فاجأت قناة الدوري والكأس كل المتابعين للقنوات الرياضية عند ظهورها قبل سنوات كثيرة بالبرنامج الكروي الخاص الرائع «المجلس» بصورته الشعبية في ديكوره وجلوس ضيوفه وذكريات الناس في تلك السنوات الماضية، والذي يقدمه القطري الرائع الإعلامي خالد جاسم الذي اختصر السنوات ليكون في سمعة الرؤساء السياسيين من حسن القيادة للبرنامج وطرح الأفكار واختيار الضيوف كل بحسب الموضوع المطروح. ونال هذا البرنامج اعجاب كل الناس في الوطن العربي الذين تفاعلوا مع ما يطرحه البرنامج من اثارات لمواضيع مختلفة، عالجت الكثير من المشكلات المحلية في قطر أو في معظم الدول العربية.

هذا البرنامج شق طريقه نحو النجومية كالبرق حتى بات الأول في الوطن العربي ولا غرابة في ذلك.

ولكن بعد هذه السنوات الطيبة الذكر لهذا البرنامج بدأ يميل ولو بدرجة نسبية عن الخط المأمول تواجده فيه من خلال المناقشات الحادة بين أطراف الحديث والصراخ العالي الغير مبرر، حتى يصبح الجميع يصرخ لكي يثبت دليله من دون ان نسمع ما يجب سماعه ويضيع الدليل وسط هذا الصراخ الذي داهم البرنامج حتى في التحليل الفني الذي يجب أن يكون هادئاً وتعطى الفرصة للجميع بالكلام الهادئ من دون ان يقطعه أي ضيف محترم في هذا المكان المحترم. ونحن نقدر ونحترم كل الضيوف في البرنامج، ولكن ان نراهم بهذه الصورة العشوائية لهو أمر مرفوض جداً وخصوصاً ان يأتي من شخصيات كروية مرموقة لها تاريخها الحافل. أضف إلى ذلك كم حلقة من هذا البرنامج فيها الكثير من الأمور المرفوضة وخصوصاً الاتهامات المتبادلة ما يذهب بالموضوع المطروح هباء منثورا.

هذه كلمات ناصحة نرفعها إلى المسئول الأول في القناة عيسى الهتمي والقائد الرائع خالد جاسم، بان يتم تقييم هذا البرنامج وما يحدث فيه من صراخ غير مبرر في معظم الحلقات، مع اننا نشدد في طرح المواضيع الحساسة ومناقشتها بالأسلوب العلمي الهادئ والمتزن بعيداً من هذا الصراخ لكي يتفاعل الجمهور العربي مع كل الأطروحات التي يتبناها البرنامج بامتياز. اسأل لماذا لا يحدث هذا الصراخ عندما تتم استضافة مجموعة من الشخصيات الرياضية سواء كان ذلك في الاتحاد القطري للكرة أو الاتحادات الخليجية أو المسئولين عن الرياضة في قطر لمناقشة أمر ما، ويتم فيه وبشكل هادئ عرض كل الأمور المتعلقة بالموضوع من دون صراخ. لذلك اقترح على المسئولين في قناة الدوري والكأس القطرية ان تقلص من العدد اثناء التحليل الفني إلى 4 أشخاص أو 3 فقط؛ وذلك للاستفادة العامة واعطاء الضيوف الفرصة في التحليل الفني بعيداً عن الوصف الذي كان عليه الكثير من الظروف، فيما يتم ابقاء العدد الحالي في حال مناقشة قضية هامة ولكن بالصورة الهادئة واعطاء أطراف الحديث للمتحدث من دون مقاطعة من أي ضيف آخر، وعلى القائد خالد جاسم ان يستلم الإيقاع ومنع أي شخص يريد التدخل قبل إنهاء الشخص الآخر للكلام الذي يريده. املنا ان نرى «المجلس» في أفضل صورة وبتألق مستمر.