعات في وسط القرى - بين البيوت-، ولا أعرف كيف سيتم معالجتها، مع أننا نعاني من تجمع هذه البرك بين منازلنا منذ كنا صغاراً. وأتذكر ذلك يوم كان عمري 10 سنوات، نلهو ونسبح في تلك المستنقعات، وبعد أن كبرنا أصبحنا نتذمر من هذه البيئة، وكل ما نصبو إليه وضع الحلول لقضايا متراكمة منذ ربع قرن.
كل ما نتمناه أن يقوم المسئولون بزيارات تفقدية للمناطق والتعرف عن كثب على مشاكل المواطنين ووضع الحلول المناسبة لها تحقيقا لمطالب سمو رئيس الوزراء المستمرة.
هذا زمن الإنتاج والابداع وليس المقابلات والزيارات بين المسئولين، وإذا ما طلب من الوكيل مرافقة الوزير، أو الأخير مرافقة رئيس الحكومة تأهب للمرافقة وحسب لها ألف حساب، أما إذا الأمر تعلق بالمواطنين فلا يعيروه اهتماماً.
يا جماعة، هذا الزمن تغير، فإذا كان الأمر ليس مهما - مجرد مرافقة - فلماذا لا يتم إبلاغ الشخص بذلك، بأن لدى المسئول عمل مهم يخص المواطنين والتعرف عن كثب لمشاكلهم، وأنا على يقين سيقبل هذا الشخص الاعتذار إذا كان في مصلحة البحرين.
اليومان القادمان لا نريدهما أن يمرا مرور الكرام، بل نريد استغلالهما استغلالا جيدا للتعرف على المشاكل التي يعاني منها فقراء البحرين وقراها (الشوارع وشبكات تصريف المياه والبنية التحتية)،. لهذا ننصح المسئولين بوزارة الأشغال تحديدا للنزول للشارع، للتعرف على مشاكل البنية التحتية وشوارعها في القرى، والشيء بالشيء يذكر، فقد قمت بجولة تفقدية لبعض المناطق مع أنني ليس من واجبي فأنا لست وزيرا أو مختصاً بالوزارة المعنية، فقد أصابني الذهول لما رأيته بعد نزول المطر بأن بعض العائلات تدخل منازلها عن طريق الطوب والأخشاب بسبب تجمع المياه حول أبوابهم، وعندما قمت بالسؤال عن أحوالهم الداخلية عن طريق الجمعية الخيرية، أفادوني بأن الأمطار تتساقط عليهم داخل المنزل من أسقفها المتهالكة وجدرانهم المتهاوية، والغريب عندما طلبت منهم مساعدتهم، رد عليّ أحدهم بصوت خفي: خلها على الله!
ولم استوعب الرد، وقال مبتسما هناك منازل كثيرة على نفس الشاكلة وتحتاج لميزانية ضخمة، وتابع.. أنت تعرف البئر وغطاءه. ومع علمي بأن التغيير والاستماع لمشاكل الناس عبر الوسائل التقليدية أو حتى مجلس النواب قد ولى، ولم يبق إلا زمن النزول للشارع للإطلاع على الواقع لتحقيق المطالب وتطلعات الشعب.
لقد استفزني منظر الناس وقراهم بعد زخات مطر يوم أمس، وشعرت بهموم هؤلاء الفقراء وقمت بتوصيل هذا الموضوع لمن يعنيه الأمر، عسى أن تلبى بعض طلبات المحتاجين، وذلك بتقديم مشاريع جديدة ذات حلول سريعة لهذه البيوت المتهالكة عن طريق الحكومة او أغنياء هذا البلد من التجار واصحاب رؤوس الأموال ولنطلق عليه مشروع «الحالات المستعجلة» عن طريق المجالس البلدية، أسوة بمشروع الملك الخيري ببناء البيوت القديمة الآيلة للسقوط.
اهتزت مشاعري واشتد عود الغضب أيضا عندما قمت بزيارة الحي الذي ترعرعت فيه زمن الطفولة، فقد لاحظت أنه لم يتغير من أربعة عقود، ولم يطله أي تعديل للشوارع ولا إضافات طرأت عليه سوى توصيل المنازل بالمجاري قبل ثلاث سنوات، ولكن الأمطار مازالت تتجمع وسط القرية والناس لا تستطيع دخول منازلها إلا عن طريق الحجارة والطوب كما كان قبل أربعين عاماً، فماذا كانت الحكومة تعمل منذ ذلك الوقت؟
لماذا لم تقم الوزارة المعنية بحملة ضخمة لإصلاح البنية التحتية والمرافق العامة؟
فهل هناك خطة لتطوير القرى وإصلاح شوارعها وتوصيلها بالمجاري؟ ومتى؟
في الحقيقة لا أود التطرق إلى قضايا أخرى يعاني منها المواطنون في أسلوب الحياة والمعيشة، ولكن وددت التركيز فقط على معاناة الفقراء في البحرين أثناء نزول المطر تحديدا. كلنا أمل في إصلاح الوضع، والحكومة تريد معرفة الحقائق، ويجب عليها تقوية علاقة المواطن بالدولة المبنية على الثقة المتبادلة، ودورنا توطيد هذه العلاقة بتوصيل الصورة الحقيقية من غير رتوش أو تلميع، فكما يقال، صديقك من صدَقك لا من صدَّقك ونضيف أن خير الناس أنفعهم للناس.
إقرأ أيضا لـ " أحمد العنيسي"العدد 3065 - الأربعاء 26 يناير 2011م الموافق 21 صفر 1432هـ
نفس تونس
ومع علمي بأن التغيير والاستماع لمشاكل الناس عبر الوسائل التقليدية أو حتى مجلس النواب قد ولى، ولم يبق إلا زمن النزول للشارع ... صح الكلام يا استاذ
شكراً دكتور
هذه الأمطار، عام بعد عام ما أن تلامس تراب وطننا حتى تنكشف سوءة بناه التحية أكثر و أكثر. منذ سنين و نحن نرتشح بزخات الرحمة الإلهاية و قصور البنية التحتية يحولها لبلاء. كنا سابقاً نعاني من المناطق المهملة لعقود، و اليوم نالنا العناء من إهمال آخر، و هي الشوارع الممزقة الأوصلال بالحفر و أعمال الصيانة التي لا تنتهي، بعض الحفر و التحويلات يمضي عليها شهور و شهور دون تغيير و تقدم، فتطوير المجاري أشبه ما يكون بالكلام الخيالي..!!! قد لا يصدقه الجيل القادم عندما نرويه لهم
طابوق احمر
دكتور أحمد، لو تناشد وزارة الاشغال أو البلدية ما ادري يحطون لينا طابوق أحمر وشوي حشيش بس، أحسن من الخمق، خصوصا ً صوب بيتنا لأن احنا في العكر ما عندنا طابوق أحمر مثل سترة والنويدرات.
وشكرا ً
عكراوي
40سنة !!!
اربعين سنة ولم تتعمر الشوارع ، ويش قاعدة اتسوي الحكومة
شكرا دكتور
نعم يا دكتور لقد فتحت جروحا طالما كانت مغمم عليها ولا يكشفها إلا المطر أوالأقلام الحرة النزيهة التي تشعر بهموم الآخرين وتتحسس مشاعرهم ومعاناتهم .
ستراوي
تعال بيتنا شوف الماي وصل للحجر والصالة.